عالمية

مسؤول طبي بغزة يكشف تفاصيل الوضع الصحي ويقول لا مكان لجثث جديدة

كشف مدير عام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الدكتور محمد أبو سليمة، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن تفاصيل الأوضاع الصحية والإنسانية الصعبة خلال الوقت الراهن، وسط دعوات الجيش الإسرائيلي لسكان القطاع بإخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا، وسط ترجيحات ببدء هجوم بري وشيك.

وقال “أبو سليمة” إن “الوضع صعب للغاية، إذا لا يزال الجرحى والشهداء يتوافدون بأعداد كبيرة للغاية إلى المستشفى طوال الوقت”.

ويعتبر مجمع الشفاء الطبي، وهو أكبر مستشفى في القطاع المكتظ بالسكان، ويخدم ما يزيد على مليون شخص داخل غزة.

وكانت الأمم المتحدة دعت إسرائيل بقوة إلى إلغاء أوامرها لأكثر من مليون شخص يعيشون في شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم، والتوجه جنوبا، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي.

وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى من وقوع كارثة إذا اضطر هذا العدد الكبير من الناس إلى الفرار، وقالت إنه ينبغي رفع الحصار للسماح بدخول المساعدات.

 حصار ونقص إمدادات

وبشأن موقف الإمدادات والمستهلكات الطبية وتداعيات الحصار المفروض على القطاع، أوضح مدير مجمع الشفاء الطبي، أن الوضع الراهن يشمل:

القوات الإسرائيلية تمنع المياه والكهرباء والطاقة والمواد الغذائية عن قطاع غزة منذ 7 أيام، وبالتالي أثر ذلك بشكل فادح عن المستشفيات كافة.
مستشفى الشفاء خرج عن السيطرة؛ لأن أعداد الجرحى الذين يأتون إلينا أكبر من الطاقة الاستيعابية للمستشفى، إذ يستوعب 500 سرير، ويوجد به الآن 1000 جريح ومريض، كما أن غرف العمليات كلها مشغولة.
الكثير من المرضى يتواجدون الآن بالطرقات وعلى الأرض ولا نستطيع تقديم الخدمة لهم، وكل دقيقة يأتي إلينا مصاب جديد.
المستهلكات الطبية التي كانت بحوزتنا نفدت، والطواقم الطبية لم يغادروا أماكن عملهم منذ 7 أيام.
ورغم ذلك، فهناك استهداف أيضًا لسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، إذ استهدفت إسرائيل 25 من سيارات الإسعاف التي جرى تدميرها، وتسببت في مقتل 15 من المسعفين خلال الأيام الماضية، وباتت هناك مخاوف من تحرك سيارات الإسعاف لإجلاء الجرحى وهذا ما تدينه كافة الأعراف الدولية.
غزة أصبحت منطقة منكوبة، ويجب إدخال المساعدات الطبية للقطاع وإقامة المستشفيات الميدانية والدعم بالطواقم الطبية لإنقاذ الموقف
الوضع ليس سهلًا ولا يوجد خيار إلا البقاء داخل أراضينا ولن نقبل بدعوات تل أبيب للنزوح؛ لأنه واقعياً لن نتمكن من ذلك، فسيارات الإسعاف تأتي إلى المستشفيات كل دقيقة، وثلاجات الموتى لم يعد بها مكان لوضع شهداء جدد.
الوقود اللازم لتشغيل المولدات يكفينا لغدٍ الأحد أو الإثنين على أقصى تقدير، وإذا انقطعت تلك المولدات ولم يتم توفير الوقود لها، سيكون هذا المستشفى عبارة عن مقبرة جماعية وليس لمداوة الجرحى.
هناك 120 جريحًا على التنفس الصناعي، وكذلك قسم الحضانات، ولا يمكن أن تعمل تلك الأجهزة بدون كهرباء، والذي يهدد بتوقف محطات الأكسجين، وستكون هناك كارثة إنسانية حقيقية، ومخاوف من انتشار الأوبئة في قطاع غزة لأن البلديات لا تعمل، والنازحون وضعهم صعب.
لم أر في حياتي مثل هذا المشهد، عاصرت جميع الحروب على القطاع والاعتداءات وهذا لم يحدث من قبل.

تحذير أممي
وفي حين دعت الأمم المتحدة بقوة إلى إلغاء أي أمر من هذا القبيل، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الإخلاء الجماعي “سيمثل كارثة للمرضى والعاملين الصحيين وغيرهم من المدنيين الذين سيبقون في المنطقة أو يعلقون في أثناء حركة النزوح الجماعي”.

وقالت المنظمة إنه مع استمرار الغارات الجوية وغلق الحدود، لا يوجد أمام المدنيين مكان آمن للجوء إليه، كما أن نصف سكان غزة تقريبًا أصغر من 18 عامًا، ومع نفاد الإمدادات من الغذاء المأمون والمياه النظيفة والخدمات الصحية، وبدون مأوى ملائم، سيزداد خطر إصابة الأطفال والبالغين، بمن فيهم المسنون، بالأمراض

وأبلغت وزارة الصحة الفلسطينية، المنظمة أنه من المستحيل إجلاء المرضى الضعفاء من المستشفيات بدون تعريض حياتهم للخطر، فهؤلاء المرضى منهم مصابون بإصابات خطيرة ومنهم مرضى يعتمدون على الأجهزة للبقاء على قيد الحياة، ونقلهم وسط الأعمال العدائية يعرض حياتهم لخطر مباشر.

وطالبت الصحة العالمية بإنشاء ممر إنساني فورًا لتوصيل الإمدادات اللوجيستية والطبية بأمان إلى مرافق الرعاية الصحية في غزة، بما في ذلك إيصالها عن طريق معبر رفح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى