(1)
في حياة الشعوب والأمم أيام خالدة مزدهرة، مثلما لها أيام بائسات نحسات ..
في أيام البؤس والحروب يخيِّم الإحباط على النفوس، ويغطي الخوف بردائه كل القلوب…
خوف من الحاضر المعلول، وخوف على المستقبل المجهول، وخوف من الموت الذي يأتي من كل مكان..
في أيام البؤس النحسات لايتقدم صفوف الأمم والشعوب إلا الأقزام والقتلة والفسدة ولايصلح لشئون الحكم والسياسة إلاّ هُم ، ولايتقدم الصفوف إلاّ هُم، ولايبتُ في أمور العامة والقضايا المصيرية إلا هُم وبلا هدى ولا كتاب منير، لأنها أيامهم وحسب..
وفي أيام البؤس النحسات ينزوي أهل الحل والعقد والنبلاء والعلماء والعقلاء وأهل الحكمة والاستقامة، فهؤلاء لامكان لهم في ساحةٍ تمورُ بالغوغائيين والديماجوجيين والسفسطائيين وأصحاب الحناجر الغليظة السطحيين والصوت العالي، لأنها أيامهم وحسب، مثلما للقادة الملهمين أيام خالدات لا يقربها إلا القادة العظماء ليسجل لهم التأريخ في صفحاته مجد أمتهم مقروناً بأسمائهم ويا له من شرف لايدانيه شرف..
في أيام البؤس النحسات تضيع الحكمة والعقل في ساحةٍ ترى الناس فيها سكارى وماهم بسكارى ولكنّ يُتْمَ الشعوب عقيم ..أمَا لقومي في هذا المتاه أبُ؟..
(2)
نحن الآن في السودان نعيش أيام البؤس النحسات تلك ، نعيشها بصبرٍ واحتساب، وثقةٍ في الله بأن النصر آت وأن فجر الخلاص قد ترآءى في الأفق وانبجس نوره، وأن دولة القانون والحكم الرشيد قد أظل زمانها وجاء أوانها ولاريب .
نحن في السودان الآن نعيش لحظة يُتْمِ الشعوب حينما تفقد الراعي الحكيم، والأب الرحيم، والقائد الملهم ، والقاضي العادل المنصف، فما أقساه من يُتْمِ.. امَا لقومي في هذا المتاه أبُ
(3)
لكنّ حتماً سيبلغ اليتيم رُشده، وينفض غبار اليُتْم، ويكسر طوق الوصاية، وأظن أن زمان كل ذلك قد أطلّ وأظل..
كل المعطيات تقول بدون مغالاة وإسراف في الآمال والأماني أن السودانيين سيتجاوزون كل تلك المصائب بصبر وعزيمة، وسوف يتخطون كل الصعاب بسواعد الرجال وعزائم النساء لتبدأ أيام السودان الموعودة..
(4)
ما كان السودانيون ليستكينوا لأيام البؤس والضياع سيبقون مجاهدين مناضلين من أجل أن يكونوا أمة رائدة كما كانت..أمة قائدة كما كانت امة ذات قيم وحضارة، لأنهم خُلقوا ليكونوا كذلك وقد حباهم الله بالخير الوفير وهيأ لهم أسباب الريادة وقيادة الأمم، كل الأسباب من إمكانيات هائلة وموارد زاخرة..
(5)
ما حدث في السودان خلال الثلاثة عقود الماضية ،وما يحدث الآن من تآمر خارجي باستخدام الداخل ما هو إلا عثرة في طريق يشرُف نحو المجد وتحقيق حلم السودانيين في مشروع النهضة السودانية العملاقة..وغدا ستعرفون الكثير عن جيل لايعرف المستحيل، وإن غداً لناظره قريب…
اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع التي تحبُ أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..