خطوة تقدم بطلب التدخل الدولى تقطع الطريق على مساعى مصر لاطلاق مرحلة ثانية من الحوار السودانى – السودانى
القوى الاخرى بخلاف تقدم سترفض اى حوار يتجاهل احد اطرافه سيادة البلاد
المناطق الامنة فكرة ساذجة ، تنقل الحرب لمناطق امنة فى الشمال و الشرق و الجنوب ، و لن تقبلها دول الجوار*
رئيس حزب خالد سلك كاد ان يكون رئيسآ لوزراء حكومة الوحدة الوطنية فى اواخر حكم البشير ،
رئيس تقدم الدكتور عبد الله حمدوك كان قاب قوسين او ادنى من تولى حقيبة وزارة المالية فى نظام البشير
كشف نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني وعضو الأمانة لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) خالد عمر يوسف عن المطالب التي طرحها رئيس التنسيقية عبد الله حمدوك على المسؤولين في الحكومة ومجلس اللوردات البريطاني ، وأوضح يوسف خلال حديث في (الجزيرة مباشر) أنهم التقوا المسؤولين في بريطانيا التي يزورها حالياً مع حمدوك باعتبارها حاملة القلم للسودان في مجلس الأمن الدولي وسترأس الدورة الحالية للمجلس ودعت إلى إجتماع للمجلس في 12 نوفمبر الجاري بشأن السودان ،
قال سلك أنهم طلبوا إقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين يمكن أن تكون واحدة في دارفور وثانية في شرق البلاد وثالثة في شمالها تكون منزوعة السلاح ويحظر فيها الطيران ، وخالية من المظاهر العسكرية وأفاد أنهم طالبوا كذلك بحظر السلاح والطيران في السودان ، و حاول الاستاذ احمد طه ، بتحريض ناعم ان يثنيه عن هذا الموقف باعتباره انه ضد السيادة الوطنية ، فقال سلك جازما انه لا توجد دولة او سيادة او شرعية ، مؤكدآ ان مطالبهم تمثل دعوة للتدخل الدولي في السودان لحماية المدنيين،وقال أن في البلاد بعثة دولية في منطقة أبيي تساهم في حماية المدنيين ولذلك لم تحدث انتهاكات في المنطقة ، ورأى أنه يمكن تفادي ما يطالبون به من تدابير لحماية المدنيين في حال توافق الجيش وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار،
من الواضح ان سلك يخلط متعمدآ او جاهلآ فى الفرق بين قوات مراقبة دولية ، تراقب وقف اطلاق النار و الخروقات ،و قوات حماية دولية مفوضة باستخدام القوة ، و مدللا على طلبه بوجود قوات دولية فى السودان ، وهو يعلم ان هذا غير صحيح ، فقوات اليونسفا موجودة فى ابى بقرار من مجلس الامن ، وهى منطقة متنازع عليها لعدم اكتمال تنفيذ بروتوكول ابى ، و لها ادارة مشتركة بين السودان و جنوب السودان ، وهى تعتبر مشكلة دولية بين دولتين و ليست شأنآ سودانيآ داخليآ ،
لكن الواضح انه يخلط بين السيادة و الدولة وشرعية الحاكم ، و نسى انه كان المنظر الاكبر فى حزبه لخوض انتخابات 2020م ، فى مواجهة نظام البشير و حكومة المؤتمر الوطنى ، و لم يكن يعتبر وجودها غير شرعيآ ، و كاد رئيس حزبه ان يكون رئيسآ لوزراء حكومة الوحدة الوطنية لو لا اندلاع ثورة ديسمبر ، وهو كان يستبعد حدوث ثورة ، يائسا من الجماهير مبررا موقفه بخوض الانتخابات ، كما كان رئيسه فى تقدم الدكتور عبد الله حمدوك قاب قوسين او ادنى من تولى حقيبة وزارة المالية فى نظام البشير ، لولا نصيحة المقربين منه واصدقاه الاممين فى انه سيفقد معاشه من الامم المتحدة اذا قطع خدمته و قد تبقت له بضعة اشهر،
الخطير فى مهمة حمدوك و سلك و من خلفهم تقدم و مطالبتهم بالتدخل الدولى ، انها تقطع الطريق على مساعى تقوم بها مصر لاطلاق مرحلة ثانية من الحوار السودانى – السودانى ، و ان تمادى تقدم فى تأليب المجتمع الدولى و تحديدآ بريطانيا ينسف هذه المساعى و يباعد الشقة بين تقدم و القوى الاخرى المعنية بالحوار ، وسيكون مستحيلآ ان لم يكن صعبآ ان ترى هذه القوى اى جدوى للحوار بعد محاولات (تقدم) تدويل الصراع السياسى بين الاطراف السودانية و فتح الباب للسياسيين للخوض فى ايقاف الحرب مع اطراف دولية ، وهو امر ان حدث سيعيد خلط الاوراق ، و بذلك ستنأى القوى الاخرى بخلاف( تقدم) عن اى حوار يتجاهل احد اطرافه سيادة البلاد ، و يفرط فيها و يمنح التدخل الاجنبى شرعية لن تتوفر له ،
سيكون باعثآ لمزيد من احباط الاستاذ سلك ان موضوع التدخل الدولى ليس مطروق دوليا ، رغم انحياز حامل القلم له ، الترتيبات فى المنطقة لا تتحمل هذا التدخل فى الوقت الراهن و لن يكون متاحآ صدور قرار من مجلس الامن تحت البند السابع ، ووفقا لما قاله الامين العام للامم المتحدة ( الوقت الحالى غير مناسب لتدخل دولى فى السودان ) ،
اما التعويل على انشاء تحالف خارج الشرعية الدولية هو الآخر بعيد المنال و ليس جاذبا ، ولا توجد دولة محترمة ستدفع بقواتها الى اى منطقة تتواجد فيها او بالقرب منها مليشيا الدعم السريع ، و ان حدث مثل هذا التدخل سيتم التعامل معه رسميآ و شعبيآ على انه عدوان على الدولة و سيادتها ، و سيضيف الاستاذ سلك الى مدونته مصطلح (حرب التحرير الشعبية ) ،
سلك بدا يائسآ وهو يعتبر ان البديل للتدخل الدولى هو موافقة الجيش و قوات الدعم السريع على وقف اطلاق النار ، هذه الموافقة منصوص عليها فى اتفاق جدة ، و لكن سلك و رهطه فى تقدم و المليشيا لا يريدون الاحتكام لاتفاق جدة ،
احمد طه بدا محبطآ وهو يحاول جاهدآ استدراج الاستاذ خالد سلك لبعض الاجابات المتوازنة ، و لكن سلك كان معتدآ و محتدآ و مصرا على الاسراف فى اظهار دعمه الكامل للمليشيا، ربما عملآ بالمثل السودانى ( البرقص… ما بغتى دقنو ) ، الاستاذ احمد طه من بين كل ضيوفه الكثيرين يخاطب فقط سلك اذا قاطعه قائلا (سامحنى ..مش عاوز اقاطعك) ، و سلك يقاطعه يا احمد .. يا احمد حاف كدة ، مجرد ملاحظة للطرفين ، ايه الحكاية يا احمد !
3 نوفمبر 2024م