أخبار

تحالف القوى المدنية لوقف الحرب يصدر اعلانا مهما

رصد- صوت السودان
إضافة إلى كوارث الحرب وما يعانيه الشعب السوداني من آلام عظام، أدت الحرب غير المسبوقة في قسوتها وطريقة إدارتها في المدن ووسط المدنيين إلى تدني مستوى النظافة وانتشار جثث البشر والحيوانات النافقة في مختلف بقاع العاصمة إلى تدهور في صحة البيئة الأمر الذي ادي الي انتشار وباء الكوليرا الفتاك في عدة مناطق من العاصمة، والتي تشهد عنف وقتل غير مسبوق وامتهان للكرامة الإنسانية لم يحدث في التاريخ الحديث للدولة السودانية.

وقد تمدد وباء الكوليرا في العاصمة المنكوبة ووصل إلى مناطق شرق النيل ومنها انتقل إلى ولاية القضارف التي لاتزال تعاني من حمى الضنك والتي انتشرت في السودان منذ العام 2022.

ويعد ظهور حمى الضنك نتيجة حتمية لتدهور الوضع الاقتصادي وتدني صحة البيئة منذ الانقلاب العسكري على الحكومة الانتقالية في أكتوبر 2021 وما صاحبه من فشل وإهمال في إدارة بنية الدولة والخدمات الأساسية بالكامل.

ورغم انتشار الكوليرا في الخرطوم إلا أن حالة الحرب والفوضى وانعدام الخدمات الصحية لا تتيح معرفة مدى تفشي الوباء.

ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية وتقرير وزارة الصحة الاتحادية فقد تأكد انتشار وباء الكوليرا في كل من ولايتي الخرطوم والقضارف و أن هناك ما يزيد عن 264 حالة مشتبه فيها، كما أن هناك عدد من الوفيات التي تم رصدها.

وتنتشر حمى الضنك في مختلف مدن وأرياف السودان مسببة أعداد مهولة من الوفيات تحديدا بين الأطفال والأفراد من ذوي الأمراض المزمنة.

يحدث كل ذلك بينما يعاني إنسان السودان من الإهمال التام من قبل المجتمع الدولي الذي لايزال يتباطأ في تقديم ابسط المعونات الانسانية بينما تضيّق دول الجوار الخناق كل يوم على السودانيين الهاربين من جحيم الحروب والموت والعنف الذي يتربص بهم في كل لحظة، بداية من انتهاكات الدعم السريع للمدنيين في منازلهم والعنف الجنسي ضد النساء والبنات وقتل المدنيين العزل والسرقة والنهب وانتهاءا بالقصف العشوائي المتبادل بين الجيش والدعم السريع.

بينما يتسبب سوء الإدارة والفساد المؤسسي السائد في سلطة الأمر الواقع المتمثلة في قيادات المؤسسة العسكرية وحلفائها من بقايا نظام البشير وثلة المشاركين في انقلاب أكتوبر 2021 في تعقيد وتعطيل وصول الإغاثات المحدودة بما في ذلك العلاج للمحتاجين من النازحين الفارين من جحيم الحرب في أقاليم السودان المختلفة.

حيث لا تزال الإجراءات العقيمة المفصلة للسيطرة والنهب سائدة إضافة إلى ضعف الأداء والفساد المستشري مما تسبب في وضع سيل من العقبات في وجه منظمات الإغاثة الدولية و يعيق محاولات وصول العون إلى المحتاجين. يحدث كل هذا بينما هنالك ما يزيد عن الـ 13 مليون من الأطفال في السودان غير قادرين على مواصلة تعليمهم وفى احتياج عاجل إلى الحماية، بينما شبح المجاعة أصبح أمرا واقعا وليس مجرد توقعات وتقديرات.

إن ما يرتكبه الدعم السريع من ناحية، من قتل وتنكيل واغتصاب وما ترتكبه سلطة الأمر الواقع من ناحية اخري من عجز وفساد وعدم مقدرة في حماية المدنيين وتيسير وصول العون الإنساني يضع السودانيات والسودانيين في مخاطر عظيمة.

يحدث كل هذا في ظل واقع سياسي متشظي ونخب سياسية مستغرقة في توجيه الاتهامات لبعضها البعض وفي عزلة تامة عن الواقع والآلام الكبيرة التي يعيشها الناس، إذ تضاءلت واختفت أولويات السودانيين من الخطاب السياسي الذي أصبح جل تركيزه في كيفية الهيمنة والسيطرة على احتمالات الوصول الي الحكم والمزايدة بآلام الشعب.

يحدث كل هذا وقوات الدعم السريع تستخدم أجساد المدنيين والنساء والبنات كأسلحة لخوض حروبها، بينما تستخدم سلطة الأمر الواقع الانقلابية السودانيين كرهائن لممارسة الارتزاق الاقليمي والسرقة الممنهجة، ومن ناحية أخرى يستخدم الساسة المدنيين جراح السودانيين وآلامهم للتقرب من حملة السلاح والوصول إلى سلطة في بلد ربما يبق منها شيء. نحن في تحالف إعلان المبادئ لوقف الحرب واستعادة الديمقراطية نمثل ائتلاف لقوى مدنية تضم العديد من الكيانات المدنية من مجموعات شبابية ونقابية ونسوية وأكاديميون وتجمعات مهنية ونعمل على التقارب والتعاون بين مختلف المبادرات والمنصات المدنية النشطة في وقف الحرب وصناعة السلام استعادة المسار الديمقراطي في السودان.

نحن نعمل على تطوير برنامج للعمل المشترك بين القوى المدنية مع احترام حرية الرأي والتعبير لجميع المكونات المدنية ودفعها للتوافق حول رؤية لوقف الحرب واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي عبر التفاوض السياسي وفقا لآليات تضمن توافق عريض غير معزول عن السودانيين والسودانيات بمختلف مبادراتهم وتجمعاتهم المدنية، وعدم ترك الساحة فارغة للعسكريين املا في الوصول إلى حكم مدني ديمقراطي.

نحن هنا نناشد المجتمع الدولي والمؤسسات الإقليمية والدولية في الاهتمام بالوضع الكارثي الذي يعيشه المواطنين السودانيين والعمل مع المجتمع المدني في السودان على تقديم الاغاثات وسبل الرعاية الصحية وما يتسق وحجم الكارثة الحالية في السودان التي تستنطق الحجر وتدمى القلوب.

ونناشد المنظمات الدولية بالاهتمام بالقطاع الصحي والتعاون مع المجتمع المدني وحكومات الولايات في السودان لتقديم الخدمات للمواطنين في المجتمعات المضيفة مراكز الإيواء ومجتمعات النازحين من دارفور والخرطوم، كما نطالب سلطة الأمر الواقع والحكومات المحلية للأقاليم والمليشيات بالتوقف الفوري عن خوض الحرب البائسة وسط المدنيين، الحرب التي أصبحت ذخيرتها دماء المواطنين والمواطنات السودانيين.

نحن في تحالف القوى المدنية(إعلان المبادئ) نواصل دعواتنا للسودانيين المنخرطين في العمل المدني الساعي إلى إيقاف الحرب وبناء دولة ديمقراطية من القواعد إلى الشروع في التوحد حول رؤية قائمة على مبادئ و أهداف و آليات للوصول إلى تفاهمات واضحة تمكننا من الإسهام في وقف نزيف الحرب ونناشد المجتمع الدولي في مد يد العون وتوفير وتيسير المنصات التي تساعد المجتمع المدني في الالتفاف حول اجندة حد ادني تأسيسية تعبر عن إرادة الشعب السوداني بخلق آليات إيقاف الحرب وإبعاد المؤسسة العسكرية من الهيمنة على السياسة و الاقتصاد في السودان الامر الذي اصبح مسالة حتمية إذا كنا بصدد العمل من اجل سودان مُستقر وامنّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى