الكتاب

كلام بفلوس.. تاج السر محمد حامد .. الخلافات جزء من الحياة الزوجية وليست علامة خطرة

فى عصرنا هذا أصبح الحب الخالص مجرد لحظات لا نعرف متى تأتى ولا نعرف متى تنتهى .. لا نستطيع أن نرتب لمجيئها .. ولا أن نرتب لا ستعادتها  .. وعندما تأتى هذه اللحظات يتصور فيها الرجل والمرأة أنهما يملكان العالم يضعان لنفسيهما لغة خاصة يجنيان بهما أحلامهما ويسبحان على أمواجها فى سعادة ونشوة .

 

وفى هذه اللحظات يشعر الإنسان أن عروقه إمتلأت بالحياة وأنه أمتلك كل شئ.. القوة والتفاؤل والجمال وفجأة يتسرب كل شئ من بين الأصابع كمن يحاول تثبيت الزمن وتجميد الصورة.

 

هذه المقدمة اليسيرة أحسبها مهمة لموضوع الشجار والغضب.. فلا تخلو حياة زوجية من لحظات غضب .. ومن ينفى وجود هذه اللحظات لا يجرؤ فى الواقع على الإعتراف بالحقيقة .. فالخلافات جزء من الحياة الزوجية وليست علامة خطر إذ لم تقترن بالعنف.

 

ولكن إذا أقترن القول بالفعل حينئذ يبقى أن ندق ناقوس الخطر .. ليس الزوجان وحدهما فى مشكلة .. فالأبناء طرف ثالث يتأثر ويعانى وتنعكس عليه الأحداث حاضرا ومستقبلا بصورة تهدد إستقراره النفسى وتقلل من فرص سعادته .

 

ولكى نحمى الأبناء مما قد يصيبهم من أذى المشاجرات المتلاحقة الطاحنة والمستورة بين الزوجين فإنه يجب على الأباء أن يدركوا أن أصل المشكلة يضيع ويتوه بعد معركة حامية يعلو فيها الصراخ أو تتشابك فيها الأيادى وهذا لن يعنى أن الشجار لن يتكرر.

 

وحول نفس المشكلة فالغضب الذى لا تعالج أسبابه والذى لا يسيطر عليه الزوجان بالتفاهم أول بأول من شأنه أن يشتعل بين الحين والأخر وان يحدث أضرارا من شأنها تهديد نفوس الصغار وأمنهم .. لذلك من الضرورى أن ينتبه الزوجان وفى وقت مبكر إلى أهمية التفاهم فى مواجهة المشكلات مهما بلغت من التعقيد بدلا من القفز بسرعة وتبادل الشتائم أو الصفعات .

 

ليخلو كل إلى نفسه ويتساءل لماذا الشجار العنيف؟ ولماذا الغضب السريع؟  وأعتقد أنه سيجد جوابا من شأنه أن يهديه إلى مفتاح المشكلة فينطفى سعير الغضب ويحل مكانه التفاهم حماية للزواج نفسه وحماية للأبناء وهذه علامة صحية تعنى انهم على إستعداد لمراجعة النفس وتقبل النقد .. والله المستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى