الكتاب

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: تجدها عند الغافل

خاص - صوت السودان

الأزمة التي ألمت بالسودان والتي أشعلت الحرب من حيث يدري ولا يدري لها شقان:

الشق الأول منها: واضح وضوح الشمس في كبد السماء وهو إجرام الدعم السريع

والشق الثاني منها: هو الشق الذي يلعب عليه المكار.

وكلمة المكار هذه طاقية كل من يرى أنها تناسبه فليلبسها.

هذا المكار تلاحظونه في كل إعلامه يهاجم  الدعم السريع فقط أما الجانب الآخر جانب كيفية القضاء عليه لا يتحدث عنه ولا يثيره.

تعتقدون يفعل ذلك ناسيا أو جاهلا؟

كلا.

يفعل ذلك وفق خطة محكمة وهي:

إظهار العدو فقط للشعب وللرأي العام.

بإظهار جرائمه.

بالرغم من أن هذا الجزء ليس معلوما لكل  سوداني بل تضرر منه غاية الضرر.

فمن الذي شرد الناس؟

هل هذا يحتاج لدليل؟

من الذي قتل الناس؟

هل هذا يحتاج لديل؟

من الذي اغتصب الحرائر؟

هل هذا يحتاج لدليل؟

إطلاقا.

فكل فرد سوداني اكتوى ونال من هذه الكوارث.

هل الحديث عن يوسف عزت وبأنه أراد أن يعلن عن الانقلاب صبيحة الخامس عشر من أبريل.

هل لهذا الحديث معنى الآن؟

إطلاقا.

لا معنى لهذا الحديث؛ لأنه ليس بعد الاغتصاب والقتل والتشريد ذنب.

فعدو يهجم على القرى المنزوعة السلاح، ويفعل ما يفعل فيها هل نبحث له عن إدانة أخرى؟

فقطعا هذا ليس المقصود من إثارة حادثة انقلاب يوسف عزت.

وإنما المقصود هو جعل الشعب السوداني كله وعن بكرة أبيه يركز على شق واحد فقط هو شق إدانة الدعم السريع بالرغم من أن توضيح هذا الشق لا يحتاج إلى كل هذا الزعيق.

بالله عليكم هل يوجد فرد في السودان يحتاج أن يذكر بإجرام الدعم السريع؟

كيف يذكر به، وهذا الإجرام يطارده بالليل وبالنهار؟

القصة وما فيها بهذا الإعلام ذا الشق الواحد هو إشغال الناس بهذا الجانب فقط.

حتى يتفرغ هذا المكار للشق الثاني.

فقصة القضاء على هذا المجرم تخصصه هو وملعبه هو.

فعفوا.

لا أحد يدخل فيه أو يتناقش حوله.

لأنه يريد أن يكوش بهذا الجانب وحده حتى يصفو له السودان وحده.

فهمتم لعبة التركيز على إدانة الدعم السريع فقط رغم أن الأزمة في حلها لا في معرفتها؟

المكار كما أنه جعل من قبل الدعم السريع غلافا عنوانه حماية الشعب السوداني، وهو في الحقيقة حماية له هو.

فكذلك ذات المكار يلعب ذات اللعبة وبذات الأدوات وبذات الدعم السريع.

لكنه غير الغلاف هذه المرة.

فهذه المرة بدلا من أن يجعل الغلاف لحمايتنا جعله لهلاكنا.

وهو فعلا هلاكنا، فهذا لا يحتاج إلى شرح، ولا يحتاج إلى تسليط الضوء عليه.

ما يحتاج إلى تسليط وإلى شرح وإلى معرفة.

من الذي يخلصنا من هذا الهلاك؟

وطبعا إن كشف لنا عن وجهه، فسوف يفتضح أمره، وسوف يرفض كيف لا يرفض وقد أصبح اسم هذا المكار مجرد اسمه مذمة ومنقصة وجريمة.

عرفتم لماذا ظل وما زال المكار يريدكم ألا تخرجوا من دائرة إدانة الدعم السريع إلى أي دائرة أخرى؟

لأن الدوائر الأخرى ستكشف عنه ويعرفه الناس هذا من جهة ومن جهة أخرى سيشاركونه في السلطة وهو لا يريد مشاركة فيها إطلاقا.

لكن حصافة ووعي هذا الشعب الذي قام بثورة سلمية ظلت حدث العالم بأسره سيقول كذلك لهذا المكار:

تجدها عند الغافل.

فإن كنت فرضت الدعم السريع علينا فرضا على حين غفلة منا.

فلن تتولى حمايتنا منه على الأقل وحدك؛ لتبلعنا في بطنك مرة ثانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى