الكتاب

صديق البادي: فشل مؤتمر الإيقاد .. ولا للحرب .. لا للحرب

فشل مؤتمر الإيقاد .. ولا للحرب .. لا للحرب

صديق البادي

مؤتمر الإيقاد الذي عقد مؤخراً ينطبق عليه المثل (جابوه فزعة بقى وجعة) وكان المرتجى منه أن يسعى للمساهمة الفاعلة والإيجابية في إطفاء نيران الفتنة الشيطانية الهوجاء وإنهاء الحرب العبثية وطي صفحتها السوداء ولكن بكل أسف تم خلط الأوراق العسكرية بأوراق سياسية وشروط تعجيزية مثل تلبيس إبليس. وبالرجوع للوراء قليلاً فإن الانقلاب الي شُرع في تنفيذه في يوم السبت الموافق الخامس عشر من شهر أبريل الماضي قد خطط له بدقة وبالإضافة للمجندين العاملين في الدعم السريع والمعتمدين رسمياً في الدولة تم تجنيد أعداد ضخمة غير معتمدين رسمياً في الدولة وليست لهم ملفات خدمة وقدمت لهم إغراءات بمرتبات وأموال طائلة وهم أشبه بالعمال الموسميين في المزارع والمصانع والمحالج وتم إحضار مقاتلين مرتزقة كثيرين من عدد من دول الجوار الأفريقي مع جلب أسلحة كثيرة وتم رصد وتجهيز وإحضار مكون مالي ضخم واستقطاب وشراء ذمم كثيرة وتجهيز وإحضار مواد غذائية جاهزة تكفيهم لأمد طويل ممتد مع توفير الوقود من جازولين وبنزين بشتى السبل بكميات كبيرة مع الصرف بميزانية مفتوحة على الإعلام عبر عدد من القنوات الفضائية والإذاعية والميديا … الخ وكانوا على ثقة تامة أن نجاح انقلابهم مضمون بنسبة مائة في المائة ولن يستغرق نجاح العملية الانقلابية في تقديرهم أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات على أكثر تقدير ولما فوجئوا بفشل مخططهم الانقلابي أصيبوا في الداخل والخارج بصدمة عنيفة وحولوا تلك الإمكانيات الضخمة والتجهيزات الهائلة للقيام بحرب انتقامية تدميرية واستطاعوا تشريد سكان العاصمة من مساكنهم ومنازلهم وعماراتهم والإقامة فيها ونهب وسرقة ما فيها من عربات بلغت مئات الآلاف ونهب مافي المنازل والعمارات من أموال وذهب ليأتي اللصوص بعد ذلك لنهب كل ما يوجد بتلك المساكن من شاشات وتلفزيونات وثلاجات وأنابيب غاز وسراير … الخ.

ويدور صراع شرس حول السلطة بين من يتنابذون بالألقاب (قحاتة وفلول) وسأعود لذلك لاحقاً بالتفصيل. والإعلام يضخم ويهول ويعطي الأشياء أحجاماً أكبر من أحجامها الطبيعية حتى يظن البعض أن الشعب منقسم بينهما ولا يعرف سواهما ولكن الحقيقة المؤكدة أن الشعب لا ناقة له ولا جمل في هذا الصراع العقيم ويوجد تيار عريض يمثل الأغلبية الساحقة الكاسحة من الشعب السوداني يردد بالصوت الجهير العالي لا للحرب لا للحرب نعم للسلام نعم للسلام وهذا التيار الجماهيري العريض الجارف يضم منتمين لليسار ومنتمين لليمين ومنتمين لقوى الوسط العريض التي تمثل الأغلبية وسط الشعب السوداني ويضم هذا التيار العريض مقيمين في كل أرجاء القطر في الشمال والغرب والوسط والشرق والجنوب الجغرافي الجديد من كل الملل والنحل ومن كافة فئات الشعب السوداني.

وتطالب الإيقاد بعقد اجتماع مشترك بين البرهان وحميدتي ولو افترضنا مجرد افتراض أن هذا الاجتماع تم عقده فإنه قطعاً لن يكون بين فردين لتصفية خلافات ونزاعات بينهما حول قطعة أرض زراعية أو سكنية ولكنه اجتماع في شأن عام يخص كل الشعب السوداني ويفترض أن يكون هدفه الأول هو إيقاف الحرب التدميرية الانتقامية التي لم يشهد السودان مثيلاً لها منذ الأزل وليس لها مثيل في عدوانيتها وهمجيتها في كل الحروب التي تدور في أنحاء العالم الأخرى. ويمثل البرهان الجيش بصفته الرسمية وليست الشخصية لأنه يشغل الآن موقع القائد العام للجيش وقد سبقه في شغل هذا الموقع بعد سودنته عدد من القادة والضباط العظام من لدن الفريق أحمد باشا محمد وقطعاً سيتعاقب ويتوالى على شغل هذا الموقع آخرون بعد الفريق أول البرهان بعد أن تنتهي دورته ويتقاعد بحكم لوائح الخدمة والضوابط العسكرية والجيش يسنده الآن مجندون يتطوعون من أجل حماية الأرض والعرض والحفاظ على هيبة وسيادة وسلامة وأمن الوطن ويعملون تحت إمرة الجيش مع ضرورة رفض هؤلاء المجندين لأية انتهازية ووصاية سياسية من قلة مدنية تسعى لفرض رؤاها واتخاذهم أداة ضغط بالتهديد بسحبهم من الميدان إذا لم يحقق أولئك مبتغاهم ومحاولة فرض نفوذهم من وراء ستار (جيش واحد شعب واحد).. وحميدتي (وهذا الشاب لو صبر لحقق طموحاته بالسلم دون حاجة لحمل السلاح وإطلاق طلقة واحدة) وهو يمثل في هذا اللقاء قوات الدعم السريع والمقصود بها القوات المعتمدة رسمياً في الدولة وللعاملين فيها ملفات خدمة وقد أدوا أدواراً مهمة في حراسة الحدود ومحاربة تهريب البشر ومحاربة تهريب المنتجات المحلية والمواد التموينية الضرورية والمساهمة في إطفاء البؤر الساخنة وإخماد حركات التمرد وكان عدد العاملين محدوداً بقدر المهام الموكلة إليهم قبل أن يحدث التمدد الأخطبوطي ومحاولة خلق دولة داخل الدولة ولإقامة جيش ضرار مضاد للجيش السوداني بدفع وتشجيع ودعم أجنبي خبيث. والحرب في الميدان ضمت آخرين جندوا تجنيداً عشوائياً بأعداد كبيرة وتمت إضافتهم لقوات الدعم السريع وليست لهم ملفات خدمة وهم غير معتمدين عند الدولة والحرب في الميدان تضم أيضاً مقاتلين مرتزقة احضروا من دول أفريقية مجاورة بهدفين أحدهما هو المساهمة بالسلاح في إحداث تغيير إثني وديمغرافي في دارفور في إطار الصراع المجرد من الإنسانية والأخلاق المعروف بـ (زرقة وعرب) والهدف الثاني من إحضارهم هو السعي بمساهمتهم في السيطرة على العاصمة القومية إذا نجح الإنقلاب أو تدميرها ودكها وقتل أو تشريد ساكنيها واحتلال منازلهم وتجريدهم من ممتلكاتهم وانتهاك العروض والحرمات إذا فشل الإنقلاب. والدعم السريع والأجنحة المضافة إليه التي ذكرتها تحتل بيوت وعمارات المواطنين وتنتشر في أرجاء العاصمة وتسكن وتقيم في كثير من المستشفيات الحكومية أو الخاصة ولها إرتكازاتها ومكاتب معلوماتها ولكن هذا الانتشار لا يعني الإنتصار وهي لا تحكم بنسبة واحد في المائة وليست لها مثقال ذرة من خردل في السلطة وليست لها القدرة على ذلك وهي لا تدير مكتباً صغيراً من مكاتب الدولة وما يحدث هو مجرد حراسة إلى حين وتضم الساحة أيضاً لصوص وحرامية ومجرمين وجدوا ضالتهم في هذه الحرب العبثية الإنتقامية. والمطلوب في اللقاء المشار إليه (والمفترض حتى الآن في الخيال) إذا تم عقده أن يتم الإتفاق على وجود جيش واحد هو الذي ظل قائماً منذ العام 1925م. والعقد الاجتماعي لجان جاك روسو يقوم على تنازلات ولابد من المرونة والموافقة على أن يتم اختيار عدد محدود من قوات الدعم السريع بمقاييس مهنية ويماثل العدد المحدود السابق لتعمل في حدود المهام الموكلة إليها عند تأسيسها وأن يتم الإتفاق على الخروج من المنازل والعمارات ليعود إليها أهلها وأن يتم الإتفاق على إعادة كافة المجندين عشوائياً في الدعم السريع وغيرهم لأهلهم بعد تسليمهم لأسلحتهم لئلا يزعزعوا بها الأمن مع إلزام القوات المسلحة التعهد بمنحهم الضمان والأمان وعدم التعرض لهم حتى يعودوا لأهلهم ومناشدة المحسنين الأخيار في العالم للمساهمة في إعادة المقاتلين المرتزقة الأجانب لأوطانهم. وبالنسبة لحميدتي أو بالأحرى بالنسبة للدعم السريع فالمؤكد أن القوى الأجنبية تستغلهم مؤقتاً في سعيها لتخريب وتدمير السودان وتصرف الآن بسخاء وبعد إنتهاء الحرب ستسترد منهم كل ما تم صرفه في الحرب علي دائر الدولار وعلى دائر جرام الذهب من الأموال وكميات الذهب المودعة عندهم في الخارج ولن تتركها لهم نهائياً (والحساب ولد). وتهاجم القوى الأجنبية في أجهزة الإعلام بتصريحات مقتضبة وعابرة أحياناً ممارسات الدعم السريع في الحرب وتكتفي بذلك في الوقت الراهن ولكن بعد أن تستنفذ أغراضها عنده فإنها قطعاً وبتأكيد جازم ستقلب له ظهر المجن وتفتح ضده بلاغات في محكمة الجنايات الدولية وفي مجلس الأمن فيها إتهامات له بإنتهاك حقوق الإنسان والقيام بجرائم حرب.

