الرئيس الأمريكى بايدن ستنتهى دورة رئاسته وسيغادر البيت الأبيض بعد حوالى أربعة أشهر إذ أن الانتخابات الرئاسية ستقام فى شهر نوفمبر القادم وتتم عملية التسليم والتسلم بين الرئيس الجديد والرئيس المغادر فى شهر يناير القادم .
وسيستلم الرئيس الجديد الحقيبة النووية من سلفه بعد أدائه للقسم . والرئيس الامريكى هو أعلى سلطة سيادية وتنفيذية ( وليس هناك منصب رئيس وزراء ) وبحكم موقعه الرئاسى كرأس للدولة فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وحامل الحقيبة النووية وهو الذى يعلن الحرب اذا دخلت امريكا فى أية حرب أو يعلن الهدنة أو انهاء الحرب والقائد العام للجيش عندهم مهمته تنفيذ الأوامر وليس من اختصاصه إعلان الحرب أو ايقافها .
واشتدت الحرب بين امريكا وفيتنام وبلغت ذروتها فى عهد الرئيس الامريكى جونسون وعندما اعتلى الرئيس الأمريكى نكسون سدة الرئاسة فى أمريكا فى عام 1968م قرر الدخول فى هدنة ومفاوضات مع القيادة الفيتنامية لايقاف الحرب وكان الجانب الفيتنامى فى المفاوضات قوياً صلباً صعب المراس واشترك فىالمفاوضات فى الجانب الامريكى دكتور هنرى يسنجر وكان آنئذ مستشاراً للأمن القومى قبل ان يصبح وزيراً للخارجية وبعد مفاوضات شاقة لان الجانب الفيتنامى كان عنيداً ومصراً على الموافقة على شروطه وتنفيذها وكان لهم ما أرادوا وتم التوقيع النهائى على الاتفاقية واوقفت الحرب ( وامريكا تضع اعتباراً وحساباً للأقوياء وتتعامل بإستخفاف وازدراء مع من تعتبرهم دون ذلك وتسعى ان تفرض وصايتها عليهم وتفرض عليهم حكومة ضعيفة تكون ذيلاً ذليلاً تابعاً لها والويل والثبور وعظائم الامور لمن يخرج عن طوعها وتوكل مهمة محاربتهم لوكلائها وتابعيها وتفرض على البعض وتدعمهم للقيام بالادوار القذرة بالإنابة عنها ) .
وعندنا هنا الآن فان الفريق أول عبدالفتاح البرهان هو القائد العام للجيش السودانى الراسخ الجذور الذى اسس فى عام 1925م وهو امتداد لقوة دفاع السودان التى انشئت منذ مطلع القرن العشرين .
وسودنت قيادة الجيش واجليت القوات الاجنبية واول قائد عام للجيش السوداني هو الفريق أحمد باشا محمد الذى تولى هذا الموقع المهم الرفيع فى عام 1954م قبل سبعين عاماً وتعاقب كثيرون بعده فى تولى قيادة الجيش . والقائد العام الحالى سبقه آخرون وسيتولى القيادة العامة بعده آخرون وكان الجيش وما فتئ هو صمام امان الوطن ومنذ نشأته الاولى كان الشعار المرفوع والمطبق عملياً هو ( جيش واحد شعب واحد ) فى كافة العهود السابقة والآنية والقادمة .
والفريق اول البرهان له صفة أخرى فهو الآن رئيس مجلس السيادة الانتقالى مستنداً على شرعية الأمر الواقع وبهذه الصفة فهو القائد الاعلى للقوات المسلحة ( ومجلس السيادة فى مجمله يمثل رأس الدولة ) وهو الذى يقرر بشأنها وتقوم قيادة الجيش بالتنفيذ والقيام بمهامها العسكرية المهنية وقد ادت دورها بمهنية عالية وعندما اندلعت الحرب لم تكن الكفتان متوازنتان من حيث العدة والعتاد وعدد المشاة على الارض ولكن القلة العديدة غلبت الكثرة العددية واصبح ميزانها الراجح بسبب قدراتها وخبراتها التراكمية وتأهيلها الرفيع ونيلها ارفع الدرجات العلمية فى الدراسات العسكرية والاستراتيجية مع تأهيل كافة ضباط الصف فى دورات تأهيلية وتدريبية وهنا يمكن ان نقول ان العلم والتخطيط الممنهج والمهنية العسكرية هى التى تصدت للمخطط الكبير لاذلال شعب السودان واهانته وتمزيق وحدته وهو مخطط دولى واقليمى مدعوم دعماً غير محدود ووصلاً لما ذكرته آنفاً فإن الفريق اول عبدالفتاح البرهان يشغل موقع القائد العام للجيش ويشغل أيضاً موقع القائد الاعلى وهذا يقتضى توازناً لئلا يحدث تداخل بين ماهو عسكرى مهنى وبينما هو سيادى قد تكون فيه حسابات سياسية . والحرب قد بدأت الاستعدادت الخفية لها مبكراً فى عهد الفترة الانتقالية التى كان السودان فيها شبه مستعمر وسرح الاجانب فيها ومرحوا وتخطى عدد من السفراء ومن الدبلوماسيين الأجانب كل الخطوط الحمراء وانتهكوا السيادة الوطنية وتدخلوا فى سياساته الداخلية وان رئيس وزراء الفترة الانتقالية ( الذى قدم استقالته واعلن ذلك على الملأ وقبلت منه تلك الاستقالة قبل ثلاثة اعوام تقريباً ) قد أرسل خطاباً لمجلس الامن والامم المتحدة ووقع على الخطاب بوصفه رئيساً لوزراء السودان والذى كتب الخطاب هو السفير البريطانى السابق ونتج عن ذلك تعيين مبعوث أممى للسودان هو الاستعمارى الخبيث فولكر الذى كان يتعامل وكأنه الرئيس الفعلى الخفى للسودان وكان يحشر أنفه حتى فى المسائل التنفيذية ويعلق عليها وهو الذى كان يشرف ويدعم دعماً سخياً من وراء ستار المظاهرات والحرائق وقفل الطرق والمواجهات الدموية .
