كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة عن اتصال هاتفي أجراه رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ،وذلك في إطار وساطة قام بها الرئيس الإثيوبي آبي أحمد بين السودان والإمارات، والتي دخلت مؤخراً مرحلة المحادثات.
ونقلت صحيفة “السوداني” عن ذات المصادر أنه ولأول مرة، تحدث رئيس مجلس السيادة عن خفايا الصراع والخلاف مع ابو ظبي، وتحدثت المصادر عن مواجهة ساخنة جرت عبر الهاتف بين رئيس مجلس السيادة ورئيس دولة الإمارات حيث قال فيها البرهان مخاطبا محمد بن زائد: “إن السودانيين يتهمون دولة الإمارات، ولديهم أدلة متعددة تثبت دعم الإمارات للمتمردين ومساندتها لمن يقتل السودانيين ويدمر بلادهم ويشردهم، وعلى الإمارات أن تتوقف عن ذلك”.
ووفقاً لذات المصادر اشترط البرهان على آبي أحمد أن تتوقف الإمارات عن دعم مليشيا الدعم السريع، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تحقيق السلام في ظل وجود من يثير الفوضى من خلال تقديم الدعم لهذه المليشيا.
وقالت المصادر أن آبي أحمد أوضح أنه من المهم أن يجلس البرهان ومحمد بن زايد معاً للتفاوض حول حل الخلافات، حيث إن كل صراع يمكن تسويته من خلال الحوار والتفاهم، مشيرة إلى أن آبي أحمد ذكر للبرهان أن أديس أبابا تعمل على تهيئة الطريق للحل السياسي في السودان، من خلال مواصلتها لجمع مختلف القوى السياسية السودانية وإدارة حوار حقيقي يتيح للجميع التعبير عن آرائهم، ويتوصلون فيه إلى اتفاقات مشتركة حول كيفية إدارة الخلافات والحوار حولها.
وبحسب المصادر أن آبي أحمد أكد أن إنهاء الصراع في السودان يعتمد على السودانيين أنفسهم وليس على أي جهة أخرى.
وكان آبي احمد جدد وساطه للبرهان أثناء اللقاء.
وكان اجتماعٌ على درجة من الأهمية جمع بين ، رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، تناول العديد من القضايا المشتركة بين الدولتين. وناقش الرئيسان الأوضاع المتأزمة على الحدود بين الدولتين، وذلك بعد الهجمات التي شنتها ميليشيا فانو الإثيوبية على الجيش الفيدرالي والشرطة الإثيوبية في إقليم الأمهرا، وهروب بعض القوات النظامية الإثيوبية إلى السودان.
وأفاد آبي أحمد وفقا للمصادر أن الميلشيات الإثيوبية هي التي تثير الاضطرابات بين البلدين، وتقوم ب نهب المزارعين في السودان، وتعمل على دفع الخلافات بينهما.
بعد اتفاق سلام بريتوريا بين أديس أبابا وحركة التيغراي، قادت مليشيا فانو تمردها وبرزت على الساحة السياسية والعسكرية في إثيوبيا، حيث استفادت من مشاركتها في الحرب ضد التيغراي إلى جانب الحكومة المركزية،وعززت ترسانتها العسكرية والحربية، ثم انقلبت ضد آبي أحمد، وأصبح وجودها يشكل تهديداً كبيراً له بسبب هجماتها المستمرة على الجيش الفيدرالي والشرطة الإثيوبية في إقليم الأمهرا، بالإضافة إلى رفضها خطة حكومة أديس أبابا بشأن عمليات التسريح والدمج ونزع السلاح.
اتفق البرهان وآبي أحمد على أهمية التنسيق المشترك بين البلدين في جميع المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية، بهدف تعزيز العلاقات الجوارية من خلال تقوية المصالح والفوائد المتبادلة،
كما دعا البرهان إثيوبيا إلى إعطاء اهتمام أكبر لقضية اللاجئين السودانيين من خلال تأمينهم وتيسير وصول المساعدات الإنسانية إليهم ..وبحسب ذات المصادر،أوضح آبي أنهم يعملون على تحقيق هذا الهدف، لكن هناك المئات من السودانيين عالقين في منطقة النزاع ووسط نفوذ مليشيا فانو.