الكتاب

نبض للوطن.. أحمد يوسف التاي؛ “زينب” وقومها… انتبهوا أنتم الضحايا

خاص - صوت السودان

(1)

 الضجة التي أحدثتها “زينب إيرا“…صحيح إنها مزايدة رخيصة جداً، لكنها في نفس الوقت كشفت الكثير مما كان يختبيء تحت رماد الفتنة المتأهبة لإلتهام النسيج الإجتماعي السوداني…تلك الفتنة التي تنتظر لحظة الصفر للإستعار وهي ترقد وسط “العويش” و”الهويش” و”الهشيم” الذي ذرأته الرياح، حتى إذا ما ملّ دعاتُها وأربابُها الموكلين بها الإنتظار استغلوا حدثاً تافهاً للإختفاء حوله لنفخ كير الفتنة، لأنهم ما عادوا يطيقون الإنتظار..

والحدث التافه هو ما يفضح الأمر برمته وينزعُ ورق التوت عن “الأجندة” الخفية لتلقى نفسها عارية ولاتجد ما يستر عورتها…

والناس ينظرون إلى الحدث التافه ويرون عجزه البائن عن التبرير والدفاع عن نفسه،فلا هو يرقى إلى هذه الضجة، ولا هو قادر على الإفصاح عن هدفه الرئيس…أفلا يستدعي الأمر شكر هذا الحدث التافه الذي لولاه لما تبين الناس تفاهة وتهافت أرباب الفتنة لإشعالها بأي سبب وبأسرع ما يكون ولو كان السبب تافها لايرقى لمستوى إحداث أصغر فتنة في الكون…

(2)

الضجة التي أحدثتها إير…كشفت بوضوح شديد أن زينب ضحية، والشباب الذي اقتحم مبنى التلفزيون هم ضحايا أيضاً يساقون من حيث لايعلمون، بل أن كثيرا من قيادات مجلس تنسيق البجا هم ضحايا أيضاً..وإذا تبيوا الأمر سيكتشفون أن هناك أذرع خفية تتربص بهم من أجل ذرع الفتنة العنصرية لإشعال الحرائق في الشرق..وفي الشرق سمّاعون لهم…سمّاعون لقوم آخرين.

(3)

أرباب الفتنة الموكلين بتمزيق السودان، أذكى من أن يكتشفهم أحد من العامة، وأقدر على التخفي حول الأحداث وإن كانت صغيرة تافهة مثل حادثة زينب..وأقدر على صناعة الأحداث ونسج الفتن حتى من خيوط (التراث) وخِرَقة من زي قبلي، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل نحن أغبياء لدرجة ان نتحول إلى فرس رهان يمتطي ظهره أرباب الفتنة لنحترق نحن فقط بنيرانها..؟..

(4)

 في رأيي أن القضية واضحة والتربص بالسودان أكثر وضوحاً فلابد من جرعة وعي ومصل واق، ولو قليلا لاستدراك ملامح الفتنة ومنافذها وأهدافها لقطع الطريق أمامها لأننا نحنُ السودانيون من يدفع الثمن ويكتوي بنار الفتنة وزعزعة الإستقرار، ونحن من تُهدر ثروات بلاده وتبدد بالضعف والتمزق والحروبات الأهلية والنزاع القبلي..

اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع التي تحبُ أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى