*الدعم السريع و بداية النهاية* *د. عبدالباقي الشيخ الفادنى المحامى*
*الدعم السريع و بداية النهاية*
*د. عبدالباقي الشيخ الفادنى المحامى*
* على الرغم من ضرورة التخصصية المهنية والإلمام الأكاديمى الإستراتيجي العسكرى لتقييم المعارك العسكرية ، ولكن بشكل عام وبناءً على قراءة الاحداث والوقائع والتطورات على الأرض بعين المراقب والمتابع ، وبمنظور المعايشة والمواكبة ، نستطيع القول ان قراءتنا فى مجملها تشير الى خواتيم المعركة العسكرية.
* فالحرب ضد تمرد الدعم السريع ، إمتدت لقرابة السبعة أشهر قدم فيها الجيش ملاحم خالدة سيذكرها التأريخ و خاض حرباً إستثنائية لم يألفها سجل السوابق الحربية الدولية التى مورست من قبل على أرض الواقع رغم أنها موجودة في المناهج العسكرية و ميادين التدريب شهدت تخريج الكثير من الدورات التدريبية في حرب المدن.
* أثبت الجيش مهارة فائقة في الإستراتيجية العسكرية لإدارة معارك تلك الحرب عبر أدوات ووسائل قوات العمل الخاص و الطيران الحربي و الطيران المسير و المدفعية
* نجحت تلك الإدارة بجدارة فى إنهاك قوات المليشيا المتمردة و تقطيع أوصالها و ذلك عبر تقليل الخسائر في جانب قواتنا المسلحة و تكبيد العدو خسائر كبيرة سواءً عن طريق صد الهجوم المتتالي للمواقع العسكرية و الفرق و الوحدات في العاصمة و الولايات او عن طريق الهجوم المباغت السريع لأماكن تواجد و تمركزات المليشيا المتمردة بقوة قليلة ماهرة و الطيران المسير اللذين أدخلا المليشيا في ذعرٍ جعلهم يفرون من ميدان المعارك أو يختبؤن في أماكن أخرى بعيدة عن مناطق سيطرة قواتنا المسلحة .
* فبالتالى كانت تلك مؤشرات على قرب نهاية المعركة والتى أفضت لوقائع وحقائق مؤكدة منها :
– خلال الفترة الماضية التي إمتدت لقرابة الشهر لم تشهد المناطق العسكرية التي كانت تستهدفها المليشيا المتمردة بالهجوم المباشر و المتتالي أي هجوم في تلك الفترة .
– ظهور بقايا المليشيا المتمردة في مناطق طرفية لولاية الخرطوم كانت بعيدة من مناطق سير المأن عارك و هذه المناطق لا يوجد بها أي وحدات أو حاميات عسكرية.
– إستسلام كثير من شراذم المليشيا للقوات المسلحة حفاظاً على أرواحهم دليل على قلة الإمداد و العتداد و الأفراد إضافة للهزيمة النفسية و تدني الروح المعنوية .
– لجوء المليشيا للقصف العشوائي للمناطق السكينة يستنتج منه أن المليشيا تضغط على القوات المسلحة التي تطوقها لفتح ممرات للخروج الآمن لها أو الذهاب للمفاوضات من أجل إيقاف الحرب للحفاظ على المتبقي منهم و ذلك لإيجاد موطئ قدم للفترة القادمة بعد قناعتهم بخسارة أهدافهم التي قامت من أجلها الحرب .
– ضعف إعلام المليشيا و الذي كان يفوق إعلام الجيش و ظهر ذلك جلياً في قلة عدد البث المباشر لكوادرهم الإعلامية سواءً كانوا في ميدان المعركة أو خارجه مع ملاحظة توقف فبركة رسائل قائد المليشيا الهالك حميدتي .
* أخيرا ، أقول أن ما تبقى من فلول المليشيا ليسو من كانوا يقاتلون في خلال السنة الأشهر الأولى من الحرب فتغير الأهداف في الفترة الأخيرة أصبح ظاهراً . بشكل لا يخرج من سيناريوهين :
– إنتشار كبير للقوات المسلحة في كامل أرجاء ولاية الخرطوم و ذلك لتنظيفها من متبقي المليشيا المتمردة بعد قطع إمدادهم و تحقيق خسارة كبيرة فيهم عبر العمل المتواصل من قوات العمل الخاص و المسيرات و المدفعية .
– إستمرار عمليات الإستسلام و هروب البقية لمناطق ولاياتهم حيث الحاضنة الإجتماعية و التي تشكل لهم حماية .