عمار العركي يكتب.. السودان و ايران.. وتغيير المعادلة في عشرة نقاط
1/ العلاقات السودانية الإيرانية عموما (بغض النظر عن التطورات السياسية السابقة او الراهنة) تأثرت بتقاطعات المصالح والتحالفات الخارجية التي ليس للسودان فيها (ناقة او جمل) ، وان كانت العلاقة في حقبة من حقب نظام الإنقاذ تم توجيهها بشكل عاد بالنفع للسودان في عدد من المجالات مما أغضب المتنافسين الخارجيين والسياسيين المحليين المعارضين لنظام الإنقاذ.
2/ التقارب غير (مستغرب) منطقياً ودبلوماسيا في اطار التطور الأخير بعودتها لطبيعتها بين البلدين ، لكنه (ظل مستبعداٌ) سعودياً و اماراتياً وفق تصورات وتوقعات ردة فعل (الإرادة) السودانية علي خلفية التأثير وضغط نفوذهما السياسي والإقتصادي المفروض علي “السودان” فترة البشير السابقة والبرهان اللاحقة.
3/ السعودية والإمارات تحكموا في العلاقة وأداروها حيثما دارت مصالحهم ، وان كانت ضد مصلحة السودان، فالسعودية اعادت علاقاتها بالكامل وطبعت مع ايران و (العلاقة بينهم سمن علي عسل) ، كالتي كانت بين السودان وايران ، قبل أن ( تأمر ) السعودية البشير بقطعها وطرد البعثة والمراكز الثقافية الايرانية من السودان ، ثم عادت وأشارت ( للبرهان) بإعادتها ووصلها وفق مصلحتها.
4/ إنفتاح السودان علي إيران في هذا التوقيت مهم جداً لإرسال رسائل في بريد الجميع بما فيهم إسرائيل ومن خلفها امريكا الامارات السعودية باعتبار ما يدور حاليا علي البحر الاحمر واليمن ، والمساعي الامريكية البريطانية لضرب الأذرع الإيرانية المساندة (لغزة) التي مرغت الأرض بأنف اسرائيل ، كما ان التحركات القانونية لجنوب افريقيا الأخيرة ضد إسرائيل جعل الأخيرة تلمح وتصرح بتصريحات “ابتزازبة وتهديدية ” في (كشف وتوريط حكومات و ممالك عربية) قد تطيح بها من الحُكم وتنزع المُلك ….( والحُكم والمُلك لله وحده يؤتيه وينزعه من ما يشأ).
5/ القوات السُودانية التي تقاتل في اليمن من زمن “الحزم” وحتي الآن ل ( حماية ارض الحرمين) ، في حين قوات (ارض الحرمين تقاتل القوات السودانية في الخرطوم) من وراء حجاب و(كدمول).
6/ كل ( الكدمول) الذي كان ضمن القوات السودانية في اليمن اصبح (جالية مدنية سودانية) يصرفون أموال ومرتبات وهم منزوعي السلاح ولا عمل لهم بعد قرار الحل ، وليس في بمقدور السعودية إعادة تسليحهم واستخدامهم ، اما “الامارات ” فهي رفعت يدها تماما من تمويل ومتابعة ما يدور في اليمن بعد اختلافها مع حليفتها السعودية ومغادرتها جنوب اليمن مغاضبة قبل عامين بسبب النزاع حول الأيلولة والسيطرة الميناء الجنوبي اليمني ( خلاف حول الغنائم).
7/ التقارب السوداني يزيد من الخلافات العميقة منها (مكتوم) ومنها ظاهر بسبب النفوذ والقيادة بين السعودية والامارات وسينعكس الخلاف علي (تدابير الأدوار) في الحرب التي اشعلتها الامارات وتؤجج فيها ، ولعبت فيها السعودية وامريكا دور المطبطب و المعتذر للسودان (الأضينة) فبإمكان هذا (الأضينة) قلب الطاولة علي الجميع.
8/ الوصول لصفقة مع ايران تمهد لتحالف مساند وداعم وذلك من خلال سحب القوات السُودانية من اليمن ، التزام السودان جانب الحياد فيما يدور في اليمن باعتباره اصبح شأن داخلي محض بعد انتفاء اسباب.التدخل وانقضاء اجل ومهام عاصفة الحزم ، بعد انهيار منظومته ( التحالف العربي).
9/ مقابل ذلك تدعم ايران السودان في حسم التمرد نهائيا في كل السودان ، وعبرها ايضاً وعلي هامش هذه الصفقة بالامكان استصحاب حليفتها تركيا في الدعم والإسناد وامكانية نظر السودان في الطلب التركي المقدم بمنحها حق إيجار جزيرتين في البحر الاحمر.
10/ السودان يتقارب مع ايران مسنوداً بالموقف المصري الارتري الصومالي اليمني للسودان حيال ورؤبته لأمن البحر الأحمر( هذا الموقف يُمثل نصف زايد واحد من عضوية مجلس الدول الثمانية المشاطئة للبحر الأحمر) كأرفع هيئة معترف بها اقليميا ودولياً بشأن أمن البحر الأحمر.