أوضاع إنسانية قاسية يعيشها النازحين بمعسكر طويلة في ولاية شمال دافور، جراء الحصار الذي تضربه مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ نحو أكثر من اسبوعين.
وكشفت صور تحصلت عليها “الكرامة” عن انتشار أمراض جلدية غريبة وأوبيئة بين النازحين في المعسكر، في وقت يعاني فيه الأطفال من سوء حاد في التغذية بسبب الحصار وعدم دخول الأدوية والمساعدات الإنسانية للنازحين.
وتعالت الأصوات من قبل القائمين على أمر المعسكر لضرورة التدخل العاجل لإنقاذ النازحين والأطفال وكبار السن، فيما ندد مراقبون بما تمارسه المليشيا من انتهاكات حيال المواطنين وتركهم يواجهون الموت، فكيف تبدو الصورة من داخل المعسكر؟
أوضاع قاسية
مأساوية المشهد و قساوة الأوضاع، هي الأصلح لان تكون عنوانا عريضا لما يدور داخل معسكر طويلة منذ اندلاع المواجهات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع ابريل من العام الماضي.
فباالرغم من استتباب الأوضاع الأمنية بالمعسكر الا ان الأوضاع الإنسانية في اسوا حالاتها، حيث يفتقر النازحون لابسط مقومات الحياة، في وقت يفقد فيه المعسكر في كل يوم أطفال بسبب سوء التغذية الحاد وعدم وجود طعام.
وبحسب رواية إحدى النازحات فإن الأطفال حديثي الولادة لا تجد امهاتهن ما يمكن ارضاعه لهم من اثدائهن بسبب سوء التغذية، ما يجعلهم عرضة للموت، اما بالنسبة للأطفال في الاعمار المختلفة فإنهم يواجهون الأنيميا وسوء التغذية، مشيرة إلى فقدهن عدد كبير من الأطفال، فيما تتوقع حتى نهاية الأسبوع فقد المزيد .
أمراض جلدية
وفي ظل استمرار الحصار على مدينة الفاشر وعدم التمكن من حصول النازحين على الغذاء في معسكر طويلة، تقوم حركة جيش تحرير السودان، بحماية المعسكر وتوفير جزء يسير من احتياجات المعسكر، غير ان الاحتياجات بحسب النازحين أكبر بكثير.
وينتطر النازحون المنظمات الانسانية لتقديم عون لهم يقيهم الموت، في ظل ما يشهدون من انعدام للغذاء والدواء، في وقت يعاني فيه كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مثلما يعاني الأطفال من سوء تغذية وانيما مع ظهور أمراض جلدية غير معروفة منتشرة بين الصغار والكبار .
ويتخوف النازحون من سقوط الفاشر، على يد مليشا الدعم السريع، عقب الاستيلاء على مدينة مليط، حيث عانوا الكثير من انتهاكات المليشا وقت اندلاع الحرب، ما جعلهم يفرون من المنطقة ولا يعودون إليها الا عقب تأمينها .
تحدٍ كبير
وبحسب المتحدث الرسمي باسم المنسيقية العامة للنازحين واللاجئين آدم رجال، فإن النازحين بمعسكر طويلة بشمال دارفور يعانون الأمرين، في ظل أوضاع إنسانية قاسية.
واشار رجال في افادات ل (الكرامة) إلى ان النازحين بالمعسكر يفتقدون اي شئ الا من بعض المساعدات البسيطة التي تقدمها لهم حركة عبد الواحد، فيما ينتظرون المنظمات الإنسانية لتقديم العون لهم، مؤكدا أن الوضع الصحي في اشد حالات الانهيار.
وقال إن النازحين يحتاجون للأكل والشرب والدواء وكل الاحتياجات الأساسية لهم.
وأضاف: النساء الحوامل يعانين من مضاعفات حادة بسبب سوء التغذية، فيما تنتشر الاسهالات والاوبئة وأمراض أخرى بين جميع النازحين تحتاج لأطباء.
وتابع: النازحون بالمعسكر يواجهون تحدٍ كبير جدا في الحصول على الغذاء، عقب فضل الموسم الزراعي الذي كانو يعتمدون عليه، حتى ان المواد الغذائية التي كانت تاتيهم من الفاشر الان محاصرة بسبب الدعم.
وأتم: الوضع الأمني جيد لكن الإنساني صعب جدا والنازحين يفتقدون لاهم الاحتياجات.
تحذيرات
ويطلق مراقبون تحذيرات من ان يؤدي استمرار الحصار على مدينة الفاشر إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين في ظل انعدام الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء وصحة.
وامس الجمعة أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن ما لا يقل عن 43 شخصاً لقوا حتفهم في مدينة الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور جراء القتال بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع منذ 14 أبريل.
وأضاف مكتب المفوض، في بيان، أن الجيش والدعم السريع شنا هجمات عشوائية بأسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق في أحياء سكنية بالفاشر عاصمة الولاية، مشيراً إلى أن المدنيين محاصرون في المدينة خوفا من قتلهم إذا حاولوا الفرار.