عرمان يدعو إلى الاستفادة من زيارات البرهان إلى كينيا وإثيوبيا
رصد- صوت السودان
قال ياسر عرمان القيادي بقوى الحرية والتغيير، إن زيارات البرهان إلى كينيا وإثيوبيا، يجب أن تكون موضع ترحيب من قبل الحركة المدنية المناهضة للحرب، حيث يمكن لهذه الزيارات أن تخدم بشكل استراتيجي توحيد المنتديات ومبادرات السلام المختلفة. واضاف “بالإضافة إلى ذلك، ستساعد الزيارات في خلق بيئة مواتية بين دول الإيقاد وإزالة العقبات أمام مبادرة إيغاد، والتي يحاول الإسلاميون والمؤتمر الوطني استخدامها لتخريب مبادرة إيغاد”.
وكتب عرمان تحت عنوان “زيارة الفريق أول برهان لكينيا وإثيوبيا: تكتيكية أم استراتيجية؟” قائلا: قام الفريق البرهان هذا الأسبوع بزيارات مهمة إلى عاصمتي كينيا وإثيوبيا على التوالي. ويعد كلا البلدين من اللاعبين المهمين في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الأفريقي. وجاءت هذه الزيارات في أعقاب مؤتمر مهم في المملكة العربية السعودية، التي استضافت عملية جدة للسلام بشأن السودان – وشاركت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) في الجولة الأخيرة من المحادثات.
والسؤال الجوهري هنا هو: هل تتوافق زيارات الفريق البرهان إلى نيروبي وأديس أبابا مع التكتيكات القديمة المتمثلة في شراء الوقت والمناورة لإطالة أمد الحرب بهدف كسبها؟ أم أنها تعني تغييراً استراتيجياً في الاتجاه نحو تعبئة المنطقة لوقف الحرب وإنهائها؟
وبغض النظر عن نواياهم الأساسية، اتخذت الزيارات اتجاهًا معاكسًا للتكتيكات الإسلامية التي تنطوي على التسوق في المنتديات. وهذا التحول ملحوظ لأن الإسلاميين يلعبون دورًا محوريًا في تشكيل سياسات القوات المسلحة السودانية. وقد حاول الإسلاميون، عبر وزارة الخارجية، استغلال التناقضات الإقليمية واختلاف المصالح لإطالة أمد الحرب أملاً في الفوز بها.
ولذلك، يجب أن تكون هذه الزيارات موضع ترحيب من قبل الحركة المدنية المناهضة للحرب، حيث يمكن لهذه الزيارات أن تخدم بشكل استراتيجي توحيد المنتديات ومبادرات السلام المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، ستساعد الزيارات في خلق بيئة مواتية بين دول الإيقاد وإزالة العقبات أمام مبادرة إيغاد، والتي يحاول الإسلاميون والمؤتمر الوطني استخدامها لتخريب مبادرة إيغاد.
علاوة على ذلك، يمكن استخدام هذه الزيارات كفرصة جديدة لتعزيز بيئة العمل بين عملية السلام في جدة، والاتحاد الأفريقي، والإيغاد. وينبغي استغلال هذا الزخم وهذه البيئة على الفور، باعتبارهما فرصتين عظيمتين لإنشاء منتدى موحد لعملية السلام في السودان، وخاصة بين مبادرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والاتحاد الأفريقي، والولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
ط
جدير بالذكر أن البيئة الجديدة توفر فرصة لتطوير إطار عمل بين المجتمعين الإقليمي والدولي، وخلق شراكة لتحقيق السلام في السودان. وينبغي أن يشمل ذلك دول الخليج، ومصر، وتشاد، وإريتريا، والأمم المتحدة، وأوروبا، والترويكا. وعلينا أن نستخدم الزخم الحالي ونحافظ عليه لأنه قد يغير قواعد اللعبة.
الفريق البرهان وقيادة الجيش:
لقد نفذ الفريق البرهان وقيادة الجيش أجندة المؤتمر الوطني في انقلاب 25 أكتوبر وحرب 15 أبريل. وعلى الرغم من الدمار المروع، فإن لديهم فرصة لتحويل التزاماتهم إلى أصول. وبالتالي، يحتاج الفريق البرهان إلى النظر في زياراته إلى نيروبي وأديس أبابا بشكل استراتيجي من أجل:
استراتيجيا إلى:
1. توحيد المنتديات بشكل استراتيجي لخدمة مصالح السودان، ووقف الحرب من خلال تحديد أولويات واضحة لمعالجة الأزمات الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
2. إعادة تأسيس الدولة السودانية ديمقراطياً، وتعزيز المواطنة دون تمييز، مع تطوير قوات مسلحة غير سياسية ومتنوعة مهنياً تعكس وحدة السودان في التنوع.
3. تحقيق هدف ثورة ديسمبر المتمثل في إنشاء حكومة مدنية انتقالية، وتمكين المدنيين والحركات المناهضة للحرب من لعب دور فعال في العملية السياسية.
وهذا من شأنه أن يسد الفجوة بين قيادة الجيش والشعب السوداني والمنطقة والمجتمع الدولي، مما يخلق أساسًا لحل الصراع بين الأطراف المتحاربة. وإذا اتخذ الجنرال البرهان زياراته الناجحة إلى نيروبي وأديس أبابا تكتيكيا لكسب الوقت ومواصلة الحرب، فلن يؤدي إلا إلى إضافة فشل جديد إلى سجله الحافل بالإخفاقات في الانقلاب والحرب.
الاتحاد الأفريقي والحاجة إلى لجنة رفيعة المستوى بشأن السودان:
ونظراً لأهمية الاتحاد الأفريقي بالنسبة للسودان والانقسام الدولي الحالي، خاصة في مجلس الأمن الدولي، فمن الأهمية بمكان أن يأخذ الاتحاد الأفريقي ملف السودان على محمل الجد والمؤسسات. ولا ينبغي لنا أن نترك هذا الأمر للأفراد، فقد حان الوقت لكي يقوم الاتحاد الأفريقي ومجلس السلام والأمن الأفريقي بتعيين لجنة عليا للسودان، تتألف من رجال ونساء دولة يمثلون أجزاء مختلفة من أفريقيا. ستساعد هذه اللجنة في سد الفجوة بين المبادرات المختلفة ووضع خطة منظمة مفتوحة للتعاون مع أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين، والعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة، خاصة وأن الأمين العام للأمم المتحدة قد يختار رجل دولة أفريقي كمبعوث للسودان.
ومن المؤكد أن اللجنة الأفريقية العليا ستحظى باحترام السودانيين والمنطقة والمجتمع الدولي.