ما وراء الخبر- محمد وداعة- الخائنون ..الكاذبون
الشعب السوداني غير مهتم باستعادة التحول الديمقراطي او القبض على انصار النظام السابق
الشعب السودانى يريد استرداد كرامته و حقوقه المسلوبة وامواله المنهوبة ، و لا يهمه الحديث عن بناء الثقة من عدمها ،
افادات و احاديث خالد سلك و ابو الجوخ ومحمد الفكى انحياز واضح لمليشيا الدعم السريع،
ادراج تبادل قوائم المطلوبين فى المفاوضات تقدير خاطئ و لا يخضع لأى معايير.
الى وقت قريب كنت اظن ان احاديث بعض الساسة تندرج تحت لافتة الاجتهاد السياسي ، وكان الاختلاف لا يفسد للود قضية ، و الرأى الاخر يحترم و ان كان مسرفآ و مغاليآ لدرجة التعدي على الثوابت الوطنية ، و تبنيه لمشاريع تتعارض مع وحدة البلاد ارضآ و شعبآ ، والتمسك برؤى تهدد سيادة البلاد و المحافظة على نسيجها الاجتماعي ، فجاء فشل مباحثات منبر جدة الاخيرة ليكشف حقيقة هؤلاء الساسة ففضلآ عن احاديثهم الجوفاء فى كل امر ، امتهنوا الكذب و الخداع والتضليل لتبرير مواقف مليشيا الدعم السريع ، و القاء اللوم على الجيش و تحميله مسؤولية فشل المباحثات ،
استمعت لافادات يرثى لها من ناطقين باسم الحرية و التغيير ( مجموعة المركزى ) ، منهم خالد سلك و ابو الجوخ واطلعت على تعليقات ود الفكى و لقيادات اخرى من الحرية و التغيير، و الحقيقة ان كل الاحاديث و الافادات تعبر عن انحياز واضح لمليشيات الدعم السريع ، و تنفث بغضآ و سمومآ فى مواجهة القوات المسلحة و قادتها ، مما يؤكد ان ما سبق من حديث عن الحياد لم يكن الا غطاءآ واهيآ لتبرير مواقفهم الحقيقة وهى انهم منحازون تمامآ للمليشيا ،
هؤلاء يعيشون فى غيبوبة ، اعمت عيونهم عن جرائم و انتهاكات حلفاءهم فى مليشيا الدعم السريع ، فلا يرون جريمة فى احتلال منازل المواطنين و اتخاذهم دروعآ بشرية ، ولا نهب المواطنين و الاسواق و البنوك ، فهى فى عرف المليشيا ( غنائم ) ، و اختطاف النساء و اغتصابهن ( سبيآ ) ، و لا عزاء لمن تم قتلهم على الهوية فى الجنينة و مناطق اخرى ، هذه الجرائم فى رائ هولاء قضايا غير جوهرية ، و ان المهم هو القبض على انصار النظام السابق ، دون المطالبة بالهاربين من السجون و من بينهم الاف النزلاء محكومين فى جرائم خطرة ، و بغض الطرف عن الاسباب التى ادت الى فرارهم ، يتجاهل هؤلاء الكذبة ان وقف اطلاق النار و اخلاء المليشيا لمرافق الدولة، وعودة الشرطة و النيابة و القضاء لممارسة واجباتها وفقآ للقانون هو ما يمكن من القبض على هؤلاء الفارين ، و ان هذه (المتاهة) لا تحل بتبادل قوائم المطلوبين ، هذه القوائم ستتطاول و تتعدد خارج اطار القانون ولن تنتهى ، حتى وان قبضت المليشيا على عبد الرحيم دقلو و عبد الرحمن جمعة ، هذا اضافة الى الالاف من اعضاء المليشيا المطلوبين فى بلاغات امام النيابة ، فهل ستتمكن المليشيا من القبض على هؤلاء؟ ثم ماذا بعد القبض عليهم ؟ من جهة اخرى هل يستقيم عقلآ الابقاء على عدم القاء القبض على (27) من قيادات النظام السابق سببآ فى استمرار الحرب ؟ و هل من اسباب بناء الثقة البدء باخلاء بيوت المواطنين ، ام تبادل قوائم المطلوبين ؟
قادة المركزى يكذبون فى قولهم ان المواطن غير مهتم بتواجد المليشيا فى المنازل و الاحياء و الشوارع ، فعن اى مواطن تتحدثون ؟ الم تتطلعوا على ردود المواطنين عليكم و تخوينكم و الدعاء عليكم ؟ اليس من بينكم رجل رشيد ؟ هذه الحرب بدأت حسب افك المليشيا و زعمكم لاستعادة التحول الديمقراطى ، و لاحقآ قيل انها حرب ضد الفلول ، ثم حرب ضد دولة 56 ، وفى رأيكم لن تتوقف الا بالقبض على انصار النظام السابق ، اى تضليل هذا ، و اى عبث هذا ؟ ما يهم الشعب السودانى هو العودة الى منزله ، و اسستعادة حياته الطبيعية ، و عودة ابنائه و بناته الى المدارس و الجامعات ،وهذا غير ممكن فى ظل احتلال منزله و استباحة شارعه ، الشعب السودانى غير مهتم باستعادة التحول الديمقراطى او القبض على انصار النظام السابق ، الشعب السودانى يريد استرداد كرامته و حقوقه المسلوبة وامواله المنهوبة ، و لا يهمه الاحاديث عن بناء الثقة من عدمها ،
ليس من شك ان موافقة وفد الجيش المفاوض على مناقشة هذا البند ( ان كان صحيحآ ) ووضعه اولوية لبناء الثقة كان تقديرآ خاطئآ لا يمكن بموجبه مقايضة اولوية اخلاء منازل المواطنين بالقبض على مطلوبين ، و حسب ما رشح لا يوجد اتفاق بين الطرفين ، و انما تعهدات منفردة ، فكيف وجد طريقه الى طاولة المفاوضات ؟، الاول جريمة حرب فى حق مئات الالاف يعاقب عليها القانون الجنائى و القانون الدولى الانسانى ، و الثانى متهم هارب اخفى نفسه يعاقب منفردآ بتهمة الهروب ،
5 ديسمبر 2023م