حميدتي: “تمازج” متورطة بنزاعات دارفور
الخرطوم: صوت السودان
قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي” الجمعة، إن بعض الاطراف الموقعة على السلام ارتكبت مخالفات صريحة بالتسليح والتسبب في النزاعات القبلية مسميا الجبهة الثالثة “تمازج” كاحدى الحركات الخارقة للقانون.
و”تمازج” من الفصائل التي التحقت باتفاق السلام المبرم في جوبا بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة في اكتوبر من العام 2020.
وقال حميدتي لبرنامج “مؤتمر إذاعي” الجمعة، من مدينة الجنينة التي وصلها قبل أيام ” إن بعض الحركات الموقعة على إتفاق جوبا أظهرت سلوكيات غير جيدة وخالفت القانون فيما يتعلق بتمليك السلاح لأفرادها ومنحهم أوامر التحرك، والجبهة الثالثة تمازج متورطة في النزاع الأخير في غرب دارفور والقينا القبض على كل مكتبهم ووجدنا بحوزتهم أختام وعلامات عسكرية وقوائم تجنيد وتم نقلهم إلى سجن بورتسودان”.
ودعا المسؤول السيادي لفتح تحقيق عاجل لمعرفة الجهات المتورطة في تسليح الجبهة الثالثة خاصة وأنها تمتلك أسلحة لا تتوفر الا لدى الحكومة.
وأوضح بأن السلاح ينتشر في دارفور لأن الإقليم شهد خلال السنوات الماضية تدفقات كبيرة للسلاح جهات عديدة بينها الدفاع الشعبي إضافة إلى السلاح الذي تمتلكه الحركات المسلحة كما إعتبر الحدود بين السودان وليبيا مصدر قلق كبير للسلطة الحاكمة.
وأضاف ” ليبيا الان تمثل معقلا للجريمة وحدودنا معها فيها ثغرات كبيرة تستغل لممارسة كل أنواع الجريمة رغم وجود القوات في المناطق الحدودية لم نستطع أن نمنع هذه التفلتات”.
وكشف عن تمكن حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور من إدخال نحو 9 سيارات عسكرية لمنطقة جبل مرة بعد أن ضللت الحكومة عبر مجموعة إدعت بأنها حركة مسلحة موقعة على السلام.
وحمل الأجهزة الأمنية والعسكرية مسؤولية تفاقم الاوضاع الأمنية في ولاية غرب دارفور لعدم فاعليتها وعدم سرعتها في التحرك لحسم النزاعات قبل إنتشارها.
وتأثرت ولاية غرب دارفور التي تحادد دولة تشاد بالنزاعات القبلية الدامية اخرها في بلدة “كلبس” حين قتل أكثر من 120 شخص إثر هجمات مسلحة نفذتها جماعات مسلحة من القبائل العربية على قرى تقطنها إثنية القِمر.
وأكد المسؤول السيادي أن ما شهدته الولاية هو عمل مخطط وممنهج من أجل إشاعة الفوضى في إقليم دارفور وتابع ” الاحداث كلها ممنهجة وجهات استغلت الحرية والديمقراطية وعملت على إشاعة الفوضى ونشر القتال فيما بين القبائل وهو أمر يجب أن يتوقف والوصول لمن يقف وراء هذه الفتنة ونحن لهم بالمرصاد والجرائم التي إرتكبوها خسرتنا أغلى ما نملك”.
وهدد حميدتي بإتخاذ إجراءات قانونية صارمة في مواجهة قادة الإدارة الأهلية حال عدم الإلتزام بإتفاقيات الصلح التي وقعت مؤخراً بين المكونات السكانية في غرب دارفور.
وكشف عن تدوين نحو 3 الاف بلاغ إنتحال شخصية من جهات زعمت تبعيتها لقوات الدعم السريع وإرتكتب جرائم في العاصمة والولايات ضمن مخططات لإستهداف هذه القوات.
وقال ” نحن مستهدفين عقب التغيير الذي تم ،من أطراف تسعى لتفكيك الدعم السريع رغم أنها قوات تضم بداخلها نحو 102 قبيلة تمثل كل قبائل السودان”.
وقلل من الإتهامات التي توجه لبعض منسوبي قواته بالمشاركة في القتال القبلي في إقليم دارفور .
وقال ” كل قبائل دارفور الذين يتقاتلون فيما بينهم أبنائهم يعملون في قوات الدعم السريع وهم الذين أسهموا في حل الأزمة والوقوف وراء إتفاقيات الصلح الأخيرة”.
وتتهم قوات الدعم السريع مراراً بمحاباة ودعم القبائل العربية وغض الطرف عن الجرائم التي تقترف في المنطقة من أبناء ملتهم وسبق أن رعت إتفاقيات صلح بين عدد من القبائل في ولاية غرب دارفور.
وأقر حميدتي بوجود إشكاليات حقيقية متعلقة بالأرض والحواكير في إقليم دارفور داعياً إلى معالجتها في ظل زيادة الرقعة الزراعية لمنع الإحتكاكات بين الرعاة والمزارعين.
وإنتقد المسؤول السيادي الإحتجاجات التي تشهدها مدن الخرطوم للمطالبة بإسقاط الحكم العسكري.
وقال “ليس هناك هيبة دولة في الخرطوم، كيف يتم إغلاق المتاجر والمرافق الصحية والطرق والدولة غير قادرة على أن تفرض هيبتها.. يجب أن تحسم الفوضى واذا لم نستطع علينا ان نترك المجال لغيرنا قادرين ذلك”.
ووصف ما جرى في إقليم النيل الأزرق بالفتنة التي تم نقلها بسبب صراع حول نظارة كاشفاً عن ترتيبات تجري لتوقيع إتفاق صلح بين المجموعات المتنازعة في القريب العاجل.