الكتاب

ما وراء الخبر- محمد وداعة- السودان وايران ..استئناف العلاقات الدبلوماسية

*ماذا كسب السودان من قطع العلاقات مع ايران؟*
*فوائد مرتجاة من عودة العلاقات شريطة وضعها فى الاطار الصحيح*
*استئناف العلاقات لا يعنى عودة الحسينيات و التبشير بالمذهب الشيعى*
*تخوفات مشروعة من عودة العلاقات فى ظروف الحرب التى يعيشها السودان*
فى 9 أكتوبر 2023 أعلن السودان إعادة علاقاته الدبلوماسية مع إيران بعد 7 أعوام من قطع العلاقات بين البلدين، وفى بيان نشرته وزارة الخارجية السودانية جاء فيه ( قررت جمهورية السودان والجمهورية الإسلامية الإيرانية استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما لخدمة مصلحة البلدين إثر عدد من الاتصالات رفيعة المستوى تمت خلال الأشهر الماضية، وأضاف البيان (اتفقت الحكومتان على تطوير العلاقات الودية بينهما على أساس الاحترام المتبادل للسيادة، والمساواة، والمصالح المشتركة، والتعايش السلمي ،كما تم الاتفاق على توسيع التعاون بينهما في مختلف المجالات التي من شأنها تحقيق مصالح شعبي البلدين وضمان أمن واستقرار المنطقة ) ،
السودان قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في العام 2016م ، بعد اقتحام سفارة المملكة العربية السعودية في طهران ، وطبقآ لما اوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تلقى اتصالاً هاتفيا من وزير الدولة بالرئاسة السودانية، مدير عام مكاتب الرئيس طه عثمان الحسين ، قال طه ( ان الحكومة السودانية قررت طرد السفير الايرانى من السودان و كامل البعثة ، و استدعاء السفير السودانى من طهران ، مؤكدآ وقوف السودان مع المملكة العربية السعودية فى مواجهتها للارهاب ) ،
الحكومة السودانية فى عام 2014م اتخذت قرارآ باغلاق المركز الثقافى الايرانى و عدد من الحسينيات فى الخرطوم و مدن اخرى اثر ازدياد ملحوظ فى اعداد المتشيعين خاصة فى المناطق الفقيرة ، و كان اول ظهور رسمى للمتشيعين قد جرى فى عام 2009م فى احتفال علنى بمنطقة الجريف احتفالآ بمولد الامام المهدى احد كبار الائمة الشيعة ، وكان لافتآ المشاركة بوفود قادمة من كردفان و دارفور و النيل الابيض و نهر النيل ، وكان حضورآ عدد من اساتذة الجامعات و الصحفيين وبعض رموز الطرق الصوفية ، وسط انباء عن تأسيس حزب الله فى السودان ،
قطع العلاقات مع ايران جاء مرتبطآ بموقف المملكة من ايران وقتذاك ، المملكة اعلنت عن عودة العلاقات مع ايران منذ مارس 2023م ، اثر الوساطة الصينية ، و تم تبادل السفراء فى اغسطس الماضى ، و بذلك فان الجانب السودانى حافظ على موقفه الاخلاقى صوابآ كان ام غير ذلك ، و بعد حرب 15 ابريل يجب الانتباه الى ضرورة تصحيح ملف العلاقات الخارجية بعد التخريب و التنازع حوله بين وزارة الخارجية و مدير مكاتب الرئيس انذاك الفريق طه عثمان الحسين ، وهو وضع استمر بعد الثورة فى حكومة حمدوك ، وهو تنازع كانت اطرافه مجلس السيادة ، ووزير رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية ، و عليه فالمتوقع ان تكون عودة العلاقات مع ايران تاتى حقيقة فى اطار المصالح المشتركة و ضمان امن و استقرار المنطقة و الاحترام المتبادل للسيادة بين البلدين ،
تحفظات وتخوفات مشروعة من عودة العلاقات فى ظروف الحرب التى يعيشها السودان مقروءة بتاريخ السياسة الايرانية تجاه دول المنطقة ، و اتباع سياسة التدخل فى الشؤون الداخلية و محاولة بناء حاضة لمشروع التشيع فى اطار سياسة توسعية تبدأ ( تقية ) ناعمة و تنتهى بالمواجهات، وبلا شك هناك فوائد مرتجاة من عودة العلاقات شريطة وضعها فى الاطار الصحيح ، استئناف العلاقات لا تعنى عودة الحسينيات و التبشير بالمذهب الشيعى، كما لا تعنى الانغلاق او الانخراط فى المحورالايرانى ، السودان يحتاج علاقات خارجية متوازنة تضع فى اولوياتها مصالح الشعب السودانى ، مبنية على اسس التخطيط المسبق بعيدآ عن ردود الافعال و الارتجال و القرارات الغير مدروسة، ماذا كسب السودان من قطع العلاقات مع ايران؟ ،
11 اكتوبر 2023م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى