تصاعد الضربات الأميركية في سوريا علي أهداف إيرانية
تتجه الأوضاع نحو التصعيد أكثر بين القوات الأميركية والفصائل الموالية لإيران في العراق وسوريا، مع الضربتين اللتين وجهتهما واشنطن الإثنين، لمواقع الحرس الثوري الإيراني ولفصائل موالية لطهران في البوكمال والميادين شرقي سوريا.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن القوات الأميركية نفذت ضربات جديدة وصفها بـ”الدقيقة” على منشآت في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني، وجماعات مرتبطة بإيران.
وأوضح أوستن، وفق بيان لوزارة الدفاع الأميركية، أن “الضربات استهدفت منشأة تدريب ومخبأ بالقرب من مدينتي البوكمال والميادين شرق سوريا”، لافتا إلى أن الضربات “تأتي ردا على الهجمات المستمرة ضد أفراد أميركيين في العراق وسوريا”.
أولوية بايدن
وشدد أوستن على أن “الرئيس بايدن ليست لديه أولوية أعلى من سلامة الأفراد الأميركيين، وقد وجه بتحرّك اليوم، لتوضيح أن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها”.
فيما قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا إن الضربات الجوية جاءت “ردا على الاستفزازات المستمرة من قبل الحرس الثوري الإيراني، والجماعات المرتبطة به في العراق وسوريا”.
قتلى وجرحى
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 8 عناصر موالين لإيران في “ضربات أميركية في سوريا، بينهم عراقيون وسوري على الأقل”.
وأضاف المرصد أن عدد القتلى بعد الضربات الجوية الأميركية “مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم بحالات خطيرة”.
كما وكشف المرصد في بيان عن تعرض “قاعدة حقل كونيكو للغاز التابعة لقوات “التحالف الدولي” بريف دير الزور الشمالي، لقصف صاروخي مصدره الميليشيات المدعومة من إيران بعد منتصف ليل الأحد – الإثنين، حيث تعرضت القاعدة للقصف بنحو 15 صاروخا في أعنف قصف من داخل الأراضي السورية”.
البيان أضاف: “كما هاجم طيران مسير تابع للميليشيات قاعدة حقل العمر النفطي التابعة للتحالف في ريف دير الزور الشرقي بعد منتصف الليل أيضا، فيما دوت انفجارات في منطقة قاعدة الشدادي التابعة لقوات التحالف بريف الحسكة”.
تغيير قواعد الاشتباك
ويرى خبراء أن الضربات الأميركية هذه علامة على تغيير قواعد اللعبة، وأن واشنطن سترد بقوة في ظل تواصل استهداف قواتها في العراق وسوريا، وهو ما قد يقود للانزلاق نحو مواجهة واسعة، كما وقد يشكل ردعا لهجمات الفصائل الموالية لطهران.
سيناريوهات الفعل ورد الفعل
يقول المحلل والزميل بمعهد ستيمسون الأميركي للأبحاث، عامر السبايلة، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”:
صحيح أنها ليست المرة الأولى التي ترد فيها واشنطن على هجمات الفصائل المتزايدة على قواتها منذ منتصف الشهر الماضي، لكن يمكن القول إن مرحلة جديدة من الرد والتصعيد بدأت مع ضربات اليوم، والتي بدا واضحا من الإعلان الأميركي عنها أنها ستتسع مع استمرار استهداف القوات والقواعد الأميركية، من قبل وكلاء إيران من اليمن للعراق وسوريا.
ولهذا فالولايات المتحدة في حالة تأهب، وهي ستعمل على تكثيف ضرباتها وهو ما يزيد من احتمالات انغماسها العسكري في الأزمة بصورة أكبر، وتوسيع رقعة الصراع من جهة، لكنه كذلك قد يردع الهجمات على قواعدها.
بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي جمال آريز، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”:
هذه التطورات المتلاحقة ليل الأحد/الإثنين، هي نذير تصعيد قد يتسع نطاقه أكثر، خاصة في ظل سقوط قتلى وجرحى، وهو ما ينذر بتوسيع دائرة الحرب في غزة لتشمل جبهات وبلدانا أخرى.
واشنطن رغم تلقيها عشرات الضربات لقواعدها في العراق وسوريا على مدى شهر، كان واضحا أنها تحاول ضبط النفس وعدم الرد بصورة واسعة، وهو ما يبدو أنه قد تغير، فضربات الإثنين تشير لبدء مرحلة مختلفة من رد فعل الأميركي ولتغيير قواعد الاشتباك.
لا شك أن المنطقة تحبس أنفاسها، وفي ظل استمرار الحرب وتوتر الأجواء الإقليمية والدولية، فإن التصعيد على حافة الهاوية، سرعان ما قد يتطور لانزلاق ونشوب مواجهة مباشرة ومفتوحة بين الأطراف.