أخبار

لجان المقاومة تعلن ميثاقا جديدا لتأسيس سلطة الشعب

الخرطوم- صوت السودان

أعلنت لجان المقاومة، في السودان، الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، دعت فيه إلى وقف الحرب وتسليم السلطة للمدنيين.

 

 

نص الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب

بيان صحفي:

“ﻫﻼّ ﺍﺑﺘﻜَﺮْﺕَ ﻟﻨﺎ
ﻛﺪﺃﺑِﻚ ﻋﻨﺪ ﺑﺄْﺱِ ﺍﻟﻴﺄْﺱِ
ﻣﻌﺠﺰﺓً ﺗﻄﻬّﺮُﻧﺎ ﺑﻬﺎ
ﻭﺑﻬﺎ ﺗُﺨَﻠِّﺺُ ﺃﺭﺿَﻨﺎ
ﻣﻦ ﺭﺟْﺴِﻬﺎ
ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺎﻟﺤَﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ
ﻭﺗﺰﺩَﻫِﻲ ﺍﻷﺭﺽُ ﺍﻟﻤﻮﺍﺕْ ؟
ﻋﻠّﻤﺘﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦُ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡْ
ﻓﻦّ ﺍﻟﻨّﻬﻮﺽِ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡْ”

من بين ركام الحرب وتحت دوي المدافع وزخات الرصاص انعقدت اجتماعات الجمعية العمومية للميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، تأكيداً على قدرة شعبنا المعلم على ترتيب صفوفه واستجماع أنفاسه وامتصاص صدمة بشاعة وعنف حرب الخامس عشر من أبريل الدموية، وسعيه لاسترداد مسار الثورة تحت كل الظروف، كان اجتماع الجمعية العمومية مؤتمراً عاماً للشعب السوداني بكل شعوبه ومجتمعاته ومكوناته جمع بين معظم تروس ومقاومي البلاد بكل سحناتهم وثقافاتهم وإثنياتهم وأديانهم وكريم معتقداتهم، ليؤكد قدرة السودانيين على تجاوز دعوات وخطابات الانغلاق والانكفاء والاصطفاف الإثني، وعلى قدرة ثوار البلاد على التوافق على رؤية مشتركة لمواجهة الحرب الراهنة وتركتها، وعلى أن الوجدان الجمعي للشعب السوداني لا زال عصياً على التمزق.

ناقش الاجتماع تحليل طبيعة الحرب الحالية وفقاً لمنهج ومرجعيات الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، والموقف منها ومن أطرافها ورؤية الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب حول إنهاء الحرب واستعادة مسار الثورة والتحول المدني الديموقراطي، عبر مخاطبة كل تراكمات أزمة الحرب والسلام في الدولة السودانية منذ الاستقلال الوطني وحتى الآن، وضرورة السعي الجاد لتحويل الحرب الحالية لآخر حرب في السودان الحديث عبر معالجة جذور أزمة الحرب بصورة جذرية.

لجان المقاومة المنضوية في الميثاق الثوري لتأسيس سلطة؛ وإذ تحي جماهير الشعب السوداني في معسكرات النزوح واللجوء ودور الإيواء، وكل الضحايا والمتضررين من الحرب الراهنة وتترحم على الشهداء وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وتملكهم وكل جماهير الشعب السوداني رؤيتها لإنهاء الحرب واسترداد مسار الثورة واستعادة القرار السياسي لصالح المدنيين لتدشن معهم مساراً سياسياً مدنياً لحل المليشيا وإعادة هيكلة الجيش واسترداده لصالح الشعب السوداني واستكمال مسار ومهام ثورة ديسمبر المجيدة، تؤكد على النقاط التالية التي تم تداولها في الاجتماع:

1- أن الحرب الراهنة أكدت صدق؛ وعملية شعار الحركة الجماهيرية الخالد “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل”، بعد أن أثبتت كل انتهاكات وفظائع وعنف ودموية مليشيا الدعم السريع، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها في الخرطوم ودارفور وكردفان، عدم قدرة وأهلية هذه المليشيا على التحول إلى قوات نظامية تحمي الشعب السوداني وتصون ممتلكاته وحريته وكرامته، كما أكدت على حقيقة أن ولوغ الجيش في السوق والسياسة سيكون على حساب مهنيته واحترافيته وقدرته على الاضلاع بمهامه الأساسية في حماية الشعب والوطن، وعلى أن فساد كبار جنرلات الجيش وتسيسهم وتحولهم إلى سياسيين وسماسرة في السوق أضعفت الجيش السوداني ووضعته في حالة العجز والفشل المخجلة الراهنة، في مواجهة مليشيا لا يتجاوز عمرها بضع سنوات، وجعلت من عدم أهلية وشرعية وقدرة قيادة الجيش الحالية على الاستمرار في مهامها حقيقة ماثلة لا يمكن تجاوزها أو انكارها، علاوة على تورطهم في عملية تمكين وتقوية نفوذ المليشيا، وفي ارتكاب جرائم حرب قبل وبعد الحرب الحالية، وفي جريمة فض اعتصام القيادة العامة، وغيرها من سجل الجرائم والانتهاكات.

2- أثبتت وقائع استمرار الحرب إلى ما يقارب الستة أشهر حقيقة عدم قدرة أي جهة على حسم الصراع عسكرياً، وعلى أن الإصرار على استمرار الحرب قد يعني امتدادها لفترات أطول سيكون ثمنها هو توسع نطاق الحرب، وتعميق تمزيق النسيج المجتمعي والسلم الأهلي وتوقف الحياة المدنية، واستمرار النزوح والانهيار الاقتصادي وانهيار العملة الوطنية وتدمير البني التحتية، وانعدام الخدمات الصحية والتعليمية وفشل الموسم الزراعي بصورة تهدد الأمن الغذائي بصورة ستجعل من المجاعة أمراً واقعاً، وتفاقم من معاناة السودانيين وتجعل حياتهم جحيماً لا يطاق، الأمر الذي يفرض واقع أن المسارات السياسية والمدنية لحل المليشيا وإعادة هيكلة واصلاح الجيش صارت هي الطريق الممكن الموضوعي المتاح الذي يسترد القرار والموقف لصالح جماهير الشعب السوداني؛ لا طرفي الصراع، ويفتح الطريق لاستعادة القرار السياسي المدني عبر أدوات شعبنا السلمية المجربة.

3- سعى مليشيا الدعم السريع لاصدار رؤية سياسية على أساس مرجعيات اللا مركزية وتفكيك (دولة 56) وتفكيك بنية الامتيازات التاريخية لصالح المجتمعات المحلية يؤكد عجز وفشل العقل السياسي للمليشيا عن إنتاج رؤية جديدة؛ يمكن تسويق المليشيا سياسياً من خلالها، وعلى أن الخطاب السياسي للميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب أصبح هو الخطاب السائد والإطار العام والمحدد الرئيسي للمجال السياسي منذ لحظة تدشينه وحتي الآن، حيث أن الميثاق الثوري بني مشروعه علي هذه المرجعيات وحولها لمشروع سياسي ثوري وطني متكامل، وإطار مفاهيمي شامل لمعالجة اختلالات الدولة الموروثة من المستعمر عبر أدوات شعبنا السلمية المجربة، ونحن إذ نثبت حتمية عدم القدرة على تحقيق هذه الشعارات عملياً وجدلياً عبر العمل العسكري، وأن تفكيك دولة الامتيازات التاريخية لا يمكن أن يتم إلا قاعدياً من أسفل لأعلى، عبر تثوير الجماهير في الريف والمدن وتكوين سلطة الشعب قاعدياً بصورة يجد جميع السودانيين أنفسهم فيها، وعلى هذا الأساس نمد أيدينا للمجتمعات السودانية الكريمة التي تستثمر المليشيا في مظالمها التاريخية وتسعي لتحشيدهم كوقود لصراعها على السلطة، نمد أيدينا لهم للعمل سوياً تحت راية -الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب- لمخاطبة هذه القضايا جذرياً في إطار يشمل كل شعوب السودان وعبر أدوات سلمية مجربة، لا تستخدمهم كوقود للحرب ولا تضعهم في مواجهة مع بطش السلطة أو مع بقية المكونات المجتمعية بصورة تضع الفقراء والمتضررين من الأوضاع الراهنة في وجه بعضهم البعض لصالح حملة الامتيازات القدامى والجدد.

4- عجز معظم القوى السياسية عن إدانة انتهاكات المليشيا بشكل واضح ومتكامل، وعن توضيح موقفهم من مستقبلها السياسي والعسكري بشكل كامل، وعدم سعيهم لإصدار تصورات ومقترحات واضحة لعملية هيكلة واصلاح المؤسسة العسكرية أمر مخجل ومخزي، يصب في خيارات تحشيد القطاعات الشعبية الأوسع ضد كل القوى السياسية والمدنية بلا استثناء، ويفتح الباب لعسكرة الحياة السياسية وصنع خطاب مضاد للثورة والتحول المدني الديموقراطي ككل، ويطعن ثورة ديسمبر المجيدة في الخاصرة بكل تضحياتها وبسالاتها، بصورة ستصنع فرزاً سياسياً جديداً، عماده الموقف من حرب أبريل وانتهاكات أطرافها، ويستدعي من العقلاء والمبدئيين في كل القوى السياسية بلا استثناء التحرك العاجل لتوضيح مواقفها بشكل موضوعي وارجاعها لجادة الصواب.

5- سعي فلول النظام البائد لإعادة إنتاج وتسويق أنفسهم ومليشياتهم وكتائبهم الدموية الوالغة في دماء الثوار عبر الحرب الراهنة، وفرضها على الجيش من خلال قيادة الجيش الفاسدة والمسيسة الحالية، والتحشيد الشعبي لخيارات استمرار الحرب وتعميق عملية تمزيق النسيج الاجتماعي، لن يفلح في إعادتهم إلى السلطة أو حتى فتح المجال لعسكرة الحياة السياسية في أسوء الفروض، بل سيجعل الحرب الحالية هي نهايتهم وانتحارهم السياسي، وعزلتهم النهائية بتحميلهم فواتير صناعة مليشيا الدعم السريع، واختطاف قيادة الجيش والتعبئة والتحشيد لمحارق الحرب الحالية والدعوة لاستمرارها فوق دماء وجماجم السودانيين.

6- لن ينسي شعب السودان مواقف الدول التي اختارت طريق زيادة نزيفه ومعاناته؛ عبر إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى حرب بالوكالة على حساب دماء الشعب السوداني وحياته وممتلكاته. باسم الشعب السوداني ونازحيه ولاجئيه وكل ضحايا حربه التي قاربت الست أشهر، نناشد شعوب دولة الإمارات وروسيا ومصر والسعودية وقطر وتركيا، بأن المواقف التي ترمي إلى تحويل أرض السودان إلى “جمهورية موز” عبر تهريب السلاح والاصطفاف السياسي والدبلوماسي والإعلامي مع أطراف الحرب لا يليق بشعوب العالم الحرة المحبة للسلام، وأن إرادة حكوماتهم يجب أن تصب في دعم تطلعات الشعب السوداني في وقف الحرب وتعزيز تطلعات الحرية والسلام والعدالة والتحول الديموقراطي وتسليم السلطة للمدنيين، وأن تضامن الشعوب الحرة من أجل السلام والعدالة صار ضرورة مرحلة، قبل أن يتحول الصراع الحالي إلى مضمار العداء بين الشعوب بدلاً عن الأنظمة والحكومات.

كل السلطة والثروة والسلم والسيادة والقرار السياسي للشعب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى