الكتاب

عبدالمنعم شجرابي يكتب.. أضرب واهرب .. الإدمان الحميد

* حاولت التعافي من ( مرض ) الكتابة اليومية بسبب ( القرفة ) التي أصابتني بسبب ( القرف ) الذي أصاب الوطن من دمار وخراب وفشلت فشل النازحين واللاجئين في البقاء تحت ويلات الحرب وبحساب الكتابة هي التنفيس ( والإدمان الحميد ) أعود إليها ( اضرب واهرب ) بعد أن عادت الزرقاء زرقاء في ليل سوداني ( حالك السواد )

*** أكتب والمرافق هدمت والخدمات عطلت .. والمستشفيات سألت بأي ذنب قتلت .. لتتحول البيوت والشوارع إلى مقابر وحتى سماء أمدرمان الزرقاء زرقة الهلال غطاها ( الدخان الأسود ) لتفقد كل الأشياء بريقها ولونها وطعمها ورائحتها وصوت تفاؤل يأتي من جوف الأرض وعنان السماء

( ألا خوف علينا ولا يحزنون )

*** ابدأ باسم الله الكتابة اليومية بعد نصف العام وزد عليه كثيراً والمدينة الرياضية التي كانت الحلم والعشم ( دمرت تدميراً ) .. والجوهرة الزرقاء حذف منها الجنجويد ( الزرقة ) ودنسوا خضرة ملعبها ورصوا التاتشرات والمدافع على أبوابها وعلقوا ( الكدمولات ) بغرف اللاعبين ( قذرة )

*** استاد المريخ تحول إلى ( زريبة ) رعت فيها ( البهائم ) من تشاد والنيجر وبلاد أخرى من غرب أفريقيا وما تبقى منها أصبح مقابر لغزاة ( مجهولي الهوية )

*** أكتب والهلال ( غريب ) وليس ( مغترب ) بتنزانيا والمريخ ( مشتت ) .. والوادي ( مشفشف ) بعد أن ذهبت نيالا والهلال راح بعد أن ( راحت ) كادوقلي وكان الله في عون الهلال والمريخ الفاشر وحيدوب النهود والمريخ الجنينة وبعطبرة الحبيبة يبقى الأمل ( والأمل )

*** أكتب وفي النفس ( حتى ) .. وفي الحلق ( غصة ) .. اكتب بقلب مفجوع .. وكبد مقطوع .. وعين دامعة .. وفشفاش مهرود ( ومغصة تكتل ) ووطني ما بين قاتل ومقتول .. ونازح ولاجئ .. والموت يسيطر .. والعيش ضنك .. والعلاج شاح .. والخدمات عدم

*** أكتب ومن بعيد يزحف الأمل فاتحاً الباب لسودان جديد زاهٍ وباهٍ وأجمل وأروع أكتب وأنا ( اضرب ) الشر ( واهرب ) إلى الخير وسأجده وتجدونه في بلد فقده حيناً من الدهر ولا ولن يفقده باذن الله مستقبلاً

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى