صبري محمد علي: جوازات قنصليتنا بجدة والعمل بنظرية (الألفا)
جوازات قنصليتنا بجدة والعمل بنظرية (الألفا)
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
خاص ب {صوت السودان}
تشرفت بالامس بزيارة قنصليتنا بجدة لإنهاء معاملة واستميح القارئ الكريم في البدء أن أحيي طاقم الجوازات إبتداءاً من الذي يقف على باب الصالة وحتى أكبر رتبة شرطية تقوم على إنجاز معاملات المواطنيين
ومُنطلق إعجابي …..
كان في الجُهد المبذول بإمكانيات متواضعة بسيطة تعتمد على الكادر البشري المتاح (صحيح إنهم ما شوية) ولكنهم اكملوا النقص المُحوسب سواءاً في طريقة الدخول او الإجلاس والحقُ يُقال ….
كُلُه بأخلاق عالية وإستقبال طيب بلا غلظة ولا فظ في القول ولا تجهُم ….
طيب ….
نأتي لموضوع (الالفا) وعلاقته بما كنت شاهداً عليه بالأمس
(فالألفا) بالألف الممدودة او الهاء (الألفه)
لمن لا يعرف أنه تلميذ بمواصفات مُعينة يرتضيها الأستاذ المشرف على الفصل
أعلاها أن (يخاف منو التلاميذ) وأدناها أن يكون مُنضبطاً في الحضور وإن كان به بسطة في الجسم فهذا (ممتاز)
مهمته هي ….
تنظيم التلاميذ عند طابور الصباح والسير بهم الى داخل الفصل بإنتظام و تسجيل الغياب والإشراف على تسجيل الطلاب المرضى الراغبون في مقابلة المساعد الطبي بشفخانة القرية وضبط الإزعاج عموماً
وكلنا كنا نطلب و ده خوفاً من الأستاذ
يعني بلغة أولادنا الجامعيين هذه الايام هو ال (leader) بتاع القروب او الدفعة .
بالأمس سرحت بخيالي أنا والأستاذ حسن عبد الرحيم شاب عجوز في سني و (لربما) يصغرني قليلاً
(ده لو ما صابغ)
من أبناء (حلفا الجديدة) تعرفت عليه البارحة
ونظراً ….
لتعطل شاشة عرض أرقام المراجعين (كانت موجودة) ولكن يبدو انه قد أصصابها ما أصاب الوطن من فقر الموارد .
(فاااا) ….
نعم الحجز كان الكترونياً (زي العجب) تستلم نسخة منه عند (كاونتر) الباب الرئيسي للصالة مع (وريقة) صغيرة بها رقمك المتسلسل لمقابلة الضابط
و عليك …..
أن (تقيف شماعة) ريثما تصبح من أصحاب الكراسي و وفقاً لنظام مُحكم من (عمك عبد الله) وشاب آخر يُديران عملية (الزحزحة) البشرية
تعال يا أستاذ
أقعد يا أستاذ
(زِح شوية)
أسمع يا خينا
وغيرها من حصرياتنا اللغوية
(تُر شوية ياخ) ، (الكُد ليّ الزول القدامك ده)
تتبع الارشادات …!
أمورك تمشي زي الحلاوة حتى تجد نفسك أمام شُباك السيد الضابط وأنت جاساً على كُرسي مُريح بعد التحري والتصديق
عليك أن تتجه الي شُباك المُحاسبة الذي لا يقلُ فخامة عن الشباك الاول بيد انه ينقصة
(جهاز لقياس الضغط)
(دفع من أمو) …!
مُوظف ظريف آخر جلس على كُرسي خلف (دُرج مدرسي) لتبصم بأصبع يدك اليمنى ….
بانك عثمان ود حاج اللمين وأمك السرة بت علي
وهو(أي المُوظف) على ذلك من الشاهدين
وعلى صحة الإسم (بالانقليزي ) هي أيضاً من مهام هذا الأصلع المرح
(له التحية)
بعدها تتجة لموظف يجلس أيضاً خلف
(دُرُج مدرسي) ليُحرر لك إيصال الإستلام
ثم تذهب الى (دُرُج مدرسي) آخر ليجلسك صاحبه على صف التصوير الخطوة الاخيرة
الإجراء بصراحة ….
سريع ومُمّتِع وبه كثير من بساطة أهلنا ومباصرة الحياة
فالمواطن السوداني شخص بسيط لا يبحث عن الرفاهية والأبهة بقدر ما تسعده الكلمة الطيبة والوجه الطلق وهذا الذي يحدث بجوازات جدة
بلا مُجاملة
موظفون يجلسون خلف (أدراج فصول مدرسية) !
ليخدمون الناس
وشعب مُتلقٍ للخدمة سعيد بأبنائه وشبابه خلف الحواسيب وخلف الزجاج وخلف الادراج المدرسة المُهم لديه أن تصله الخدمة
فما أعظمك من شعب وأصبرك
تحية مُستحقة ….
لطاقم جوازات قنصليتنا بجدة فليس بالديكور والفخامة وحدهما يُمكن تقديم الخدمة فقد فكرتم بعزيمة وفهم (خارج الصندوق)
من أجلنا
لم يخلو الجلوس و(الزّح) تحت تعليمات (عمك علي) من التعليقات الهامسة مع صديقي حسن عبد الرحيم على زِيّ شبابنا هذه الايام
(صديري , على الله ، جلابية ، طاقية ، عِمّة)
وأنواع الحلاقة و تغيُر قصات الشعر
إنها ثقافة شعب إختطفتها العولمة كما الآخرين
و(إحنا مالنا يا عم حسن)