الكتاب

نبض للوطن.. أحمد يوسف التاي: دبلوماسية الاشتباك بالأيدي

خاص صوت السودان

(1)

سفير دولة جنوب السودان بواشنطون سانتينو فاردو تعرض للضرب على يد نائبته “الدبلوماسية المخضرمة” أنقونق دول أشويل وذلك بسبب خلاف إداري بسيط نشب بينهما، فلجأ رئيس البعثة الدبلوماسية ونائبته إلى حسم الخلاف ب(البونية) و(الشلوت) عوضاً عن الوسائل الإدارية والدبلوماسية، فدخلا في عراك بالأيدي والضرب ب(الفوائل) والهواتف حتى سالت دماء السفير.

وقالت وزارة خارجية دولة جنوب السودان أنها على علم بحادثة تعرض سفيرها لدى الولايات المتحدة الأمريكية للضرب من قبل نائبة رئيس البعثة بواشنطون، وأنها تراقب الموقف عن كثب…برافو..

(2)

المتحدثة باسم وزارة الخارجية السفيرة أبوك أيول ماين قالت إن الوزارة تراقب الوضع عن كثب”.. والوضع الذي تراقبه عن كثب

يظهر من خلاله سفيرهم، وعليه آثار اللكلمات والدماء كما في الصور التي تناقلتها الوسائط الإعلامية، ويبدو أنه تعرض لصفعة قوية على وجهه كما هو باين من آثار الدم على أسنانه وشفته السُفلى في تلك الحادثة المؤسفة جداً والتي وقعت يوم الإثنين الماضي 25نوفمبر الجاري في بيت “الدبلوماسية” وفي موطن “الدبلوماسية”.

(3)

ليس هناك ثمة نموذج لإنحدار العالم وعجزه عن حل مشاكله بالسياسة والدبلوماسة ولجوئه إلى العنف لحسم ابسط الخلافات أبلغ مما قدمه لنا سفير دولة جنوب السودان بواشنطون

ونا ئبته..

في تقدري هذا أصدق نموذج لكشف حقيقة دبلوماسية العالم الزائفة التي (تراقب عن كثب) وبس…دبلوماسية تنحدر في المؤامرات وتثير الفتن وتشعل النيران وتنغمس في كل الرزائل، وتظهر بوجه الحمل الوديع ، والمدينة الفاضلة والمثال العظيم للقيم والأخلاق وتخفي الوجه الآخر العاجز تماماً عن حل مشكلات العالم بالوسائل السلمية والحوار الراقي والتفاهم العادل المنصف.. نموذج يظهر الوجه الحقيقي لدبلوماسية العالم اليوم.. عَجْزٌ ظاهرٌ عن حل أبسط المشكلات وبحْثٌ مستمرٌ عن الحلول في العنف.. ولو انكم أمعنتم النظر ستجدون أن كل الحرائق في العالم الآن وراءها دبلوماسية العالم الزائفة المنافقة التي تظهر خلاف ماتبطن..

(4)

الصورة التي تبدو أمامي الآن ليست حادثة السفير ونائبته ولا التشابك بالأيدي بين إثنين من قادة الدبلوماسية، ولا لجوئهما إلى العنف والضرب لحسم خلاف إداري بسيط، لكن الصورة التي أمامي الآن هي الصورة المقززة لدبلوماسية عالم اليوم الذي يقوده القتلة الطغاة الظلمة… دبلوماسية العالم المزيف الذي يشبه الحية الرقطاء ناعمة الملمس والتي تظهر منها “النعومة” وتُخفي بداخلها السُّم القاتل..

ما حدث في واشنطن عبّر تعبيراً صادقاً عن حقيقة دبلوماسية العالم في الوقت الحاضر والتي هي أعجز عن حل خلاف إداري بسيط ناهيك عن حل مشاكل العالم المعقدة والتي خلفت ارتالاً من القتلى والمشردين حول العالم والمنكوبين في كل موضع…

عزيزي القاري لاتندهش إذا سمعتَ غداً في الأخبار أن دولة جنوب السودان تتوسط لحل الأزمة السودانية ورشحت لقيادة لهذه الوساطة سفيرها بواشنطون ونائبته، حينها ستدرك حقيقة الأهداف الدبلوماسية وراء كل وساطة…

اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى