محجوب فضل بدرى: إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ!!
-كثيرة هى المناسبات العظيمة التى مرت على مسيرة هذا الدين العظيم،
-فحادثة مولده صلى الله عليه وسلم، فى ربيع الاول من عام الفيل، كانت بداية عظيمة، انشق فيها القمر، وخر لها ايوان كسرى، وأنطفأت نار المجوس. ولم نؤرخ بها.
-وبداية نزول الوحى عليه صلى الله عليه وسلم، فى غار حراء،كانت بداية عظيمة، ولم نؤرخ بها.
-وليلة أسرى به صلى الله عليه وسلم، من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى، ومعراجه الى السماوات العلى، ورؤيته من ايات ربه الكبرى، كانت بداية عظيمة ولم نؤرخ بها. وغير ذلك كثير.
-لكن هجرته صلى الله عليه وسلم، كانت تأريخ لهذه المسيرة القاصدة، لحكمة عظيمة يعلمها الله وحده.
كان بداية اعتماد التاريخ الهجري في سنة 17 هـ، حيث اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب التأريخ بداية من غرة شهر محرم من العام الأول للهجرة النبوية، ومما ذُكر في سبب اعتماد عمر للتاريخ أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: «أرخ بالمبعث»، وبعضهم: «أرخ بالهجرة»، فقال عمر: «الهجرة فرقت بين الحق والباطل»، فأرخوا بها، فلما اتفقوا قال بعضهم: «ابدءوا برمضان»، فقال عمر: «بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم»، فاتفقوا عليه.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، «قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه». رواه البخاري ومسلم.
-وقال صلى الله عليه وسلم (لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية) فلتكن هجرتنا، للمعاصى والمنكرات، هى جهادنا لانفسنا،
ولنذكر، ان الهجرة كانت بالاخذ بالأسباب الدنيوية، والتدبير البشرى، ولم تتدخل السماء الا فى بعض الايات، وقصص كل تلك المعجزات معلومة، ولم تكن الهجرة، كالاسراء بتدبير الهى كامل، اذ لم يرسل رب العزة البراق لياخذ نبيه الكريم، من مكة الى يثرب، لكى يعلمنا ضرورة الأخذ بالأسباب.
﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ثَانِیَ ٱثۡنَیۡنِ إِذۡ هُمَا فِی ٱلۡغَارِ إِذۡ یَقُولُ لِصَـٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِینَتَهُۥ عَلَیۡهِ وَأَیَّدَهُۥ بِجُنُودࣲ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِیَ ٱلۡعُلۡیَاۗ وَٱللَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ﴾ [التوبة ٤٠]