نبض للوطن.. أحمد يوسف التاي: “كيزان قحت”
نبض للوطن
أحمد يوسف التاي
“كيزان قحت”
(نُشر هذا المقال في مثل هذا اليوم من العام الماضي، ووالله لم أزد فيه ولم أنقص، وهو مقال يوثق لخروج خلافات قوى الحرية والتغيير للعلن بعد انقسامها رسميا، وقد نصحنا الطرفين، ولكن لايحبون الناصحين، فحدث ما حدث)..
(1)
اختطاف (4) أحزاب صغيرة للثورة، وتسيُّدها للمشهد السياسي ،تلك حقيقة يراها الناس رأي العين ولا تقبل المغالطات والجدل السفسطائي وسنأتي لتفصيل ذلك… لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح أولاً بكل وضوح، هل تصحيح هذا الوضع المقلوب يتم بالطريقة التي رأيناها في قاعة الصداقة عن طريق حشد طلاب الخلاوي والفلول واللصوص ؟ عندما أطلقت مجموعة الأربعة تهمة “فلول” على تحالف القاعة قبل موعد الانعقاد استنكرنا ذلك لوجود أحزاب واسماء في ذلك التحالف هي أبعد ما تكون عن هذه التهمة، وقلنا إن هؤلاء قوى ثورية مثل مجموعة الخاطفين الأربعة تماماً ، لهم الحق في تصحيح مسار الثورة والحديث عن الإصلاح، لكن لم نكن نتخيل أن يأتوا بفلول وأطفال الخلاوى لتصحيح المسار ويتبعوا نفس منهج المؤتمر الوطني في حشد البسطاء ويقلدون أساليبه في الحشود المدفوعة وتغبيش الوعي وتزوير الإرادة الجماهيرية بالأساليب البائرة، والأنكأ أنهم لا يرون أي حرج في أن يرى الناس على الشاشات في ذلك التجمع ذات “البشر” الذين ثاروا ضدهم واقتلعوا نظامهم الفاسد… والله ما أفسد الميثاق الذي تلوه وسمعناه إلا تناثر ذلك “الصنف” من البشر داخل القاعة وخارجها .. والله ما أفسد خطابي مناوي جبريل المتسمين بالحكمة والعقلانية والتبصر والعدل إلا الوسيلة “الوسخانة” التي استخدموها في الحشد وظهور الكثير من الفلول في تلك التظاهرة السياسية… والله ما أفسد مضامين الإعلان إلا الاستقطاب الانتهازي الذي لم يكن لديه أية “حساسية ” ولا(قشة مرة)، المهم القاعة تفيض بالناس ولا يهم أن يكونوا أطفالا أو فلولا أوزواحف أو حتى “تماسيح”..بئس الأسلوب، وبئس الوسيلة ، وبئس الغاية إن كانت تلك هي وسيلتها… والسؤال المتفرع الذي نطرحه هنا بكل قوة: هل المكون العسكري وحمدوك وراء هذا الأمر؟ وإذا كانت الإجابة بلا فهل هم يباركونه ؟ وما موقفهم مما حدث..؟
(1)
أما مجموعة “الأربعة” فهم ليسوا بأفضل حالاً، واجد نفسي متفقاً تماماً مع كل سطر جاء في بيان تجمع المهنيين الناقد لاسلوب الطرفين، فقد رُدت بالفعل لمجموعة الأربعة بضاعتها ، وهذا النهج هم الذين ابتدروه، وآن لهم أن يحصدوا غرس أيديهم … بالفعل هذه المجموعة الصغيرة انفردت بالقرارات واستبدت في نهجها واستعلت واستكبرت وعلت علواً كبيراً ومضت في طريق التأسيس لشمولية وديكتاتورية جديدة تحت لافتة مزورة (نحن الثورة، وماعدانا فلول)… وأصبحت هذه لمجموعة تُقلد المؤتمر الوطني أيضاً في كل شيء في نهجه الأحادي، وفي عزل الآخرين وتخوينهم، والوصاية على الثورة والثوار، واحتكار المناصب والمواقع والممارسات الديكتاتورية من إغلاق الصحف، واعتقال الصحافيين ،وحبس الخصوم بلا تُهم ولا تحقيقات ولا محاكمات (آجال مفتوحة)، عطلت المؤسسات العدلية والتشريعية، ظلمت وأقصت وما استبقت شيئاً من سوءات المؤتمر الوطني وممارساته الفاسدة من مداهنة وفهلوة وخداع… ولهذا كله لا بد أن تُوقف هذه المجموعة عند حدودها ويتم التصحيح الحقيقي، ولكن ليس بطريقة إزالة الفواصل بين الثوار والفلول…
(3)
باختصار شديد أن الطرفين ، مجموعة الخاطفين الأربعة ، ومجموعة قاعة الصداقة “المختلطين” بالفلول، كلاهما سواء ومثالهما الأعلى هو المؤتمر الوطني فهو قدوتهم وكبيرهم الذي علمهم السحر فصاروا يقلدونه في كل شيء، ويتتبعون كل خطواته وتستهويهم كل ممارساته وبرعوا في تقليده رغم انهم ما زالوا في (سنة أولى)، فما الذي نرجوه منهم إذا قوي عودهم وشبَّوا عن الطوق… فإذا كانت مجموعة الأربعة قلدت المؤتمر الوطني في كل ممارساته الديكتاتورية المستبدة والنهج الأحادي والإقصاء ، فإن مجموعة القاعة (التي جاءت تكحلها فاعمتها) قلدت النظام المخلوع فيما لا يقل سوءاً في تتبع النهج الإنقاذي في الحشود المدفوعة وتغبيش الوعي وتزوير الإرادة الجماهيرية والفهلوة واستغلال البسطاء بحثاً عن شرعية مزيفة… وغداً سننتظر الحاضنة الجديدة التي اعلن عنها الحزب الشيوعي تراه هل سيقلد المؤتمر الوطني في ذلك أم يبتدع….. الآمال لا تزال عريضة في تجمع المهنيين الذي قاد الثورة والثوار باقتدار وبكل جرأة في أوقات الشدة والبأس، وناضل وأبلى بلاءً حسناً وعفَّ عند المغنم … أتراه قد سئم الكفاح وألقى عن كاهله السلاح، فهو من يحق له أن يدعو الثوار أنْ هبِّوا لحماية ثورتكم….اللهم هذا قسمي في ما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.