وببعد أن تنطوي هذه الحرب العبثية الإنتقامية فإن البلاد ستشهد بإذن الله قيام فترة إنتقالية جديدة قوية تقودها أقوى العناصر وأصلبها وأكثرها خبرةً وتأهيلاً وعزماً وورعاً وقدرة على العطاء والبلاء. وان دولاً كثيرة خرجت منهكة من الحرب مثل ألمانيا واليابان التي ضربت فيها هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية ولكن بمضاء العزيمة وقوة الشكيمة والإرادة الحديدية الفولاذية نهضت هاتان الدولتان وأصبحتا من دول المقدمة والقمم الشامخة الشاهقة في العالم. وطائر الفينيق كما تقول الأسطورة الإغريقية يحترق ويغدو رماداً ثم يهب وينهض مرة أخرى ويصبح مارداً عملاقاً .. وبكل أسف فإن العالم بعجمه وعربه لا يولون ما يجري في السودان اهتماماً يذكر ولو أن العرب تدبروا قول شاعرهم في الجاهلية البطل الصنديد الذي عرف بمكارم الأخلاق وصون العروض عنترة بن شداد العبسي وهو القائل (واقض طرفي عن جارتي حتى يواري جارتي مأواها) ولو وقفوا على ما يجري في عاصمة السودان من قيام المجرمين المجردين من الإنسانية بإنتهاك العروض بقوة السلاح والإعتداء الآثم واغتصاب العفيفات الطاهرات بأعداد مهولة لصاحوا جميعاً (وا معتصماه) ولسعوا لإيقاف هذه الحرب المجنونة على جناح السرعة. وعلى سبيل المثال فإن حكيم العرب وحادي وباني نهضة دولة الأمارات الحديثة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الزعيم المحبوب في السودان وفي غيره من البلدان لو كان حياً وعلم بما يدور في السودان من اغتصابات وانتهاك للعروض والحرمات لتحرك بشهامة ورجولة وأصالة ومروءة ومكارم أخلاق عرفت عنه لإيقاف هذه الحرب العبثية اللعينة وكل شئ مقدور عليه والاتفاق يمكن أن يتم بسهولة ويسر ودون اعتراض من أحد حول الميناء والاستثمار الزراعي في الفشقة والتنقيب عن الذهب في جبل عامر وغيره.. والخ شريطة أن تكون المفاوضات فوق الطاولة وتحفظ للطرفين حقوقهما وألا تجري تحت الطاولة في الظلام.

والعالم يحترم الأقوياء ويحتقر الضعفاء ويتعامل معهم بإزدراء (تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتخاف صولة المستأصل الأُسُدُ) وكاسترو رئيس كوبا الجزيرة الصغيرة كان صلباً قوياً لم ينكسر ولم ينهزم وكان شوكة في حلق من سعوا لإخضاعه لإرادتهم ولكنهم فشلوا. ومنذ توقف الحرب في فيتنام عقدت مفاوضات بين الوفد الأمريكي وبين الوفد الفيتنامي لإبرام الإتفاق النهائي وقدم الوفد الفيتنامي شروطه ومطالبه وأصر عليها في عناد وإلا فإنه سينسحب من المفاوضات ووافق عليها الأمريكان رغم أن الذي كان يرأس وفدهم في المفاوضات هو دكتور هنري كيسنجر بكل قدراته التفاوضية العالية. أما الأفغان فكانوا في المفاوضات لا يخشون أحداً وبعضهم كان لا يبالي ويرفع رجله على المنضدة.

والآن على الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن يكون موقفه وموقف السودان واضحاً في المفاوضات التي تجريها الإيقاد وينبغي أن تكون جادة ليس فيها إملاءات ووصاية أجنبية وعنجهية وغطرسة استعمارية من وراء ستار وتعامل فيه استعلاء من جانبهم ونظرة دونية فيها إذلال للسودان فهذا مرفوض تماماً والمطلوب أن يتم التركيز على ضرورة إيقاف الحرب دون زج أجندات فيها تدخل سافر في المسائل السيادية والشؤون الداخلية وفرض تكوين حكومة تكون تابعة لهم يسيرونها (بالريموت كنترول) ويحركونها من وراء ستار كالأراجوز وإذا تمادوا في الغطرسة وفرض الوصاية فالأفضل أن يعلق السودان تجميد عضويته وعدم مواصلة مشاركتهم في هذه المفاوضات غير المتكافئة ولن يخسر أكثر مما خسره ولن تحدث له عمليات تدمير أكثر من الذي يحدث الآن.

ولابد من فتح قنوات حوار مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية ولكن العقبة التي يجب اجتيازها والخطأ الفادح الذي يحتاج لتصحيح هو أن معلومات الأمريكان ضئيلة وسطحية عن السودان بعكس البريطانيين الذين تركوا عند مغادرتهم بعد الجلاء والاستقلال ثروة معلوماتية ضخمة عن السودان في (رسائل ومدونات) كتبها الإداريون البريطانيون الذين عملوا في السودان فيها معلومات قيمة تحوي أدق التفاصيل من مناطق السودان المختلفة التي عملوا فيها وجمعت في مجلدات ضخمة. وأعد الكثيرون منهم ونشروا كتباً قيمة عن السودان منهاعلى سبيل المثال مذكرات نيوبولد السكرتير الإداري أما الإداري البريطاني ماكمايكل فقد كتب أقيم الكتب عن قبائل السودان وأصولها وفروعها وأعد جيتسكل ونشر كتاباً مهماً عن مشروع الجزيرة الذي كان محافظاً له قبل السودنة .. الخ ويفرد للسودان حيز معتبر في الأخبار والعديد من البرامج بالقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية التي عمل بها أدباء ومذيعون سودانيون مرموقون مثل الأستاذ الطيب صالح والأستاذ محمد الخير البدوي والأستاذ حسن عباس صبحي والأستاذ أيوب صديق والأستاذ على أبو سن والأستاذ عمر الطيب بدر .. الخ أما الولايات المتحدة الأمريكية فإن معلوماتها ضئيلة وسطحية عن السودان الذي كانت حتى وقت قريب تعتبره في تعاملها معه ملف ضمن ملفات احدى دول الجوار. وقبل خمسة أعوام نشر الصحافي الأستاذ محمد علي محمد صالح سلسلة حلقات عن السودان نشرها بصحيفة السوداني الغراء ترجمها من الوثائق التي أفرج عنها بعد مضي الوقت القانوني المتفق عليه المحدد لذلك وكانت عبارة عن رسائل ظلت تعدها السفارة الأمريكية وقنصليتها بالخرطوم تباعاً منذ قيامها في خمسينيات القرن الماضي وتبعثها لوزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن ولكن أصيب القراء والمراقبون المتابعون بخيبة أمل بعد الاطلاع عليها وكانت معلوماتها وتحليلاتها في غاية الضحالة والسطحية ولعل السفارة أو قنصليتها كانت تريد الوقوف على نبض الشارع وردود فعله في مسائل وقضايا تحددها لمصادرها وما ورد في الوثائق ذات المحتويات الضحلة كانت أشبه (بونسة) عفوية في مقهى شعبي في أطراف السوق العربي أو في المقاهي القديمة في سوق أمدرمان قرب البوستة وهي وثائق ليست ذات قيمة تذكر والفرق بينها وبين المدونات والرسائل والوثائق البريطانية العميقة ذات القيمة العالية كالفرق بين الثرى والثريا. وسربت بعض المصادر الأمريكية جزئياً معلومات عن ما كان يدفع سنوياً من أموال طائلة لقيادات المعارضة وتحديداً للتجمع الوطني الديمقراطي المعارض قبل أن تكثر الخلافات بين قياداته ويتم حله تلقائياً من داخله في أخريات العهد السابق الذي كان يجيد تطبيق سياسة فرق تسد وتم أيضاً تسريب جزئي تضمن أرقاماً فلكية عن ما كان يقدم لكوادر المعارضة من منظمات كثيرة تحت بنود مختلفة مثل حقوق الإنسان – التحول الديمقراطي .. الخ وقامت لقاء ذلك ببعض المهام مثل محاولة خلق اضطرابات تمهد لإسقاط النظام والقيام بهجوم إعلامي شرس وليت ذلك كان في الداخل وحده وبين أهل البيت. ولكن قدمت تقارير تحمل وجهاً قميئاً سيئاً الغرض منها محاربة النظام السابق ولكن تضرر منها الوطن بكل أسف ورسمت عنه صورة ذهنية سيئة عند الأمريكان الذين كانت معلوماتهم عنه ضئيلة وحتى الماضي القريب كان الكثيرون منهم يطلقون على السودان اسم أو وصف (سودان مصر) والتقارير المشار إليها أعطتهم صورة سيئة عن السودان وبعض دول الجوار وكثير من الأطراف المعادية للسودان تمدهم بتقارير تصف السودان بأنه بلد التطرف والاضطهاد الديني والإرهاب وهذه ترهات وهو عكس ذلك تماماً وهو بلد الوسطية والاعتدال والآن فإن أمريكا وبعض مخالب قطها تتستر خلف هذه الذريعة في حرب العصابات التي دخلت الآن في شهرها التاسع وتدعي أنها تريد إخماد بؤر التطرف والإرهاب ولكن الحقيقة التي لا مراء فيها إنهم يريدون إضعاف السودان وتمزيق وحدته وتدميره لإدراكهم أنه يملك مقومات الدولة العظمى ولذلك فإنهم يسعون لتدميره طمعاً في موارده الهائلة وثرواته الضخمة ويعتبرون الشعب السوداني كله عبيد ويستكثرون علينا نحن العبيد أن نمتلك هذه الثروات الضخمة والكنوز غير المستثمرة ولعلهم وهم يتفرجون على هذه الحرب العبثية بل هم الذين أوقدوا نارها يريدونها أن تستمر ولسان حالهم يردد (لا تحمل العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنكاد مناجيس). والمؤسف أن أبناء السودان بدلاً من أن يلعنوا الشيطان ويحزموا أمرهم ويقدموا تنازلات كثيرة ليصلوا لكلمة سواء بينهم فإن منهم من يتخصص ويتفرغ لوضع الحطب على نار حرب العصابات ليزيد اشتعالها.. ومتى نستيقظ جميعاً من هذه الغيبوبة .. ويا برهان جمد موضوع الإيقاد وما أدراك ما الإيقاد في هذا الوقت فأما مفاوضات حقيقية جادة مع الفيل وليست مع ظل الفيل وإلا لا مفاوضات !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى