حملت التصريحات التي أطلقها المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو تهديدات مبطنة بالتدخل حال فشل التفاوض المزمع بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع بمدينة جدة السعودية.
وحمل المبعوث الأمريكي مليشيا الدعم السريع مسؤولية مجاعة محتملة بحرقها كميات من المحاصيل ونهب مخازن الأغذية.
ولوح مبعوث الرئاسة الأمريكية بإرسال قوات لحفظ السلام في حال عجز الطرفين عن الوصول الى حل ينهي معاناة (50) مليون سوداني
وفيما يلي ينشر صوت السودان نص حديث المبعوث الأمريكي:
دعونا أولا نكون واضحين جدا لدينا حوالي ثلاثة أو أربعة أسابيع لتهيئة ظروف مناسبة للتوصل إلى اتفاق سلام.
سيصبح ذلك أكثر صعوبة إذا عطل الجيش المضي في طريق التفاوض، أو إذا أتى الدعم السريع للتفاوض لكنه لم يتفاوض بنية حسنة.
لقد فعلنا نحن في الولايات المتحدة الامريكية والأخرين لتغيير الحسابات السياسية لصالح السلام للوصول لهذه المحادثات معا، ولكن إذا لم نتوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع القليلة المقبلة سنري المزيد من التدخل من جهات خارجية تجعل التوصل لاتفاق السلام امرا اكثر صعوبة،
وهذه دول لا تهمها مصلحة السودان في شيء، وفي حالة بعض الجهات الفاعلة مثل إيران التي يسعدها ان ترى السودان دولة فاشلة، فهم يريدون الكيد لأطراف إقليمية أخرى ولا يهتمون بمصالح الشعب السودان.
لذلك نتطلع إلى ان يفكر قادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للتفكير في مصلحة الشعب السوداني.
لأنهم يسمعون الكثير من بعض الأطراف الإقليمية التي ترغب في التلاعب بالسودانيين لأسبابهم الخاصة.
نحن بحاجة إلى تلك المفاوضات الآن، هذه هي الأولوية المقدمة..
ثانيا أعتقد أن العالم بحاجة إلى التفكير في خطة بديلة، من المحتمل أن تكون قوات حفظ سلام بشكل ما، في إطار الاتحاد الافريقي أو الأمم المتحدة. سأكون أول من يقول إنه لا توجد إرادة سياسية لذلك في الوقت الراهن،
لكننا سنحتاج إلى البدء في بناء بعض من ذلك في حال عجز الطرفين عن التفاوض للتوصل لاتفاق.
لأنه لا يمكن ان تستمر معاناة خمسون مليون سوداني بلا نهاية وتستمر المعاناة من هذا النوع من الفظائع والمجاعة التي نراها.
أعتقد أننا يجب أن نبدأ في إجراء بعض هذه المحادثات كمجتمع دولي، ولكن ليس هناك شك في أن هذه الحرب قابلة للحل.
هذه مجاعة اختارها البشر (القادة). المجاعة لم تكن هذه المجاعة نتيجة عوامل
طبيعية او فشل موسم زراعي او عاصفة او جفاف.
نتجت هذه المجاعة عندما قرر رجال في قوات الدعم السريع حرق المحاصيل، ونهب مخازن الغذاء، وعن قرار
اتخذته القوات المسلحة السودانية لعرقلة إيصال الغذاء والدواء إلى الأشخاص الأكثر ضعفا في السودان.
هذه الخيارات اتخذها بعض الناس ويمكنهم تبني خيارات غيرها غدا لتسهيل إيصال الغذاء والدواء إلى جميع أنحاء السودان امتثالا للقانون الإنساني الدولي.
الحرب أيضا كانت خيارا، وأنا أعلم أن كل جانب لديه راويته حول كيفية بدء الحرب، لكن كلتا قصتيهما تدور حول افراد اتخذوا قرارا ببدء هذه الحرب ويمكن لهؤلاء الرجال أنفسهم اتخاذ قرار اليوم لوقف تلك الحرب.
وأعتقد أنهم عندما يسمعون الشعب السوداني ينادي بصوت واحد لإنهاء الحرب الآن وضمان المساعدات في كل مكان، سيكون هنالك على الأقل بعض الاستجابة من هؤلاء القادة.
لدينا نافذة ضيقة لإنهاء هذا من خلال المفاوضات نعتقد أن هذا ممكن جدا إذا تمكنا من جعل الأطراف المتصارعة ملتزمة بالتفاوض. إذا فشل ذلك أعتقد أنه سيتعين علينا
التفكير في خيارات بديلة لكيفية حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية وبصراحة نحن منفتحون على أي مقترحات تضع مصالح الشعب السوداني في المقدمة