المتغير واحد .. ولا بد من ولاة عسكريين
صبري محمد علي (العيكورة)
الأحداث المؤسفة التي شهدتها ولاية النيل الازرق وراح ضحيتها نفر عزيز من ابناء هذا الوطن، تشير الى ان هناك شيئاً ما قد تغير فى هذا الوطن المتسامح المتعايش الكريم و الشيء هو سنوات حكم (قحت) ! قد يتبادر الى الذهن السؤال البدهي وما علاقة (قحت) باحداث النيل الازرق مثلاً ؟ بكل بساطة دعونا (ناخدها بالراجع) منذ ان (سرقت قحت) الثورة ونتذكر دعواتها لتشكيل اجسام قبلية ترتكز على العنصر والقبيلة و اصرارها على كلمات تنسيقيات ولجان ومركزيات . اتذكرون هذه الكلمات الرنانة ؟ بل ولجأت بخبث للاشارة لواقع المهنة او الجغرافية او المستوى الطبقي كتنسيقيات الكنابي وتنسيقيات الرعاة و تنسيقيات المهمشين والى ذلك من ما يشير الى تفاوت طبقات المجتمع واسلوب معيشته اليومية واظهاره كمجتمع اقطاعي يستعبد بعضه بعضاً وهذه مفردات الشيوعيين واليسار عموماً يكثرون عددهم بلفظ (الجمع) … وصناعة الهتافات الحماسية .
ولعل القارئ الكريم يتذكر اوائل ايام ما بعد سقوط حكم البشير تلك الاحداث المؤسفة التى اندلعت بولايات الجزيرة وكسلا كامتداد اما يحدث بولايات دارفور مع اختلاف الاسباب حول الارض والمراعي ونهب الابقار ولكنها تحولت لصراع عرقي لو لطف الله لذهب الوطن يومها فذات الاسباب بدأت تتموضع فى معظم الولايات هذه الايام وهى الخلاف على اساس العرق والقبيلة وملكية الارض . مُعيدين الى الاذهان الصراع المأساوي الذى اندلع بين (الهوتو) و(التوتسي) بدولة رواندا وخلف ملايين الضحايا .
المتابع لما حدث بالنيل الازرق مؤخراً يلاحظ ان الصراع لم يخرج عن دائرة الارض والهوية الشيء الذى لم يكن معروفاً فى هذه الولاية البكر . يضاف الى ذلك غياب هيبة الدولة وانعدام القدوة المجتمعية او (ادلجتها) لصالح جهة سياسية معينة مع تعمد اضعاف الادارة الاهلية الحكيمة ! فمنذ متى كانت هذه القبائل متحاربة ومتناحرة؟ الم تكن متعايشة فى سلام و امان وطمأنية وتمازج ؟ فما الذى تغير الان ؟
الذى تغير (برأيي) هو الحاكم ! واعتقد ان ترك دعاة الفتنة البغيضة يتحركون بين الناس بهذه الحرية لهو خطأ وخطل كبير قد يذهب بريح الوطن وعلى الدولة ان تأخذ بايديهم و بالقانون فلا يعقل ان يترك مثل هؤلاء و تحت دعاوى المدنية الكذوب والتهميش المفتعل واذكاء العنصرية البغيضة التى ما عاشوها فى حياتهم ان تترك مثل هذه الافاعي تسعى بين الناس !
فكلما اوقدوا ناراً للحرب اطفأها الله سارعوا لارتداء ثياب الواعظين يذرفون دموع التماسيح يطالبون الامم المتحدة والمجتمع الدولي باجراء تحقيق ! وهم هم من يحرض و يشعل نار الفتنة !
لا اعتقد ان الوضع يحتمل المزيد من التلكؤ والتباطؤ والنظرة بتهاون لبؤر الحريق التى بدأت تشتعل هنا وهناك وما على الفريق البرهان الا : —-
المسارعة بتشكيل حكومة (تسيير اعمال) وان لا يطيل الانتظار فهؤلاء لن يتفقوا ولو انتظرهم مائة عام . ولا يعقل ان يكون الانتظار خصماً على وحدة وسلامة الوطن ..
ثانيها ان يتم تعيين ولاة عساكر لا ولاء لهم الا لوطنهم وجيشهم وباسرع ما يمكن .
فقد اثبتت التجارب انهم الاقدر على اعادة الامور الى نصابها وبسط هيبة الدولة ولو كره (القحاتة) فهذه الحقيقة المجردة .
وثالثها ان تطال يد العدالة كل من يثبت تورطه فى اذكاء نار الفتن العنصرية والجهوية و إن كان حاكماً لاقليم او والٍ لولاية فلا بد ان يقف الجميع امام القانون سواسية .
قبل ما أنسى :—
لم تتغير الارض ولا السكان فالمتغير الوحيد هو (الحاكم) .. !!
فهل يفهمها من يجلسون بالقصر الجمهوري؟
الفتنة نائمة ملعون من ايقظها
و إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن
اللهم احفظ بلادنا من كيد الفجار وشر الاشرار.