دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور بن كاردين ، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى تحركات فورية لتلافي الوضع الإنساني المتصاعد في السودان.
وبعث السيناتور الأمريكي برسالة إلى غوتيريش حول هذا الخصوص ..في مالي
نص الرسالة:
عزيزي الأمين العام غوتيريش: أكتب لأحثك على قيادة استجابة فورية لمعالجة الوضع الإنساني المتفاقم في السودان حيث ارتكبت أطراف النزاع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك استخدام الغذاء كسلاح حرب.
بدون اتخاذ إجراءات جريئة وحاسمة من جانب الأمم المتحدة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية، سيكون من المستحيل منع ملايين السودانيين من الجوع. يجب على مجتمع الأمم أن يتحرك.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد نظام الإنذار المبكر بالمجاعة ولجنة مراجعة المجاعة ما حذرت منه جماعات الإغاثة منذ أشهر ــ وهو أن استمرار الصراع والعقبات التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية من جانب الأطراف المتحاربة أدت إلى المجاعة في أجزاء من السودان. وأصدرت هذه الهيئات الخبيرة تنبيهاً بأن المجاعة قائمة في مخيم زمزم في شمال دارفور الذي يستضيف أكثر من 400 ألف نازح داخلي. وعلاوة على ذلك، هناك خطر المجاعة في بقية أنحاء الفاشر، موطن 800 ألف شخص، وأجزاء أخرى من دارفور وجنوب كردفان إذا استمر الحصار الحالي. ولم يكن هذا القرار ممكناً إلا لأن هناك جماعات إنسانية لا تزال في شمال دارفور قادرة على جمع البيانات المطلوبة. ويتوقع الخبراء أن ظروف مماثلة من المرجح أن تحدث في العديد من المجتمعات الأخرى في السودان حيث لا يوجد مثل هذا الوصول.
وعلى الرغم من هذا الواقع، فإن الوجود الإنساني المحدود للأمم المتحدة في السودان أعاق عمليات التسليم عبر الحدود، وشل الاستجابة الإنسانية، وفاقم انعدام الأمن الغذائي. إن مجتمع المنظمات غير الحكومية لا يستطيع أن يكرر حجم ومدى الأمم المتحدة ووكالاتها. إن العمل بدون دعم المنظمات المتعددة الأطراف يعرض شركاءنا للخطر القانوني والفعلي وهم يحاولون مواصلة مهامهم الإنسانية.
إنني أقدر جهودكم في الاستجابة للأزمة حتى الآن: من الحصول على الموافقة الأخيرة من القوات المسلحة السودانية لاستخدام معبر أدري الحدودي لمدة 90 يومًا، إلى تعيين رامتان لعمامرة مبعوثًا شخصيًا لكم إلى السودان، إلى الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية، إلى حث الدول الأعضاء على زيادة التمويل للمساعدات الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، أرحب بتمرير قرار مجلس الأمن رقم 2736 الذي يدعو جميع أطراف الصراع إلى احترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك السماح بتسهيل الوصول الإنساني دون عوائق حتى تتمكن المساعدات المنقذة للحياة من الوصول إلى المحتاجين، ومع ذلك، بعد مرور ما يقرب من عام ونصف على الصراع، لا تزال استجابة الأمم المتحدة للأزمة الإنسانية غير كافية.
تحت قيادتكم، تستطيع الأمم المتحدة، بل ويتعين عليها، أن تفعل المزيد. وأنا أحثكم على اتخاذ الخطوات التالية بسرعة:
الدعوة علناً إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتسهيل تقديم المساعدات المنقذة للحياة على وجه السرعة والنظر في الخيارات المتاحة لحماية المدنيين: مع وجود ملايين الأرواح على المحك وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية من قبل أطراف الصراع، هناك ضرورة أخلاقية لمجلس الأمن لحماية المدنيين الأبرياء وتوفير سبل إيصال المساعدات إليهم. وينبغي أن يشمل هذا النظر في السماح بدخول المساعدات عبر الحدود كما حدث في سوريا – وهي المبادرة التي دعمتموها بقوة، فضلاً عن العمل مع الاتحاد الأفريقي لتطوير خيارات عاجلة لحماية المدنيين.
عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن السودان في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: إن الدورة المقبلة للجمعية العامة هي فرصة لكم لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المروعة في السودان وتحفيز العمل العالمي. إن عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن السودان من شأنه أن يرسل إشارة واضحة إلى المجتمع الدولي حول مدى إلحاح هذه القضية، وتسهيل الحوار بين الجهات الفاعلة الرئيسية وأصحاب المصلحة الإقليميين، والمساعدة في تنشيط وتسريع الجهود لحل الصراع1 وتعبئة الموارد الإضافية لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية.
رفع الحاجة إلى الوصول الإنساني: يجب على جميع أطراف الصراع توفير وصول إنساني آمن وكامل ودون عوائق حتى تتمكن وكالات الإغاثة من الوصول إلى المدنيين المحتاجين على نطاق واسع. يجب توفير طرق عبر الخطوط والحدود بشكل دائم للوصول الإنساني. كما أن إعادة فتح المجال الجوي لتسهيل الجسور الجوية الإنسانية أمر بالغ الأهمية لتمكين المساعدات من الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها. يجب على أطراف الصراع أيضًا تعليق المتطلبات الإدارية التي تمنع الوصول السريع من قبل الجهات الفاعلة الإنسانية.
حث الأمم المتحدة على اتخاذ خطوات متقدمة لزيادة المساعدات الإنسانية: من خلال العمل مع المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية، يجب على الأمم المتحدة استكشاف كل مسار وآلية ممكنة لضمان تسليم المساعدات الإنسانية بسرعة وعلى نطاق واسع. يمكن أن يشمل ذلك رحلة تقصي الحقائق من قبل مجلس الأمن، وتعزيز الأمم المتحدة للإمدادات للمنظمات غير الحكومية، وإنشاء آلية مراقبة للمساعدة في تسهيل المساعدات عبر الحدود؛ أو تعبئة موارد إضافية لتنسيق الاستجابة الإنسانية.
كانت المجاعة المدمرة في السودان متوقعة ويمكن منعها. وفي لحظة من المعاناة التي لا يمكن تصورها، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي. يجب أن نكون معًا نشطين وجريئين ومبتكرين في جهودنا لإنقاذ الأرواح البريئة وإنهاء معاناة الشعب السوداني.
بصفتك الأمين العام للأمم المتحدة، فإنك في وضع فريد لتحفيز المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات أكبر واتخاذ خطوات مهمة نحو إنهاء هذه الأزمة. وأنا على استعداد لدعمك والعمل بشكل جماعي لمعالجة حالة الطوارئ الإنسانية المستمرة