أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن إحباطه مما وصفه محاولات النخب لإجباره على الانسحاب من السباق الرئاسي.
وخلال مداخلة هاتفية مع شبكة MSNBC الأميركية شدد بايدن على ثقته بأنه أفضل مرشح يستطيع تغلب على دونالد ترامب قائلا: “خلاصة القول هي أننا لن نذهب إلى أي مكان لم أكن لأترشح لو لم أكن أعتقد بشكل قاطع أنني أفضل مرشح سيتغلب على دونالد ترامب في عام 2024 لقد كانت لدينا عملية ترشيح ديمقراطية تحدث فيها الناخبون بوضوح لقد فزت بـ14 مليون صوت من تلك الأصوات لذا فأنا لا أؤمن بذلك منذ البداية فحسب بل أردت أيضا إعادة تأكيده وإثبات صحته وسأفعل ذلك طوال هذا الأسبوع ومن الآن فصاعدا”.
وتأتي تصريحات بايدن في وقت تتصاعد المطالب في صفوف الحزب الديمقراطي باستبداله بمرشح آخر، ويخشى الديمقراطيون من فقدان الغالبية في مجلس النواب في الانتخابات المرتقبة بسبب أداء بايدن وصحته المتراجعة وإسراره على خوض السباق إلى البيت الأبيض.
ذاكرة رئيس الأميركي الإدراكي المتدهور وقدراته تضع الحزب الديمقراطي في مأزق سياسي خاصة مع قرب الانتخاب الرئاسية في نوفمبر المقبل. القلق الديمقراطي نابع من أداء بايدن السيء خلال مناظرته مع رئيس الأميركي السابق دونالد ترامب واستمرار هفواته الذهنية لاحقا.
ونتيجة لارتفاع سقف القلق طلب أعضاء من الحزب الديمقراطي بايدن بعدم خوض سباق الرئاسة والانسحاب وترشيح شخصية أخرى بديلة قد تكون نائبته كامالا هاريس، تحركات أعضاء في الحزب الديمقراطي استندت إلى خشيتهم من فقدان الأغلبية في الانتخابات المقبلة في مجلس النواب إضافة إلى احتمال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب باستغلال نقاط ضعف الرئيس الأميركي الحالي وأصبح المشهد ضبابيا لبعض أعضاء الحزب الديمقراطي بعد إلغاء اجتماعهم المقرر مع بايدن حيث كانوا يحاولون الاستعانة برئيس الأسبق باراك أوباما لإقناع بايدن بعدم الترشح لكن الرئيس الاميركي توجه إلى ولاية بنسلفانيا لاستئناف حملته الانتخابية سعيا منه للرد على المتشككين وكل ذلك يأتي رغم تخوف المتبرعين الذين أحجم بعضهم عن دفع الأموال لحملة بايدن خوفا من استمراره في السباق الرئاسي على هذا النحو.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالقلق يترقب الجميع المسار الذي سيسلكه الحزب الديمقراطي الذي لا يريد إبعاد بايدن عن السباق الرئاسي رغم إرادته وفي الوقت نفسه لا يريد خسارة السباق.
وقال البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن لا يعاني من الشلل الرعاشي وأضاف بأن الرئيس الأميركي يخضع لكشف طبيب عصاب سنويا في إطار فحص طبي فيما يجري فحوصات مع أطباء عدة مرات أسبوعيا وكانت التساؤلات حول صحة بايدن تجددت بعد أداء بايدن الضعيف في المناظرة الرئاسية التي جرت الشهر الماضي مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب.
في هذا السياق، صرحت الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية، ثيرين بوند، خلال مقابلة لها مع برنامج “أميركا اليوم” على سكاي نيوز عربية، أن مسألة صحة الرئيس بايدن موضع شك مؤكدة على ضرورة ان تتسم كل من إدارة بايدن ومستشاريه وعائلته شفافين وصريحين مع الشعب الأمريكي حول حالته الصحية حتى لا يؤثر ذلك على قدراته لقيادة البلاد خلال فترة ولايته الثانية.
يجب على الرئيس الأمريكي التنحي عن منصبه ومغادرة البيت الأبيض، تاركًا إرثًا إيجابيًا للشعب الأمريكي. ويتمثل ذلك في نقل المسؤولية إلى خليفته بما يخدم مصلحة الديمقراطيين والشعب الأمريكي على حد سواء.
لقد امتد النقاش حول كفاءة الرئيس بايدن العقلية ليشمل شريحة أوسع من المجتمع، تدعوه إلى التفكير بالجديّة في التنحي عن منصبه لأجل مصلحة الأمة والحفاظ على مبادئ الديمقراطية.
لا يمكن التغاضي عن الحالة الصحية للرئيس جو بايدن، التي تشهد تدهورا في الآونة الأخيرة خلال المناظرات.
هناك العديد من الأطراف التي تسعى لحماية مصالحها ووظائفها نظرًا للارتباط المالي الكبير بهذه الشخصيات السياسية.
يدرك هؤلاء أن غياب بايدن يعني نهاية لمكاسبهم ورواتبهم الحالية، وأن المرشح الذي سيخلفه من الحزب الديمقراطي قد لا يحقق لهم نفس الامتيازات.
يتوجب على الاميركيين التصويت على أساس الوعي والإدراك التام للوضع الراهن والمستقبلي بغض النظر عن العواطف أو المصالح الفردية الضيقة بما يخدم المصلحة العامة ويضمن استقرار البلاد ورفاه شعبها.
من جهته، أوضح المرشح الديمقراطي السابق لمنصب عمدة العاصمة، جيمس باتلر، أن جو بايدن كان من بين الشخصيات الرافضة لدونالد ترامب في الولايات المتحدة. ونوه باتلر إلى أن الشعب الأمريكي يمر أحيانًا بفترات يتعين عليه فيها اتخاذ قرارات صعبة أو مواجهة.
نظرًا للشكوك المحيطة بكفاءة الرئيس بايدن الصحية والجسدية، فإنه من الضروري أن يقوم طبيب مختص بتقديم تقييم مهني شامل في هذا الشأن.
حاليًا، لا توجد أي دلائل تدعم تدهور صحة المرشح جو بايدن..
يجب التعامل مع الواقع القائم حيث أن جو بايدن هو المرشح الحالي لذا يجب عليه الاستمرار في التواصل بفعالية وانتظام مع الشعب الأميركي.
لا يزال هنالك أربعة أشهر لإقناع الشعب الأمريكي بمن يملك الكفاءة للإطاحة بترامب.
القرار المتعلق بمواصلة الرئيس جو بايدن ترشحه للرئاسة أو تعيين نائبته، السيدة كامالا هاريس، كمرشحة بديلة، يعتمد بشكل كامل على قراره الشخصي.
يتولى نائب رئيس الولايات المتحدة مسؤولية قيادة البلاد في حال تعذر على الرئيس أداء مهامه، سواء كان ذلك نتيجة الوفاة أو لأي حالة من حالات العجز. ويُعد نائب الرئيس الشخصية الأكثر تأهيلاً لتولي هذه المهمة بموجب تسلسل الخلافة الدستوري.