*عمار العركى يكتب: زيارة البرهان لاثيوبيا …. دواعى ودلالات*
عمار العركى يكتب:
*زيارة البرهان لاثيوبيا …. دواعى ودلالات
• زيارة البرهان لإثيوبيا بذات الوفد الذي زار كينيا توقعناها وأشرنا لها فى الحين ، وذلك نتيجة لتقييم وتحليل تطورات (منبر جدة وقمة الرياض،) المعلنة وغير المعلنة ، اضافة للإرتباط الوثيق واللصيق بين (اثيوبيا وكينيا) بالأزمة والأحداث فى السودان ، بما يمثلانه من ثقل سياسي إفريقي وإقليمي بشكل عام ، وبشكل خاص في (مفاوضات جدة) من خلال شراكتهم للوساطة (السعودية والأمريكية)، كميسرين للعملية التفاوضية.
• (أثيوبيا ورئيسها ابي احمد) لهم تأثير رسمي وشخصي على الاتحاد الإفريقي خاصة مفوضيته التى يرأسها التشادي (موسى فكي)، والتى يشغل ديوانها وينطق باسمها فيما يخص السُودان الموربتانى ( ولد لبات) ، أما (كينيا ورئيسها روتو ) بذات التأثيرالشخصى والرسمى على المحيط الاقليمي الممثل في (هيئة الإيقاد) التي يرأس دورتها الحالية الرئيس الكيني (وليام روتو) ومديرها التنفيذي الأثيوبي (ورقنه قبيهو)، • هذه المميزات جعلت كل من اثيوبيا وكينيا في وضعية تُسهم بشكل مباشر وفاعل في (تشكيل) الرأي العام الافريقي و(التأثير) على الإقليمي والدولي حيال الوضع في السُودان بدرجة كبيرة بحسب درجة ضغط ( الجهات المهيمنة والنافذة).
• بتجميع حروف الأسماء والجهات المبعثرة بين (الأقواس) ، وإسقاطها على تحركات وردود أفعال السُودان الذي يقود حربه العسكرية ومعركته السياسية الفريق اول عبد الفتاح البرهان – بحكم رئاسته مجلس السيادة السياسي ، ومجلس الحرب العسكري – نجد أن البرهان قاد المعركة السياسية التي نصفها دائماً (بغير المرئية) بشكل جيد .
• استطاع البرهان تحقيق العديد من الانتصارات في شباك الجناح السياسي للميلشيا وشل مقاومتها وتأثيرها بعد الإطاحة بفولكر واتفاقه الإطاري ، ثم لاحقها فى عرينها الذى لجأت اليه ( منبر جدة) ، وأبعدها من خلال عدم تعاطى المنبر مع القضايا السياسية ، وذلك بعد أن حشدت الميلشيا وجناحها السياسي كل ما تبقى لديها من عدة وعتاد ودعم وتأييد سياسي اقليمي ودولي بشكل أخاف وأرعب الجميع بما فيهم أقرب الأقربين والمناصرين للبرهان الذى استطاع تحييد (الداعميين والراعيين).
• أما المتشككين وغير الواثقين من تحركات وزيارات (البرهان) لعدم الفهم والقراءة الصحيحة والإلمام التام بتكتيكات المعركة السياسية ، سارعوا بأحكام التنكيل والإدانة للبرهان بخضوعه واستسلامه امام مواقف ورغبات الخارج خصماً على (كرامة وجودية) الحرب.
• زيارة كينيا بالامس واثيوبيا اليوم جاءت استباقاً لجلسة مجلس الامن يوم غد الخميس ما هي الا قراءة وتحليل لواقع سياسي جديد (غير مرئي)، بدأ يتشكل منذ خروج البرهان من القيادة ، بدأت ملامح ذلك الواقع تتضح وتستبين في (كينيا) و لمحت الى فشل (منبر جدة) بشكل دبلوماسي حين وصفته (بالبطء) ثم التلميح لضرورة (إطار جديد) (لحوار شامل).
• فكان لابد من زيارة اثيوبيا من بعد كينيا والتي اضافة الى ما ذكُر عنها ، (تُمثل أكبر معاقل و ملاجيء الجناح السياسي للميلشيا ) ، وبالتالى لا نستبعد في عدم التوجه مباشرة الى اثيوبيا من كينيا والعودة للخرطوم ثم التوجه الى اديس ان يكون ذلك تكتيك مُرتب ومقصود بغرض منح نيروبي واديس الزمن الكافى للتداول والنقاش حول المخرجات والتفاهمات التي تمت في زيارة كينيا ، والتي نتوقع لها التبلور النهائي وقطف ثمارها في زيارة اديس اليوم .
• خلاصة القول ومنتهاه:
• التحولات الدراماتيكية تجاه كينيا وروتو ، واثيوبيا وابي احمد ، والتى جأءت مباشرة اعقاب تطورات منبر مفاوضا جدة ، وقمة الرياض السعودية الافريقية ، بعد قراءتها وتحليلها نتوقع حدوث التالى:
• تحييد الموقف الاقليمي بشكل (مقبول) فى جلسة مجلس الأمن ، شبيه بالموقف الدولي الذي اجمع وتشكل في الاسبوع الماضي بإدانة وتجريم الميلشيا ، وبإعتبار أن كل التطورات الإيجابية هذه ليس ببعيدة عن (علم ورضا) ، السعودية وامريكا.
• الحد او لربما التضييق الاثيوبي من دعم الجناح السياسي للميلشيا ، ولربما يكون قدوم “يوسف عزت” لأديس تزامناً مع زيارة البرهان بغرض (تنويره) ومناقشته حول المستجدات هذه.
• لا نتوقع بروز منبر تفاوضي جديد ، ولكن نتوقع اتضاح معالم شكل جديد للتفاوض من خلال الإبقاء على (منبر جدة) برمزيته ووساطته الحالية مع (أفرقة) كواليسه بمنح الميسرين الأفارقة كآفة صلاحيات التسيير والرعاية.