قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية السودانية أن أكبر عقبة تواجه الجيش في الخرطوم الآن تتمثل فى مصفاة الجيلى التى يتواجد فيها عدد كبير من عناصر الميليشياالمتمركزين داخلها، غير أن قوات الجيش تحاصرها من جميع الاتجاهات وأن ما يعوق تقدمها هو زرع العبوات الناسفة فى محيط المصفاة.
وأضاف السفير بوزارة الخارجية السودانية على يوسف الشريف، إنه ومع ذلك بات من المؤكد أن سيطرة الدعم السريع على العاصمة الخرطوم، قد قاربت على الانتهاء وأن من المتوقع خلال الأيام المقبلة حسم هذه المعركة بخاصة أنه لا سبيل لهروب عناصر الدعم مع قطع الإمدادات عنهم.
وأوضح أن الجيش قد يكون مضطراً لاستخدام سلاح الطيران فى نهاية الأمر، مشيراً إلى أن المشكلة التى يواجهها الجيش السودانى منذ بدء الحرب تتمثل فى أنه لا يواجه عدواً فى ساحة قتال أو صحراء ولكن الميليشيات تختبئ فى بيوت المواطنين بالخرطوم وبحرى وأم درمان وغيرها من الولايات، ويبقى التضييق عليهم إما من خلال القوات الخاصة أو قصفهم بالطائرات لقتلهم ولكن فى هذه الحالة قد يكون هناك خسائر كبيرة فى صفوف المدنيين.
وأشار إلى أن استعداد الجيش لهذه المعركة بدأ منذ فترة ليست بالقصيرة، واستطاع أن يعزز قدراته العسكرية وهو ما بدا على أنه تراجع فى ظل تحرك ميليشيا الدعم السريع للسيطرة على عدد من الولايات، لكن كانت هناك قناعة بأن تنفيذ عملية عسكرية موسعة يتطب مزيداً من الإعداد الجيد، لافتَا إلى أن قوات الدعم السريع فقدت زمام المبادرة الآن وأن الجيش لا يتحرك فقط فى الخرطوم ولكن فى جميع المناطق التى تتواجد فيها الميليشيات وانتقل من مرحلة الدفاع عن مقراته العسكرية إلى الهجوم المباغت فى مناطق مختلفة وبتوقيت واحد، وذلك لا ينفى بأن قوات الجيش أمام معارك صعبة سيكون عليها خوضها لحين طرد الميليشيات بشكل كامل من المدن.
وذكر أن الانتصارات التى تحققت خلال الأيام الماضية أثبتت أن الشعب السودانى يقف خلف الجيش وهو ما يرفع الروح المعنوية للقوات المقاتلة، والأهم من ذلك أن فرحة السودانيين كانت بمشاركة المصريين الذين حملوا على عاتقهم التخفيف عنهم وقت اندلاع الحرب وهو ما يعبر عن تلاقى شعوب البلدين.
وأكد أن الهزائم التى لحقت بعناصر الدعم السريع سوف يجعلها تبحث عن تشتيت الانتباه عما تتعرض له بأى طريقة، فى حين أن الشعب الذى دفع فاتورة الحرب يعبر عن فرحته العارمة بعد أن تسببت قوات الدعم فى تشريده ومارست ضده جميع أنواع الانتهاكات إلى حد اغتصاب الفتيات وسرقة الممتلكات وبيعها فى الدول المجاورة ناحية غرب السودان.