صبري محمد علي يكتب.. ونُخصصها اليوم للأستاذ أيوب صديق
خاص بـ{صوت السودان}
بالأمس الأول كتبنا وعبر هذا المنبر الحُر (صوت السودان) مقالاً تحت عُنوان (جعفر حسن خُت الإبريق) إستنكرنا فيه (شلاقة) الرجل في سرعة تلقفه لتصريح فخامة الفريق البرهان الذي اجتزه من حديث له أمام قواته المسلحة بحامية (سنار)
وقُلنا ما قُلنا
عن سرقة للسان الشعب السودان يَعِدُ لها حمدوك وذمرته في سبيل العودة للحُكم مرة اخرى .
مما أحاطني به الأستاذ الإعلامي ومذيع الاذاعة السودانية سابقاً قبل أن تختطفه هيئة الاذاعة البريطانية (البي بي سي) الأستاذ أيوب
أنه يُتابع ما نكتب وكثيراً ما لفت إنتباهي لاخطاء نحوية أقع فيها بين الفينة والأخرى
ومَنْ مِنّا ….
لا يعرف أيوباً المذيع والكاتب والشاعر الذي ترك دراسة الهندسة في بواكيرها ليتجه نحو الإعلام
(كانت تلكم المُقدمة وإليكُومها مُفصلةً من لندن)
جُملة حصرية بأيوب كنت أشنف بها سمعي منذُ ان كُنتُ طالباً بالمرحلة المتوسطة
وما أكنتُ أعلمُ أن القدر يخبئ لي سانحة للتواصل و الصداقة مع هذا الرجل القامة
سألته ذات مرة ….
عن صحة خطأ قيل أنه قد إرتكبه بواكير قراءته لنشرة الأخبار ب(لندن)
فبدلاّ من أن يقول (هُنا لندن) قال (هُنا أم درمان) ثم إستدرك مُعتذراً ببيت أمير الشُعراء أحمد شوقي
وطني لو شُغلتُ بالخُلد عنه
نازعتني إليه في الخُلد نفسي
ثم واصل قراءة نشرة الأخبار
فأكد لي صحة الواقعة .
حدثتي (البروف) علي محمد شمو ذات يوم حديثاً طيباً وأثنى ثناءاً عاطراً عن أيوب وفترة الاذاعة السودانية وعن فترة لندن عندما حملني الأخير سلامه (للبروف) شُمو
فوجدت نفسي بين عملاقين يتقاصر بينهما الحديث والقلم
متعهُما الله بالصحة والعافية
عزيزي القارئ أترككم ….
مع رسالة الأستاذ أيوب مُعقباً على مقالي سالف الذكر …
(جعفر حسن خُت الإبريق)
الأخ الكريم الأستاذ صبري محمد على
أرجو التكرم بنشر هذه الأسطر في بابك الشهير، تعقيبًا على ما قلتَه أنتَ للسيد جعفر حسن، عضو (قحت) التي أصبح اختصارُها اليوم (تقدم).
وبالطبع الذي في ذهني دائمًا وأذهان كثيرين مثلي، هو الاسمُ المختصرُ (قحت) الذي جاءوا بـ(أمل) بدلا منه.
وبعضهم يُفضل تسميةَ (قحطٍ) على (قحت) لما أذاقوا البلاد من قحطٍ جف بسببه الزرعُ والضرعُ، في سنوات حكمهم الأربع السيئة الذكر، التي لم تذق البلاد أسوأ منها من قبل.
أما اختيار القحاتة اسم (أمل) بدلاً من (قحت) الذي لا كته ألسنة الناس مقتًا، فربما تفاؤلاً مُتوهمًا بلفظة الأمل، وذلك عندي اسم على غير مُسمى، وهذا يذكرني بقول الشاعر اللبناني إليا أبي ماضي:
ما دام يصحبُ كلَ حيٍ صوتُه
هيهاتَ يُخفي العيرَ جلدُ حِصانِ
فنحن نعرف قحتَ الأمس، التي هدد قادتُها الشعبَ السوداني عيانًا بيانًا، إن لم يُقروا(البرنامج الإطاري) فلينتظروا الحرب.
فلم يَقبل الشعبُ السوداني ذلك البرنامج الإطاري الأجنبي اللعين، فكرةً وصياغةً وطرائقَ تطبيق، فانجز قادةُ قحت وعيدَهم فأشعلوا الحربَ بسلاح جناحهمُ العسكري الدعمِ السريع، وهي الحرب التي لا تزال مشتعلة في بلادنا حتى اليوم.
