تبني الدول سياساتها الخارجية وفق مصالحها التي تخدم أجندتها فلا صديق دائم ولا عدو مستمر ، تتبدل المواقف وتتغيّر المبادئ ؛ هنالك نوعان من المحاور يتم الإتجاه لها من قبل الدول أولهما محور يتسم بالندية والمصالح المُشتركة خالي من الإملاءات وثانيهما محور فرض الأجندات والمساعدات المشروطه .
في السياسة الخارجية تقع كثير من الدولة في أخطاء الإنتماء للمحاور وإختيار الأخير في علم السياسة ليس سيئاً إذا كان يحفظ كيان الدولة ووحدتها وينفّذ مصالحها ولا يتدخل في شؤونها الداخلية وهذا الإتجاه في العلاقات الدولية فشلت فيه دول كثيره خاصةً دول العالم الثالث التي أضحت مرتعاً للمخابرات العالمية في تنفيذ سياساتها .
إختيار الدول لمصالحها لا يخلو من الشد والجذب وسياسة ( الجزره والعصا ) ففي سبيل البقاء تنتهج الدول علاقات تحفظ كيانها وأمنها القومي والخارجي ، فألدولة الديكتاتورية في سبيل بقاءها على السُلطة يمكن أن تختار محوراً يحمي نظام الحكم فقط وهو الأمر الأكثر شيوعاً في قارة إفريقيا .
نتناول في سلسلة من المقالات صراع المحاور والإتجاه للسودان إبان سقوط البشير والموقع الإستراتيجي والجيوسياسي والأطماع القديمة المتجددة وبروز المخابرات الإماراتية في الصراع الدائر بالسودان ؛ إستهداف مستمر للدولة السودانية حتى ترضخ للمعسكر الغربي الذي تتزعمه الإمارات ( وكيل أمريكا وإسرائيل في المنطقة ) لم يتوقف الدور الإماراتي مدعوماً من المحور الغربي فأرض السودان وما تمتلكه من موارد جعل الخرطوم مكاناً ملائماً للمخابرات الدولية والعربية بقيادة الإمارات التي دخلت بثقلها في الملف السوداني قبل سنة من سقوط البشير .
ونواصل بمشيئة الله .