(1)
في زمن البؤس لايصلح للإمارة إلا التافهين البُؤساء ممن يمتلكون زخيرة وافرة من البؤس.. بؤس في التفكير، بؤس في منهج الإدارة، والحاشية والبطانة،و بؤس في الخطاب السياسي والإعلامي، وبؤس في لغة الحوار.. والله صحي..
(2)
أيام الإزدهار ،والفكر الراقي ، لن تدوم فلابد أن يعقبها بؤس، ولاشك أن للبؤس رجاله، والأيام الطيبة لابد أن تعقبها أيام نحسات، وهذه الأخيرة تحتاج إلى أصحاب “التفاهات” المتراكمة ليوصلوها إلى القاع كي تنهض من جديد هكذا الأقدار في حياة الأمم والشعوب..
…أرأيتَ إن لم يكن من بيننا تافهون ، فمن يرضى أن يمسك بخطام أمةٍ غاصت أرجلها في أوحال البؤس ليصل بها إلى الدرك السحيق، لولا أولئك التافهون البؤساء..على أية حال شكراً لهم، لأننا لن نجد اتفه منهم لسياسة راحلة التفاهة بكل سوءاتها لتصل إلى نهاياتها..
(3)
تبدو الدول الناهضة بسواعد القيادة الرشيدة مثل (قمر اربعتاشر)، في الوضاءة والإشراق ثم تبدأ العد التنازلي تدريجاً عندما يتسلل إليها التافهون، حتى إذا ما أوردوها مورد الهلكة والضياع، وجروها إلى البِرك الآسنة، وموضع (النتانات) عافتها نفوس الكبار وأنزوى عنها أهل الإستقامة والطهر والنزاهة وتركوها جثة هامدة، فريسة تتكاثر عليها الضباع، والكواسر والهوام، والقوارض وماتبقى منها لدابة الأرض (الأرضة)، تأكل عظامها وهي رميم..
إي والله دابة الأرض ولا أقول نمل السكر.. ومن هنا يتسيّد التافهون والأقزام ويتقدمون الصفوف لمرحة ما قبل النهوض والتغيير الحقيقي..لذلك لاتبتئس أخي المواطن بماكانوا يصنعون…
(4)
كنتُ قد أفرغتُ ما بكنانتي في مخلوق ضعيف اسمه نمل السكر، وحملته مسؤولية البؤس والخراب، ولكني اليوم اعتذر لنمل السكر ، نملة نملة فهو أضعف من أن يقوض بنياناً أو يتلف محصولاً أو يأكل مِنْسأَة، كما تفعل بنا جيوش (الأرضة) الآن في زمن البؤس…
فإذا كان نمل السكر يأكل السكر وحسب، فإن (الأرضة) التي تتكاثر في زمن البؤس تأكل كل شيء، وتفسد كل شيء ،الحبوب بكل أنواعها والأخشاب بكل أصنافها، والمساحات الفارغة، والأزقة والشوارع..
(5)
تحضرني طُرفة تقول أن أحد المزارعين ببادية الكبابيش حضر للشيخ البرعي طالباً منه أن(يحوِّط) له الأرضة حتى لا تتلف له محصوله، ففعل الشيخ البرعي، ولكن الأرضة تخطت الحواطة وأتلفت المحصول، فلما اكتشف الرجل الأمر عاد الى الشيخ يسأل بدهشة:يا شيخنا ماقلت حوّطتَ لي الارضة، والله ما خلت لي الحبة.. فرد الشيخ البرعي لكن يا أخوى الارضة دي أكلت عصاية نبي الله سليمان ، بتغلبها شولاتك انت…
اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع التي تحبُ أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..