قرار مجلس الأمن الذي صدر البارحة بخصوص السودان أو الفاشر تحديداً كما أريد له تعرض لمطبات هوائية عاصفة جداً إضطرت معها (الخالة) بريطانيا للحذف والشطب والسمكرة حتى عبر المشروع بصعوبة بالغة .
القرار الذي جاء في تسع فقرات بموافقة (١٤) عضو من أصل (١٥) بعد إمتناع روسيا عن التصويت
لم أجد فيه من جديد غير مباركة خفية من الروس للسودان أن يظل ضاغطاً عسكرياً بلا هوادة وكأن الروس يقولون طالما (عدتنا) وصلت فدعهم يكتبوا ما يكتبون ولن نوافق الغرب الرأي .
الذي بدأ لي واضحاً و بعد عملية السمكرة المُعقدة أن …
صيغة القرار إستبدلت صيغة المُثنى التي ظل السودان يرفضها في المساواة بين القوات المسلحة والمتمردين الى صيغة الجمع
*وعلى جميع (الأطراف)*
وهذه يُمكن قراءتها من زاوية أنها صيغة
*(ما كويسه لكن مُش بطالة)*
أهم ما أشار إليه القرار (برأيي) هو دعوته لجميع الدول الأعضاء الإمتناع عن التدخل الخارجي ! وجميع هذه هي ذات
(ما بال أقوام ….)
وطالما أن الأمارات ما زالت تحت إلإبتزاز البريطاني
فلا يُتوقع لمشروع القرار أن يُسمِّي الأمارات بإسمها تصريحاً
لذا جاءت الصيغة ب (جميع الدول)
كذلك إشارة الفقرة (٦) الى دعوة الدول الاعضاء التي تُسهِّل توريد و نقل الأسلحة الى دارفور
بالإمتناع عن ذلك دون ذكر عقوبات ستترتب عليها
بل جاءت كتذكير فقط بأنهم (لربما) و (قد) ونضعهما بين قوسين عمداً
سيتم إدراجها ضمن القرار رقم (١٥٩٢) لسنة ٢٠٠٥ الفقرة (ج) ! والخاص بعقوبات من ينتهكون حظر توريد الأسلحة فسيظل!
*(كلام مايع)*
طالما قفز القرار فوق تسمية دولتي الأمارات وتشاد المتهمتين الرئيسيتين بالتوريد والنقل .
الإشارة الى الإلتزام بتنفيذ منبر جدة أعتقد هو الإضاءة المشرقة الوحيدة في هذا القرار .
غير هذا …
فلا أعتقد أن القرار قد حوى ما يقدمه للسودان سوى التمنيات وتشجيع الأمين العام ومبعوثة السيد لعمامرة أن (يشدوا حيلهم شوية) في مجال التقارير !
وتفادى القرار مُرغماً الدعوة بالتهديد بأي تدخلات خارجية في الشأن السوداني وهذا ما أشرنا اليه بالأمس أنه لربما سيأتي لاحقاً اذا مضى القرار بالصيغة البريطانية و هذا ما لم بحدث بالطبع
ولكن واضح جداً أن الامتناع الروسي و التحفظات الصينية قد نجحت في (قصّقصة) أجنحة القرار و إعادة صياغته حتى جاء هزيلاً بلا مخالب
و هذا يعني أنه قراراً لا معنى له كما ذكر لي مسؤول كبير سابق بالخارجية صباح اليوم .
لكن بنظري يتحتم على السودان أن يُسارع بتغيير المُعادلة على الأرض
فكل القرارات الأممية ….
تظل حروفاً و أوراقاً وستذروها رياح القوة على الأرض
طالما كانت لها الغلبة
ونُعيد عنوان مقال الأمس .
*(ولماذا الفاشر ياحَبّة)*
فأين القرار من إنتهاكات الخرطوم والجزيرة ودارفور الأخرى وكردفان؟
*والحل في شنو يا(عب باسط)؟*
*أيواااا عليك نور*
الحل في البل !
فلم يتبقى للمواطن ما يخشى عليه
اللهم أكفنا شر الأشرار
وكيد الفُجّار
الجمعة ١٤/يونيو ٢٠٢٤م