عالمية

العنف السياسي في الولايات المتحدة.. مخاطر متزايدة

متابعات صوت السودان

تعالت أصوات ديمقراطية وجمهورية تدعو إلى نبذ العنف السياسي في الولايات المتحدة رداً على حادثة محاولة اغتيال الرئيس دونالد ترامب في بنسلفانيا.

حادثة أعادت إلى الذاكرة حقبة تاريخية من العنف السياسي كانت أودت بحياة عدد من الرؤساء والشخصيات السياسية في الولايات المتحدة.

أصوات إطلاق النيران وسقوط زعيم سياسي على الأرض وهو ينزف ومحاط بعناصر الحراسة السرية، مشاهد أيقظت صدمات تاريخية خطيرة في ذاكرة الأميركيين وأعادت وفقاً لتقارير أميركية فتح فصل مظلم في قصة العنف السياسي في بلداً يعاني بالفعل من تصدع عميق وحالة استقطاب كبيرة في موسم انتخابي محتدم تخيم عليه التشنجات والانقسامات.

وتسلط محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب بحسب التقرير الضوء على التهديد القائم الذي يخيم على منصب الرئيس ومن يتولاه أولئك الذين يسعون إليه. كما تنهي فترة ظن خلالها الكثيرون أن خبرة جهاز الخدمة السرية قللت بشكل كبير من احتمالية وقوع مثل هذه الفظائع.

التاريخ الأميركي وثق مشاهد العنف السياسي المروعة بمقتل 4 رؤساء أثناء وجودهم في مناصبهم، وحالات اعتداء بالرصاص على نواب منتخبين ومسؤولين سياسيين وحتى على المؤسسات السيادية في البلاد كالهجوم على مبنى الكابيتول من قبل أنصار ترامب نفسه قبل نحو 3 سنوات.

ودفع الوضع السياسي المنقسم في المجتمع الأميركي إلى تنام العنف الذي يستهدف السياسيين وعائلاتهم، عنف سياسي تغذية نظريات المؤامرة التي تستخدم لشيطانة الخصوم السياسيين وباتت تنتشر على نطاق واسع، وهو أمر يضع البلد الديموقراطية الأكبر في العالم أمام أزمة معقدة.

التقارير تؤكد أن صدمة محاولة اغتيال ترامب ستتسبب حتما في عواقب سياسية خطيرة في دولة يستهلكها الغضب السياسي ونظريات المؤامرة، فيما تشير دراسات سابقة إلى أن الولايات المتحدة تتصارع مع أسوأ عنف سياسيا منذ السبعينيات.

في سياق مناقشة هذا الموضوع، أشار الخبير الاستراتيجي الديمقراطي فيكتور لاغرون خلال مداخلته مع برنامج “أميركا اليوم” على “سكاي نيوز عربية” إنه لا يمكن تحميل المسؤولية لشخص واحد بعينه، وخاصة خلال الفترة التي تولى فيها ترامب الرئاسة وكذلك ما بعدها. هناك العديد من القادة وأدوار قيادية يضطلعون بتنفيذ أهدافهم وتحفيز العنف والحث عليه بالإضافة إلى الاحتفاء به.

ساهمت التصريحات والخطابات والتصرفات المتباينة في تعميق الانقسامات داخل المجتمع الأميركي. وبالتالي، لا يمكن تحميل فرد واحد المسؤولية كاملة؛ بل يتعين النظر إلى مجموعة المساهمات والأحداث التي وقعت خلال حملة ترامب الانتخابية وما تبعها من تداعيات وتأثيرات.

إذا كان ترامب لا يرغب في أن يُتهم بالفاشية، فعليه ألا يتبنى ممارسات فاشية ولا يكرر كلمات استخدمها هتلر في خطاباته. كما يجب عليه تجنب رفع يده بطريقة مشابهة لهتلر.

ينبغي على المرشحين تبني خطاب ونقاش هادئ ومسالم، وتقليل حدة النبرة السياسية سعياً لتوحيد الشعب الأميركي الذي ينتظر قيادة تجمعهم وتوحد صفوفهم.

في الوقت الراهن، ليس من الأهمية تحديد من يتحمل المسؤولية بقدر ما هو مهم التركيز على الدور الحاسم الذي يتعين على الرئيس بايدن الاضطلاع به؛ وهو توحيد الشعب في هذه المرحلة.

من جانبه، بشير مات واترز، الخبير الاستراتيجي الجمهوري، إلى احتمال تصاعد التوترات في الولايات المتحدة بما قد يؤدي إلى نشوب حرب أهلية. وتطرق واترز إلى محاولة اغتيال دونالد ترامب، موجهًا اتهامات ضمنية لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بالضلوع في اغتيال جون كينيدي وشقيقه روبرت كينيدي عام 1963.

لا تعتبر القضية ليست مجرد خلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين فقط، بل يظهر وجود عناصر داخل الدولة تسعى لاغتيال قياداتها.

باتت الولايات المتحدة لا تتماشى مع القيم الجمهورية والديمقراطية الأصيلة.

الوضع الحالي لترامب يشير إلى اعتباره تهديداً للولايات المتحدة من قبل القوى المسيطرة على ما يعرف بالدولة العميقة، والتي تعمل بشتى الوسائل الممكنة لتقييد سلطته والحد من نفوذه.

الصورة التي شاهدها الأميركيون لترامب وهو يقف بين عناصر الخدمة السرية، وفي خلفيته العلم الأميركي، ووجهه مشوه بالدماء وقبضاته مرفوعة، تعد رمزًا للقوة.

ترسل هذه الصورة رسالة قوية إلى جميع أنحاء أميركا مفادها: “كافحوا ولا تتوقفوا عن الكفاح.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى