صوت الحق- الصديق النعيم موسى- وكالة اللاجئين يا مدير جهاز الأمن والمخابرات!
سعادة الفريق أول مفضّل إن وصلك حديثي إطلّع عليه بكل هدوء فما أكتبه ينبغي الإصغاء له لخطورته على أمن البلاد عموماً ومنطقة الفشقة خصوصاً وتذويب اللاجئين الإثيوبيين فيها وهو الأمر الذي ظللت أحذّر منه عبر هذه الزاوية .
إنَّ من المهددات الأمنية للبلاد ما تمارسه مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في البلاد وعبثها بالأمن القومي السوداني عبر تخفيض الميزانيات ثم الإتجاه لدمج اللاجئين والأخطر من ذلك تذويب الإثيوبيين في البلاد ليطيب لهم المقام في الفشقة الخصبة والتي صرّحت إثيوبيا بأستردادها .
بكل تأكيد سلوك الأمم المتحدة ليس غريباً ولا المنظمات الأجنبية التي تعمل في هذا الملف فهم يعلمون جيداً ما يفعلون ومن أجل الوصول لمبتغاهم ينتهجون طُرق عِدة .
ما يجري في دائرة دمج وتذويب اللاجئين الإثيوبيين في القضارف وكل البلاد أمر له ما بعده وليس هنالك دليلاً أكثر من مشاركة لاجئين من دولة جنوب السودان وبعض الإثيوبيين ، وأنتم تعلمون بقية التفاصيل ؛ فقضية دمج اللاجئين في المجتمع أمر سيادي يتطلب وجود برلمان منتخب وإستفتاء إن دعى الأمر لذلك .
هل سألتم أنفسكم يا سعادة مدير جهاز الأمن لماذا تسعى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الإيقاد عن الإسراع في عملية الدمج في غياب الحكومة المنشغلة بالحرب الوجودية ومع كل ذلك ها هم يسعون لتذويبهم في المجتمعات !
يا سعادة الفريق أول مفضّل المنصب أمانة أمام الله وهي رسالة مشفق لما هو آتٍ ومتوقّع في القريب العاجل جداً يجب التحرّك فوراً عبر الوطنيين المخلصين داخل جهاز الأمن وإيقاف قرار الدمج فأهل القضارف أعلنوا موقفهم الواضح والرافض عبر المجتمعات المستضيفة للاجئين والأمر لا يقف على دمج اللاجئين فقط وإنما القضية الأساسية هي الفشقة فلا تكتفوا بالتقارير التي تأتيكم داخل مكتبكم فصدقاً وقولاً ليس كل ما يُكتب هو الحقيقة الكاملة الأمر يتطلب وجودكم وكبار الضباط داخل دهاليز هذا الأمر الخطير والتغلغل وتحليل المعلومات الخاصة بملف الدمج وعلاقته بأرض الفشقة التي دفع مهرها ضُباط وجنود ومواطنين وبعد ربع قرن من الزمان زرعوا أهل الفشقة الخيرات وحصدوها بعد جهدٍ عظيم للجيش .
هنالك خيط رفيع جداً ما بين دمج اللاجئين والفشقة وهي محور حديثي وما أكتبه يا مدير جهاز المخابرات العامة هو واقع لا ينكره إلاّ مكابر و سيشاهده الجميع ما لم يتم تدارك هذه المصيبة العظيمة . حوالي سبعون ألف لاجئ إثيويبي يقطنون بمعسكرات ( أم راكوبة – الطنيدبه – بابكري ) وهنالك ضباط من قوات حفظ السلام وآخرين كانوا في منطقة أبيي طلبوا اللجوء إضافة للاجئين القادمين من الخرطوم يجلسون في القضارف ؛ كل هؤلاء عندما يتم دمجهم يصبحوا داخل الوطن ثم يتملكون المنازل والهوية السودانية ويتوجهون للأرض الخصبة ثم يستأجرونها ولاحقاً يتملكونها بالمال أو القوة .
تحركوا للحفاظ على هوية البلاد فجزاء مَن خاضوا الحروب ضدنا ليس الدمج والتذويب وإغلاق المعسكرات لذلك دائماً ما كنت أكتب بأنَّ ملف اللاجئين له أبعاده الأمنية ويجب أن يكون تحت رقابة الدولة ولكن لا أحد يسمع .
ثقتنا في جهاز الأمن كبيرة والحس الأمني الذي تتشبّع به عناصره فألوقت يمر سريعاً و وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الإيقاد سيئة الذكر يُخططون جيداً للميثاق العالمي الذي وقع عليه السودان مبدئياً ثم تكوّنت له لجنة في عهد حمدوك ولم تكمل اللجنة أعمالها .
وفي غياب المجلس التشريعي يظلّ التوقيع على أي تعهدات أمر غير قانوني فليس من حق شخص أي كان موقعه أن يبصم بالعشرة على دمج اللاجئين وعبر هذه الزاوية أطالب بالتحقيق مع وزير الداخلية الأسبق الطريفي دفع الله ومحمد يس التهامي معتمد اللاجئين الأسبق ؛ فما فعلوه في جنيف وتعهداتهم التسع هي عطاء مَن لا يملك لمن لا يستحق ؛ ويجب أن تتدخل الدولة عاجلاً بإيقاف التوقيع النهائي في جنيف .
الفشقة تمثّل عين الإمارات التي سعت فيها عبر بناء منطقة تكامل وبعد أن فشلت كل المحاولات لإستئجارها أو إعادتها بالقوة أصبحت هنالك أساليب خبيثة ومتداخلة ومترابطه تبدأ بدمج اللاجئين الإثيوبيين في القضارف وبعدها يتم تنفيذ المخطط .
يا مدير جهاز المخابرات العامة هويتنا وأمننا القومي أمانة فتحركوا قبل فوات الأوان .
إذا كانت الأمم عاجزة عن تمويل برنامج اللاجئين فيجب ان تأخذهم لبلدانهم وعلى إثرها ينسحب السودان من إتفاقية جنيف 1951 وتُغلق المعسكرات .
ونواصل إن كان في العمر بقيه .