والفترات الانتقالية كما هو معروف تحكم بموجب دستور معدل . اما وضع الدستور الدائم فهو من شأن البرلمان اوالجمعيه التأسيسية المنتحية و موضوع الدستور لم يكن من الاولويات العاجله ولكن الاستعمارى الخبيث فولكر بمساعدة مستشاريه وضع دستوراً للسودان فى الخارج اضيفت اليه لمسات فى الداخل وكان اعلان هذا الدستور فى مقر اتحاد المحامين وأقيم بعد ذلك احتفال كبير للتوقيع على الاتفاق الاطارى وعدد من الموقعين عليه لم نسمع باسمائهم من قبل وقد وقعوا باسم كيانات هلامية ليست فى العير ولا النفير مع اضافة ديكورية لتنظيمات واسماء معروفة وكان وجود الخواجات فى الاحتفال كثيفاً وعلى رأسهم الاستعمارى فولكر وكانوا كأهل العرس والذين حضروا الاحتفال من السودانيين كانوا ضيوف فى هذا العرس و بمكر ودهاء وخبث فكروا ودبروا ورصدوا امكانيات هائلة وميزانية مفتوحة ضخمة للقيام بعملية التغيير وعندما فشل المخطط اصيبوا بخيبة امل ووجهوا سلاحهم وحربهم مباشرة ضد الشعب السودانى والمواطنين الأبرياء العزل من السلاح وقاموا بجرائم بشعة من قتل ونهب وسلب لعربات المواطنين واموالهم وممتلكاتهم واخراجهم قهراً وقسراً من منازلهم و الاغتصابات وهتك العروض .
ونزح ملايين المواطنين لمناطق اخرى داخل السودان ولدول اخرى خارجه مع تدمير البنيات الاساسية …. والخ ولعل القوى الاستعمارية تحس الآن بأنها حققت مبتغاها سعياً منها لتفتيت وحدة السودان واهانة مواطنيه القضاء عليه كدولة ذات سيادة ولكن هيهات فان الدولة السودانية ستعود قوية شامخة بإذن الله ولعل فولكر الآن يتابع بفرح ومرح ما يجرى فى السودان من تخريب وتدمير وإراقة للدماء وازهاق للأرواح ويضحك ملء شدقيه كما كان نيرون يضحك وروما تحترق .
والرئيس الامريكى بايدن اعلن على الملأ وطالب بضرورة منع الجيش والدعم السريع من التسليح ( والمقصود منع الجيش السودانى من التسليح ) والسودان بلد مستقل وله جيش وطناً هو صمام امانه ومن حقه ان يتسلح من اية دولة دون وصاية عليه وقد ازعج اتجاهه شرقاً بايدن ومساعديه وصرح احدهم بانهم لن يسمحوا للسودان بالتلسح من روسيا والصين وفى هذا وصاية وازدراء كأن السودان ولاية من ولاياتهم ….
والقوى الاجنبيه الاستعمارية تكرس دعمها وجهدها لاسقاط الفاشر واذا نجحت فى ذلك ولن تنجح بإذن الله فانها ستفرض على الدعم السريع فرضاً ان يكون حكومة اقليمية وحكومات ولائية فى دارفور وهى لا تفعل ذلك حباً فى الدعم السريع ولا يهمها ان يحكم او يغرق او يحترق او تخسف به الارض ولكنها تستعمله اداة وتدرك انه فور اعلان حكومة فى دارفور فانها ستقابل بمعارضة شرسة وتنشب حرب قبلية وإثنيه شرسة تمتد بعد ذلك…..الخ وكل إنتصار يحققه الجيش فى اية منطقة تتبعه انتقامات بتوجيه الدانات والمسيرات بطريقة عشوائية لقتل المواطنين الابرياء العزل من السلاح .
وخلاصة القول ان القوى الاجنبيه الاستعمارية هى التى تصب الزيت على نار الحرب لتظل مشتعلة بلا انطفاء وهى التى تمسك مفاتيح الحرب وقد تفرعنت القوى الاستعمارية وسدرت فى غيها . وتمسكن السودان اكثر من اللزوم . ونأمل ان تؤوب تلك القوى الاجنبيه الظالمة لرشدها وتعيد طريقة تعاملها مع السودان الذى لم يتعامل معها حتى الآن بالطريقه التى كان يتعامل بها الرئيس الكوبى كاسترو معها . ولا الطريقه التى تعامل بها معهم هوشى منو فى فيتنام واضطرهم للتفاوض معهم .