سهير عبد الرحيم تغرِّد.. البرهان …قائدٌ بنصف عين
يتحدث رفاقُك ورجال الصف الأول حولك بأنك قناص ماهر تُجيد التصويب بدقة متناهية ورصاصتك لا تخطئ هدفاً؛ حتى قولهم بأن الإصابة المباشرة للجنجويدي حميدتي ( حرامي الإبل) و قائد الميليشيا كانت من بندقيتك الخاصة.
ولكن على ما يبدو أن المهارة العالية في التصويب والتي تجعل إحدى العينين مغمضةً هي ما جعلتك دوماً لا ترى الصورة كاملة، فكانت حقبتك في الجيش الأسوأ على الإطلاق في تاريخ المؤسسة.
رؤيةٌ بنصف عين جعلتك تُربي أفعى سامة داخل أسوار القيادة العامة فظلت تتكاثر وتتناسل و تنفث سمومها هنا وهناك و تخلع جلدها بجلد أقوى وتلدغ في الرجال الأنقياء، ليخرج في كل مرة نعشُ جنرال بارز من أسوار القيادة تحت نظرك المطفأ وبصيرتك القاصرة و مباركتك المشؤومة.
يخرجون تحت بند إعفاءات وإقالات، والأفعى تتمدد وتتمطى و تتلوى حتى التفَّت نحو عنقك وأنت في غفوتك، هل تذكرُ حين كتبت لك قبل أكثر من عامين عن الطائرات التي تهبط في الجزء الشمالي من مطار الخرطوم تحمل الدولار والسلاح وتغادر محملةً بالذهب …؟!! و كانت تقارير جهاز المخابرات حاضرةً في درج مكتبك قبل أن تأمر بتسليم نسخة مماثلة للأفعى…؟؟؟ ماذا عسانا نقول عن العين المطفأة؟
الآن وحتى لا نبكي على اللبن المسكوب قد حذرناك منذ بداية الحرب ….إياك وجدة ….إياك وجدة ….إنها غابةٌ من الحسكنيت!!.
لم تستمع النصح وأرخيت سدول أذنيك للهتِّيفة مُجدَّداً؛ الذين يُدركون كيف يُذرُّ الرماد في العيون، فما بالك برجلٍ بنصف عين؟!!.
أتدرك ما الذي يعتصر قلبي في هذه اللحظة؟ ليس سقوط نيالا لأنه ما زالت و ستظل ثقتنا في الرجال الأشداء الأقوياء في الجيش وهيئة العمليات ووحدة العمليات الخاصة والمستنفَرين في المعسكرات الذين يعملون بثلاث عيون وليست اثنتين؟ ثقتنا فيهم وفي الله كبيرة ، إنهم قادرون على الانتصار للوطن.
ولكن أوجعني بيان الوساطة السعودية والذي جعلكم في ورقة واحدة مع الميليشيا كُتب عليها (أعضاء وفد الجيش و وفد قوات الدعم) ، كيف بالله عليك تُصدر قراراً بحل قواتٍ ثم تبعثُ وفداً من جيشك ليتفاوض معهم؟!!.
خذها مني نصيحة.. الرؤية بنصف عين يمكنك استدراكها إن أردت ، ولكن رأسك المطأطأ يحتاج عزماً وعزيمة.
العزيمةُ إن لم تكن تعرفها يا رجل تبدأ بأن تسحب وفدك من جدة فوراً و تعود إلى الخرطوم لتقود المعركة بنفسك ، فالرجال والقادة موجودون في الخرطوم وليس بورتسودان.
جيش # واحد # شعب # واحد #
النصر # للقوات # المسلحة#
دحر # الميليشيا #
لا # لمفاوضات #جدة