حقيقة شراء “الجيش السوداني” مقاتلات صينية متطورة
الخرطوم: صوت السودان
كشفت الصحافة الصينية عن طلب تقدم به السودان للحكومة الصينية من أجل الحصول على طائرات مقاتلة.
ونقل موقع (sohu.com) عن مسؤول عسكري رفيع ذو صلة بصناعة الطيران في الصين قوله: “إنّ القوات الجويّة السودانية منخرطة في اتصالات معنا من أجل إنجاز صفقة لاستيراد دفعة من الطائرات المقاتلة الخفيفة من طراز (J-10CE) المصنّعة بواسطة “مصنع غويتشو للطيران”.
وأوضح المسؤول الصيني وفقاً للموقع أنّ السودان سيستخدم هذه الطائرات بالمقام الأول لمواجهة التحديات التي يفرضها تهديد سلاح الجو الإثيوبي.
ويخوض السودان وإثيوبيا صراعاً عسكرياً منذ أشهر على وقع محاولة السودان استرداد أراضي الفشقة التي تحتلها أثيوبيا منذ سنوات، بيد أنّ الخلاف الأكبر بين البلدين يتركز حول سد النهضة الإثيوبي الذي سيحبس مياه النيل الأزرق، ويعارض السودان ومصر خطط ملئه خشية تهديد إمداداتهما من المياه.
وقال المحرر بالموقع الصيني “بيغ إيفان” في تعليقه على الأمر: “إذا أمكن إبرام عقود الشراء لهذه الصفقة فسيكون هذا هو الطلب الثاني الذي تلبيه صناعتنا للطائرة المقاتلة J-10CE بعد صفقة انجزتها في وقت سابق مع القوات الجوية الباكستانية حيث تم تزويدها بدفعة أولى بلغت (36) طائرة وهذا العدد مرشح لأن يرتفع لاحقاً إلى (80) طائرة ليوافي طلب باكستان”.
وأضاف: “نظراً إلى أنّه جرى بيع J-10CE لباكستان، فلا يوجد ما يمنع شرائها إذا أرادت ذلك دول أخرى مثل السودان، ولا سيما أنّ سلسلة (J- 10) تحتل نطاقاً محدوداً نسبياً في مخطط التسلسل القتالي للقوات الجوية الصينية وهي على وشك الخروج من الخدمة في المستقبل القريب.
وبحسب المعلومات المتوفرة عن هذه الطائرة، التي دخلت حيز الخدمة بالقوات الجوية الصينية في ديسمبر من العام 2006، فهي متعددة المهام، تستطيع القيام بكافة الأعمال القتالية، ليلاً أو نهاراً، في كافة الأجواء، وقد قارنتها الصحف الصينية بالمقاتلة الأميركية (F-16) والميراج 2000 الفرنسية والسو-27 الروسية.
استناداً لمعلومات تقنية نشرها الموقع “العربي للدفاع والتسليح” فإنّ المقاتلات (J-10CE) التي حازت عليها باكستان، ويبدو أن السودان بصدد الحصول عليها، مزودة برادار يدعم تقنية AESA)) الحديثة وتعمل بنظام الفتحة “الكهروبصرية” الموزعة (EODAS)، وتتوفر بها خاصية البحث والتعقب بالأشعة تحت الحمراء (IRST) كما أنّ رادار المقاتلة لديه مدى كشف فعّال يصل إلى 170 كلم وهي قادرة على التزود بصواريخ PL-15E بمدى 145 كيلومتراً.
لكن الجنرال المتقاعد في الجيش السوداني “حسن يحي” شكك خلال حديث أجرته معه “سودان تربيون” في أصل القصة، واستند إلى أنّ الجيش السوداني يميل إلى استخدام الأسلحة الروسية بما في ذلك الطائرات المقاتلة.
واستدرك بالقول: “السودان اليوم قادر على إنتاج سلاحه محلياً بما في ذلك تصنيع الطائرات المسيرة التي انتجنا منها أنواعاً عديدة، هذا عطفاً على أنّ عقيدة الجيش السوداني عقيدة دفاعية، لا توسعية أو هجومية وسلاحه ليس موجهاً ابتداءً ضد جهة ما”.
وتشير المعلومات المتاحة عن القوات الجويّة السودانية إلى أنّها منذ الستينيات من القرن الماضي اتجهت نحو الاتحاد السوفيتي للتزويد بطائرات النقل مثل: (انتونوف، ويوشن إل-76) والطائرات المقاتلة مثل (ميج-29) والطائرات المروحية مثل: (مي-24 ومي-8) لكن تشكيلات من الطائرات الصينية مثل: (تشنغدو جيه-7، هونغدو جيه إل-8، نانتشانغ كيو-5) انضمت لاحقاً لهذه القوات.
ولم يتيسر لسودان تربيون التواصل مع قيادة القوات الجوية السودانية للتثبّت من المعلومات بشأن هذه الصفقة، لكن مصدراً عسكرياً موصولاً بقيادة الجيش أكّد لمحرر سودان تربيون أنّه تمكّن من الاتصال بالقوات الجوية مستطلعاً الأمر وانهم نفوه تماماً.
غير أن الموقع “العربي للدفاع والتسلّح” الذي يعنى برصد الصفقات العسكرية وتتبع عمليات تسليح وتجهيز الجيوش العربية قال: “إنّ مصدراً عسكرياً صينياً أبلغه بأنّ السودان هو أكثر الدول حماساً في إفريقيا لاستخدام أنظمة الأسلحة الصينية. فهو يدرك ويفهم استخدام وتدريب الطائرات المقاتلة الصينية، ونظراً للعلاقة الجيدة بين السودان وصناعة الطيران والقوات الجوية الصينية، فقد أنشأت الصين نظاماً للدعم اللوجستي للطائرات المقاتلة الصينية في السودان، وبهذا يمكن للطائرة J-10CE الحصول على دعم لوجستي موثوق به.”
وأشارت وزارة الخارجية السودانية، بين ثنايا تصريح صحفي جاء للتضامن مع الصين عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان الاسبوع الماضي، أشارت إلى عديد من المنافع والمصالح المشتركة، التي تجمع السودان مع الصين الشعبية. وقالت: “إن السودان يتمتع بعلاقات تعاون سياسي واقتصادي ودبلوماسي متميزة مع بكين، ويتبادل البلدان المنافع والمصالح المشتركة، كما يتبادلان الدعم والمساندة في المحافل الإقليمية والدولية.”
سودان تربيون