صبري محمد علي: جميل أن يُفكر جبريل خارج الصندوق
جميل أن يُفكر جبريل خارج الصندوق
بقلم/صبري محمد علي
خاص ب {صوت السودان}
تزور البلاد هذه الأيام المجموعة الألمانية للخدمات والإستشارات ( German Group for Services& Consultancy)
(GGSC)
بدعوة من رئيس اللجنة المكلفة بوضع تصور للإعمار وتعويض المتضررين لما بعد الحرب والتي صدر قرار تكليف السيد جبريل برآستها في وقت سابق .
أُتيحت لي فرصة الإضطلاع على (العرض) الذي قدمته المجموعة الألمانية الزائرة للحكومة السودانية ونائب رئيس مجلس السيادة و وزارة الداخلية كل على حده
والذي جاء في (٧٠) صفحة تم من خلاله عرض تجربة المانيا عقب الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥م في إعادة إعمارها و نهوضها كما إهتمت التجربة بإنسان ألمانيا سياسياً وإجتماعياً
لم يترك هذا (العرض) مجالاً إلا وتناوله ليس بإعادة البناء فقط بل و بأحدث ما وصل اليه العالم اليوم . المباني ، شكل المُدن الجديدة ، بُنيتها التحتيه المطارات ، القطارات ، الطرق ، المصانع
كل ذلك وغيره بناءاً على هدي التجربة الألمانية العريقة
والتي تطرحها الشركات الألمانية حالياً لإعادة بناء ما دمرته الحرب ب (أوكرانيا) أيضاً .
فأعتقد أن السودانيين موعودون (بسودان جديد) في كل شئ إذا ما توفرت الإرادة السياسية المُتجردة من كل هوىً وطيش وخلُصت النوايا
من جانب آخر قدم مجلس الخُبراء و تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذي سبق أن كلفة السيد جبريل
قدّم رُؤيته لبناء ما دمرته الحرب بالسودان جاءت في (٥٠) صفحة أيضاً أُتيحت لي فرصة التعرف على ملامحها
تناول فيها هذا المجلس ….
التجارب الإقليمة والعالمية وإستقى من كل تجربة ما يُناسب السودان وخرج برؤيتة وتوصياته فإن قُدر لها أن ترى النور فقطعاً سيكون الوطن قد تعافى و وُلِد من جديد
ما يُطمئن في الأمر أن المجموعة الألمانية للخدمات والإستشارات لم تقُل أنها ستأتينا بالمَنْ والسلوى وإنما طرحت تجربتها المُوثقة و تعاونها مع الشركات المتخصصة الألمانية الأخرى كلُ في مجاله و أكدت أنها ستأتي بأعرقها في شتى المجالات وتحت إشرافها
أعتقد ….
أن الزيارة تُعتبر (قولت خير) و في مُبتدأ الطريق ولم يحن الوقت للحديث عن الشكل القانوني والمادي والعلاقات المُنظمة لهذا المشروع القومي
كمصادر التمويل وغير ذلك من الأنظمة والمُوجهات
فذلك أمرُ حتمي وسيأتي الوقت المناسب لإعلانه للرأي العام
ولكن دعونا نتفاءل عن أن هُناك *(تفكيراً خارج الصندوق)* قد حدث لنا كسودانيين وهذا ما يُحمد للسيد جبريل أن يبدأ هذه البداية الصحيحة(برأيي) بعيداً عن ضوضاء الإعلام الهدّام وتقاطعات السياسة المُعيبة و لنودع جميعاً جُملة
(الرئيس داير شنو)
فالحصة بناء وطن يا جبريل
ولن تسلم التجربة ….
من النقد والتخوين والتخويف
وعلى السيد جبريل ….
ومن معه عدم الإلتفات لأي أصوات نشاز قد تُسمع هُنا و هُناك
فعلى الأقل أن يُرسِخ السودان لعلاقات تعاون ومصلحة مُشتركة قويه مع الجانب الألماني و يستفيد من نقل الخبرات العالمية
وقد جربتُ على الصعيد الشخصي العمل وسط الخبرات الأجنبية بدول الخليج فشتان بين السودان و بين الكثير من دول الجوار
فمثلاً في مجال الطُرُق …..
يُعتبر السودان في ذيل القائمة
فلك أن تتخيل أنه
لا يوجد مُختبر مواد مُتخصص يكون مسؤلاً عن إعتماد التصاميم وضبط الجودة لمشاريع الدولة إلا واحداً (كان) بالخرطوم حسب علمي فلك أن تتخيل أن (١٣) ولاية تُنشئ طُرقاً بلا مواصفات وبلا ديمومة وبلا أسس علمية فالكارثة كل الكارثة أن تجعل من المقاول رقيباً على نفسه !
وهذا ما كان يحدث لدينا وللأسف
كل هذا كان يحدُث ….!
إرضاءاً للسياسة
و التصفيق لجملة
(هذا الطريق نريد إفتتاحه الأسبوع القادم)
في حين أن هُناك تجربة واحدة لضبط الجودة تحتاج ل (٢٨) يوماً حتى تطمئن على نتيجتها ومن ثم تبني عليها قرارك المهني
لذا رسب السودان في إختبار إنشاء الطُرق و بالتالي رسب في ترحيل منتجاته الزراعية والحيوانية ففسدت الفواكة والبصل واللحوم والالبان وغيرها من خيرات الأرض والماء
وكل هذا ….
بسبب رداءة ولربما إنعدام (الطُرق) الحديثة
السيد جبريل ….
(أمسك ليّ) في الألمان وفي غيرهم من الصادقين ولن تسلم
فستسمع الجارح من القول والتُهم
وحسناً أن دعوتهم بنفسك .
فاذا أردت أن تنجح فلا تُكثِر الإلتفات طالما ان خلفكم مجلس خُبراء من عُلمائنا وأساتذتنا الأجلاء وطالما بدأتم بهذه القفزة العالية مع المجموعة الالمانية فحتماً (ستعبُر) بالسودان ليس كما عبر به (صاحبنا) نحو الهاوية
سيروا وعين الله ترعاكم
فما تقومون به هو بناء دولة جريحة وليس سياسة ولو إستدعاكم الأمر أن تُغادروا حركة (العدل والمساواة) مُستقيلاً من أجل بناء السودان فأفعل .
الأثنين ١٩/فبراير ٢٠٢٤م