هذا.. ولما خابت آمالُهم في النصر باستلام الحكم الذي كان بعضهم يترقبونه في مطلع ذلك الصباح، بتحطيم جيش البلاد المظفر، لكل ما بنوه من آمال على جًرفٍ هارٍ، فانهار بهم في نار جهنمِ الإخفاق، التي يتقلبون فيها حتى الآن، وسيبقون على هذه الحال الى ما شاء الله، مهما كان لوذُهم منها بفرارهم إلى الخارج، ليصبحوا كالمطلقة ثلاثًا التي، تطمع في العودةِ إلى زوجها الذي بَتَّ طلاقَها. وليس لها من رجعةٍ إلا إذا انطبق عليها قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة رفاعة في القصة الشهيرة:
“أتريدينَ أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى يَذوقَ عُسيلتَك وتذوقي عُسيلته”.
والعُسيلةُ معروفةٌ لغةً وتطبيقا؛ وهي هنا في حق قادة (قحت) الأمس و(أمل) اليوم، المُنفَقِ عيلهم من أموال السُحت الغربية، هي أي تلك العُسيلة أن يعودوا إلى بلادهم ــ ولكن ليس الآن كما يتوهمون ــ لا..، بل بعدما يَجتثَ جيشُ البلاد شأفة جناحهمُ العسكري، ويَقضي عليه قضاء مبرمًا، وفي الوقت نفسه يقضي على عملائه الذين لا يزالون في داخل البلاد، يوجهون ما بقي منه، والذين منهم يمارسون الحربَ مساندةً له، من خلال أجهزة الدولة التي لا يزالون، يعملون فيها.
بعد ذلك يأتي دور جعفر ورفاقه، سواءٌ رجعوا إلى البلاد طوعًا أو أُرجعوا إليها كرْها، ليحاكموا على دورهم في الحرب، محاكماتٍ نزيةً عادلة لا يؤخذٌ أحدٌ فيها بانتمائه السياسي أيًا كان، وإنما يؤخذ المرءُ بجرمه الذي تُثبته البينات، فيأخذ كل ذي حقٍ حقه، له أو عليه.
ولكن قبل ذلك فلا يَرى أحدٌ لجعفر حسن ورفاقه من عودةٍ إلى بلادهم التي أشعلوها حربًا عوانا، وإن إذِن لهم البرهانُ بعودهم اختيارًا أو دعاهم، فلن يقبل الشعبُ السودانيُ ذلك من البرهان، قبل القضاء قضاء مُبرمًا على جناهم العسكري الدعم السريع، لأن الأمر الآن كما يبدو، لم يعد في يد الرهان وحده ليتصرف فيه كيفما شاء. ولذلك ما قاله الرهان بنفسه:” أي لقاءات ستكون بالداخل ولن يقبل السودان أي حلول تفرض عليه من الخارج.”
ذلك ما قاله البرهان، وأخذه جعفر حسن على غير معناه، بأمنية العودة إلى البلاد، وكأن شيئا لم يكن منهم بالأمس، حينما كان هو شخصيا يحمل لواء الكراهية بين الناس، ويلوح بعصا الإرهاب، حينما كانوا يترقبون تربعهم على سُدة الحكم مرة أخرى، لتتحقق أمنية جعفر حسن (مافي واحد تاني يقول بغم) أو كما نُقل عنه.
وحتى تحين تلك الظروف فعليه وبقية الرفاق، أن يستمتعوا بضيافات المرابع التي هم فيها، وليُعللوا بزائف الأخبار التي تصنعها لهم غرف خُصصت لذلك، وينقلها إليهم أحد متحدثيهم الرسميين، او كلهم بانتصار جناحهم العسكري الدعم السريع، الذي جيء بدمية ناطقة له قيل لهم إنها هي رئيسكم الذي خرج لكم من عالم البرزح. وانطلى ذلك على كثيرين.
فعلى السيد جعفر حسن ألا يستعجل الأمور، وأن (يلزم الجابرة) وينتظر وبقية الرفاق، فلن يحدث ما توهمه بعودهم إلى البلاد من خلال كلمات قالها البرهان يخرجونها من صياغها، ليخادعوا بها أنفسهم. وهم ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى
( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) البقرة (9)
الأحد ٤/فبراير ٢٠٢٤م