نانسي عجاج.. سر الغياب!!
لا يختلف اثنان حول تجربة وامكانات الفنانة نانسي عجاج التي استطاعت ان تطوع مسيرة منفردة لما قدمته من اعمال غنائية لامست وجدان المستمع السوداني، واظهرت ابنة الموسيقار الراحل بدر الدين عجاج وشقيقة الفنانة نهي عجاج بشكل مختلف عن اقرانها في الساحة الفنية، حيث ان رائعتها (بلد هيلنا) مازال السودانيون يترنمون بها وتصول وتجول كنغمات بالاجهزة المحمولة، فيما يستعشر المستمع عظمة ادائها في (اندريا)، اما حينما تتغنى بروائع الفنانين الكبار فتظهر امامك ببصمة واضحة في التجويد، وليس ذلك ببعيد حينما تستمع لها وهي تتغنى للعطبراوي في (مرحبتين بلدنا حبابا).
ورغم تجربتها التي كانت تتسم بالاتزان والاستمرارية، الا انها شهدت اضطراباً ملحوظاً خلال آخر عامين، حيث لم تعد بذات الالق وغابت عن تقديم المنتوج الجديد، وانحصر ظهورها فقط في بعض المناسبات ذات الصبغة السياسية، ولم نشهد لها حفلات او اطلالات صحفية وتلفزيونية.
مقربون من نانسي اشاروا الى ان غيابها عن المشهد الفني يرجع الى انها غير راضية عن الاحوال والازمات التي تمر بها البلاد، الأمر الذي جعلها تحتجب، فيما يرى نقاد فنيون ان نانسي من التجارب النسائية الفنية المختلفة التي بالامكان ان تخط تجربة غير معهودة في الساحة الفنية حال ركزت على التجديد في اعمالها واقامة حفلات جماهيرية، وابتعدت عن السياسة وتوظيف تجربتها لايديولوجيات محددة، فيما اعتبر آخرون ان نانسي رغم تجربتها الرائعة الا انها تتسم بالكسل، الأمر الذي قد يجعل الزمن يتجاوزها حال لم تعد لنشاطها المعهود.