الكتاب

عمار عركي يكتب.. لقاء سلفاكير بالسيسى : ابتزاز .. أم تطمين.؟

• الزيارة الغير معلنة التى قام بها سلفاكير للقاهرة ليوم واحد رافقها خلالها مستشاره الأمنى والسياسي “توت قلواك” ، رغم ما أعلن عن بحثها لعدد من الملفات ، إلا أننا نعتقد بأن ملف السودان هو سبب ومحور الزيارة ، نظرا للتحولات التى طرأت فى مواقف قمة دول الجوار الستة الذى تتزعمها مصر من خلال دعوتها لها فى قمة القاهرة فى مايو الماضى.
* شابه القمة تحولات فى المواقف لعدد من تلك الدول ،التى تماهت وانحازت لمليشات. الدعم السريع المتمردة، بما يتنافي مع موقفها ورؤيتها المعلنة إبان قمة القاهرة.
• فى بداية الحرب فى السودان ، تطابقت رؤية وموقف “جنوب السودان و مصر”، وتم تمرير هذه الرؤية المشتركة لدول جوار السودان الستة والتى خرجت باعلان قمة القاهرة عن مواقف حاسمة ورؤية واحدة متبنية الموقف المصري القاطع على اساس ( عدم التدخل الخارجي ، المحافظة علي المؤسسات السُودانية القائمة ، الحوار السودانى سودانى للحل ).
• الفترة التى أعقبت قمة القاهرة ، مرت مياه كثيرة تحت جسر ذاك.الإعلان ، ونكصت عنه بعض الدول وانحازت بشكل صريح وسافر لملشيات الدعم السريع المتمردة مثل (تشاد ، افريقيا الأوسطى ، أثيوبيا) ، وبشكل أو بآخر (جنوب السودان)، بحسب المؤشرات و الشواهد والتقارير التي تفيد بتماهيها وانحيازها للملشيات .
• كثير من الإغراءات والضغوط الخارجية والإقليمية أثرت فى مواقف تلك الدول ورجحت كفتها لصالح الانحياز والتأييد والدعم لمليشات الدعم السريع ، من بينها (جنوب السودان) ، وألقت بظلالها على تعاطى سلفاكير ومن خلفه مستشاره الأمنى والسياسي والحليف الشخصى للميلشيات “توت قلواك” ، الذى يلعب دورا كبيرا بجانب (ابي احمد) فى استقطاب “سلفاكير” ودفعه للإنضمام لنادى الرؤساء المتأمرين (أبى احمد ، وكاكا ، تواديرا ، وليام روتو)، بحسب خطة “الإمارات” الرامية الى الإحاطة بالسودان ومحاصرته عبر جيرانه.
• بكل الحسابات ، هذا الموقف الجديد تتضرر منه “مصر” بشكل مباشر ، ويلقى بظلاله على الأمن القومى المصرى ومصالحها الإستراتيجيا في المنطقة ، كما ان هذا الموقف تجاه السودان قارب كثيرا بين أثيوبيا وجنوب السُودان وارتفعت معدلات التفاهم مما يجعل “مصر” فى قلق وتوجس من هذا التقارب الذى بدوره يُشكل تهدداً إستراتيجياً على (مصر).
• وبالرجوع لمضامين المؤتمر الصحفى للرئيسين سلفاكير والسيسى ، وبإعادة قراءة الخطابين ، نجد بين السطور كثير ما يؤيدة فرضية تحول موقف سلفاكير ، وذلك من خلال التناقض والتباعد فى مواقف الخطابين.
• فخطاب السيسي جاء مطولا ، وتناول بإسهاب وتفصيل ملف السودان برؤية ومفردات واضحة تماثل موقفه فى خطابه السابق فى الزيارة السابقة لسلفاكير بخصوص مناقشة الوضع فى السودان
• سلفاكير خطابه كان قصيراٍ جدا ، وعلى قصره جاء متناقض مع خطاب السيسى ، خصوصا بحثه ملف السودان بالتركيز على الجانب “الانسانى”، والذى لم يرد فى خطاب السيسى
• سلفاكير خطابه السابق الذى جمعه مع السيسى قال حينها بكل وضوح ( لا احد يساعد السودان حالياً “عدا مصر وجنوب السودان” على حد تعبيره مؤكداً ضرورة تشاور البلدين بشأن قضايا السودان، وأكد سلفاكير على العمل بين بلاده ومصر لتأييد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان) ، واستعاض عن ذلك فى خطابه الأخير (بضرورة الحوار) لمعالجة الأوضاع فى السودان.
* أما مستشار “توت قلواك” قال فى مناسبة سابقة لفضائية “القاهرة الإخبارية” قبل القمة “ان رؤساء دول جوار السودان سيلتقون فى مصر قريبا لبحث الأزمة السودانية مؤكداً بأي حال من الاحوال أن ” الدعم السريع لا يمكن أن يكون بديلا للجيش السودانى”.

• خلاصة القول ومنتهاه:

• بعد قراءة وتحليل الزيارة ، مقارنة مع المعطيات والتطورات الأخيرة فى ملف الحرب بالسودان نتوقع أن يكون سلفاكير قد زار القاهرة لواحد من ثلاثة أو الثلاثة معاً : –
-تنوير القاهرة ووضعها في الصورة وتبرير دواعى تغيير الموقف المتفق عليه.
– تطمين القاهرة.حيال ابعاد وتداعيات موقفه الجديد المنحاز للميلشيات.
-إبتزاز القاهرة بهذه الموقف لتحقيق مكاسب مادية ومصالح مادية سياسبة ، وإن كان ثمن الموقف الجديد المقدم ، ليس مقدور القاهرة تقديمه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى