تقارير

الفريق عابدين الطاهر يكتب عن عودة المواطنين إلى الخرطوم

من الأعماق
اهل العاصمة يتساءلون بعفوية وبكل بساطة متى سنعود؟
من الواضح ان العودة للخرطوم أصبحت ضرورة وليست مستحيلة ولكن ذلك يتطلب ترتيبات تحتاج للاتفاق وقد تطاول امد الحرب وتطاول امد الانتظار!!
والمعاناة لهذا المواطن !
رغم الاحوال والمشاهد المأساوية التي أصبحت عليها أحياء الخرطوم، الدمار في كل مكان لم يسلم منزل او موقع عام من التخريب والدمار ويتواصل ذلك يوميا وقد تمدد ليشمل حتى اهم الجسور “شمبات وجبل الأولياء” ،،
وقد يشمل بقية الجسور اليوم !
او غدا ! والسؤال القائم كم عدد المسلحين والقتلة الذين سيظلوا مختبئين في المواقع المختلفة داخل الأحياء؟ وبين المزارع؟
بعد توقف هذه الحرب؟
وكم من الزمن يتطلب الوصول إليهم؟ واستئصالهم ؟
الأمر اذن ليس بالبساطة التي ينتظرها اهل العاصمة الملهوفين للعودة ويتمنون ان تكون اليوم شوقا لديارهم التي اخرجوا منها قهرا !!
بعد ان تم سلبهم ونهبهم وقتلهم واذلالهم ولم يجدوا من يدفع عنهم شرور بني جلدتهم!!
وشرور من استعانوا بهم من الآخرين من مختلف الدول !
وظلت ديارهم مستباحة وحتي تاريخ اليوم !!
ولم يتركوا لهم مالا او مقتنيات او حتي اثاثات او أواني منزلية او حتي ملابس ،
القهر الذي تعرض له مواطن العاصمة في هذه الازمة وهذه الحرب لم يحدث له مثيل في التاريخ !او في العهد الحديث !
وفي رأيي لابد من دراسة لهذا الحقد المتجذر الذي انعكس سلوكا بربريا موجها للمواطن بالعاصمة،،
وكأنه لا يستحق الحياه!
وان كل ما يملكه هو حق ومتاح للاستباحة والسلب ،،
وهو هدف للقتل والاغتصاب والاحتقار والإذلال ،
ان العودة الآمنة لمواطن العاصمة والتي تتيح له اعمار كل هذا الخراب الذي استمر حتي تاريخ اليوم دون أن يجد من يصده ويمنعه يتطلب عونا امميا يفرض غطاءً أمنيا محكما يردع ويمنع كل من يحاول تكرار ما حدث لهذا المواطن المقهور
اذن عودة مواطن العاصمة تحتاج لتروي وترتيبات بمعرفة الأمم المتحدة وتحت ضمانها حتي
لا تتكرر المأساة،،
ومن خلال هذه الترتيبات يتم جمع السلاح الذي انتشر وإيقاف كل متفلت!
واعمال القوانين بنشر القوات الشرطية الوطنية لمكافحة الجريمة واعادة القبض علي معتادي الاجرام والمحكومين الذين تم إخلاء سبيلهم ايام الفوضي،
وفتح أقسام الشرطة بكل المواقع لضمان وجود أمني وسط الأحياء ،
وتتم حماية الشرطة من أي أعمال عسكرية قد تستهدفها ،،
ان عودة مواطن العاصمة لدياره أصبحت ضرورة يجب الا تتأخر ، فقد طال الانتظار،
وكل المباحثات التي تجري يجب أن يكون اهم بنودها هذا الأمر،
اي امر عودة مواطن العاصمة الذي تفرق بين الولايات وخارج البلاد وظل يعاني ضغوطات المعيشة وارتفاع اسعار الإيجار… ارجو ان يكون ذلك قبل نهاية هذا العام وأرجو أن يصل صوتنا لكل من يهمه امر عاصمة السودان الخرطوم وأهلها الذين تحملوا كل اوزار هذه الحرب والرسالة لكل رؤساء دول الجوار والدول الصديقة والدول العظمي وكل صاحب ضمير وللسيد الامين العام للامم المتحدة ،
هل تسمعون يا قادة العالم نداء اهل العاصمة السودانية !
( متي سنعود ) هل تسمعون …. ارجو ذلك والله المستعان .
فريق عابدين الطاهر
نوفمبر 2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى