صبري محمد علي: الفترة الإنتقالية و(الحج بورتسودان)
الفترة الإنتقالية و(الحج بورتسودان)
بقلم/صبري محمد علي
خاص ب {صوت السودان}
وكعادة بعض الأحزاب المُتبطلة والمُتعطلة عن كل إنتاج وعَرَق
تقاطرت ….
جموع وكيانات منها تبحث عن نصيبها (كما تزعم) من الكيكة الإنتقالية لا لجهد مُستحق ولا لوطنية بازخة
بقدر ما هي قداسة مُتوارثة يتوهمونها
و دناءة سياسية إعتادوها من كل من حكم السودان
فبالأمس الأول كانت
(القفزة المفضوحة)
لتنسيقة القوى الوطنية التى جمعت بعضاً منهم
والتي نجحت في أن تقنع
السيد عقار بترأسها وقد تناولنا ذلك في مقال سابق وطالبناه بالإعتذار كونه الرجل الثاني بالدولة ولا يليق به رئاسة كيان مدني معلوم التوجه
وبالأمس القريب ….
إستقبل البرهان وفداً عن حزب الإتحادي الديمقراطي الأصل و قد أتوا تحت ذات اللافته القديمة المُتجددة
التفاكر حول الراهن السياسي
ودعم القوات المسلحة !
هكذا ….
دائماً ما تأتي عناوينهم .
إرتفعت …..
بعض الأصوات من
(التجمع الاتحادي) إحتجاجاً على تصريحات الرجل (الكلس) الفريق أول ركن ياسر العطا
والعطا يومها …..
أسمعها لهم بلا مواربة
أن الجيش ….
لن يُسلِّم السُلطة لأي كيان مدني من غير إنتخابات وسبق ذلك بالقسم خمس مرات (والله والله) !
إذاً ….
دعونا نعترف أن ….
هُناك مساعٍ حثيثة لسرقة الإنتصار القريب بإذن الله من جهات بدأت تخرج من بياتها الشتوي
ونعترف بأن ….
هُنالك (إنتهازيون جُدُد) يسعون لسرقة الإرادة الوطنية ولسان الشعب كما حدث لثورة ديسمبر ٢٠١٩م
ولكن في المُقابل …..
أيضاً دعونا نتفاءل أن هناك جيشُ (صاحي) و يعي جيداً أبعاد هذا (التمسُح) والتذلف ويتعامل معه بذكاء وحنكة مُذهلة
الفريق البرهان …
فااااتح ديوانو ..
يستقبل هذا وذاك
وسيستقبل من سيأتي …
(الشاهي) موجود
تمر الضيافة موجود
الكلام الحلو موجود
(كله تمام) ياريس؟
ولكن الكلام (الجَد) سيسمعونه من الفريق ياسر العطا
وقد حدث ذلك خلال (٧٢) ساعة مرتين بأم درمان و سنار
والواضح ما فاضح
أن لا حُكُم …..
إلا عبر الإنتخابات ولا مجال لتزوير إرادة الشعب مرة أخرى مِن كائناً من كان
(نقطة سطر جديد)
أظن بإختصار هذا هو الراهن السياسي الحالي ….
أمشي قابل البرهان
أشرب (الشاهي)
تعال قابل ياسر العطا
(بطرِّشك ليهو)
الرسالة واضحة من البرهان
للداخل وللخارج مفادُها
(أنا لست وحدي من بيده القرار) !
(فهمت يا عب باسط) ؟
(طيب) ….!
كيف يُحكم السودان خلال الفترة الإنتقالية ومن يحكمة بإستصحاب كافة الشواهد والتحديات العالمية والاقليمة المُحدِقة بالسودان وبإستصحاب الفوضى السياسية العارمة التي عاشها الوطن خلال حكم (قحت) لأربع سنوات عجاف ماضية
و كيفية التعامل مع تبعات العضلات التي ظل يُهدد بها قائد الدعم السريع (يومها) حميدتي
و من سينسى له !
(عمارات الخرطوم دي إلا تسكنها الكدايس)
ومن سينسى له …
الألف و مئتان (بوكسي) التي نفح بها زعماء الإدارات الأهلية !
كما صرح هو بنفسه
وغيرها من الكوارث التي عاشها السودان في جيشة وأمنه وشرطته ولست في حاجة للإعادة
(حقيقتن) ومعاها رشفة شاي
لا أرى سوى ……
أن ينفرد وأكررها ينفرد الجيش بحكم السودان لفترة إنتقالية تحددها خطط الإعمار والبناء وإعادة هياكل الدولة المدمرة ورد المظالم وجبر الضرر والتعويضات
وعندما أقول الجيش أعني به كافة الأجهزة الأمنية والشرطية التي تقاتل الآن حفاظاً على أمن وسلامة هذا الوطن .
التجربة …..
ليست بجديدة على السودان
فحقبة مايو (١٩٦٩ – ١٩٨٥) كانت عسكرية بالكامل ثم شيئاً فشيئا تم إضافة وزراء مدنيين ولكن كان القرار الأول والاخير لدى الرئيس الراحل نميري
وكانت …
(البلد دي ماشة زي الساعة)
أي وزير يتراخى سيستمع لخبر إعفاءة ضمن نشرة الساعة الثالثة عصراً
ومن الطرائف ….
التي تُحكى عن الرئيس نميري أنه إذا أراد أن يُقيل وزيراً يدعوه للغداء معه وبعدها بيوم يومين يصدر قرار إقالته .
فقيل أنه داعب أحد الوزراء الجنوبيين او انه نائبه (أبيل الير) حقيقة لا أذكر
بأنه يدعوه للغداء معه غداً
فقال له ….
شكراً سعادتك أنا صائم بكرة !
فالشاهد هو القبضة الحديدية التي كانت
والتي ….
برأيي أن السودان يحتاجها حالياً كضرورة إن لم تكن (فرض عين)
على الفريق البرهان ومن خلفه المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الأخرى
وهذا لا يتطلب سوى
تفويض شعبي للجيش عبر مظاهرات عارمة تزحف نحو القيادة العامة وقيادات الولايات في يوم موعود ومجموع له الناس .
(وبعد كده الما عاجبو يطق راسه في الحيطة) ثلاثة مرات .
نعم ….
للجيش الحق في أن يختار من يشاء من الكفاءآت المدنية الوطنية إذا رأي ذلك ولكن برأي الجيش ملئ بالكفاءأت وفي جميع التخصصات .
ولكن ان يتم ذلك بعيداً عن أي غطاء حزبي أو صفقات أو (كيمان)
كالتي يسعى إليها
(حُجاج بورتسودان) هذه الأيام .
وأي حاج
(أأقصد) أي حزب عليه أن يتجه نحو قواعده إن كانت له قواعد و يستعد للإنتخابات .
غير ذلك …
أي تحديد لمدة زمنية للفترة الإنتقالية قبل دراسة متطلبات إتمام برنامج الإعمار فستعود بالوطن للمربع الاول من الفوضى تحت غطاء المدنية والديمقراطية الزائفة .
شخصياً …
لا أرى ما يمنع أن تُحدد الفترة الإنتقالية بثلاثة مراحل
لتسهل المتابعة الدقيقة وفق برنامج مُحدد المعالم والأهداف
الفترة الإنتقالية (المرحلة الأولى) لمدة (٣) سنوات
ثم المرحلة الثانية والثالثة بثلاث سنوات لكل منهما وتحدد المطلوبات اللازم تنفيذها لإعادة الإعمار وبناء الدولة .
والتي أتوقع ….
أنه ليست من السهوله بلوغها قبل عشرة سنوات من إنتهاء الحرب على أقل تقدير
اللهم من أراد بالسودان خيراً
فأجرِ الخير على يديه
ومن أراد بالسودان شراً
فأجعل الدائرة عليه
الأربعاء ١٠/رمضان ١٤٤٥ه—
٢٠/ مارس ٢٠٢٤م