أخبار

ربك نموذج.. حلوى المولد.. غياب العروس وشكوى من الكساد

ربك- صوت السودان
محلات محدودة لبيع الحلوى؛ تصطف على جانب ميدان المولد النبوي الشريف؛ في مدينة ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض، وسط السودان، فحالة البلاد وما تمر به من حرب ربما انعكس حتى على احتفال السودانيين بذكرى الحبيب المصطفى.

يتمدد حسين علي ضوالبيت صاحب محل لبيع الحلوى داخل محله، ربما لا يتوقع حسين قدوم احدًا لشراء حلوى، يقول وهو ينهض من سرير صغير: مرحبا بك اعذرني تعودنا أن لا احد يمر علينا من سوء السوق وبؤس الحال، ويؤكد حسين أن هذا العام يعتبر الأسوأ على الإطلاق بالنسبة لموسم المولد والحلوى.

ميدان المولد الذي تقاسمته بائعات الشاي يتحول ليلا إلى متنزّه كبير وموقع لتجمع الشباب ونافذة للترفيه وإعادة الزكريات، سيما الذين قدموا من الخرطوم وهم الأكثر حضورا.

ومع ان الحال بالنسبة لمدينة ربك كان من المفترض ان يتبدّل الى احسن في موسم المولد نتيجة لزيادة عدد الكثافة السكانية بعد حالات النزوح الكبيرة من ولاية الخرطوم، الا ان الامر بالنسبة لحسين بائع الحلوى عاديا ولم يحدث اي تغيير، يقول الرجل لـ(صوت السودان)، إن الإقبال ضعيف بسبب غلاء الأسعار وظروف الناس، ويضيف “الموظفون كانوا من الفئات التي نستفيد منها خاصة إذا صادف المولد نهاية الشهر، ولكن هذا العام لم يعد هناك موظف لم يتضرر”.

ويشير حسين الى ان كيلو الحلوى الجيد يتراوح بين 5 إلى 6 آلاف جنيه، ومع ذلك لا احد يشتري، والدليل اننا والحديث لحسين- كنا في الأعوام السابقة نجلب لموسم المولد 25 قنطار من الحلوى ينتهي قبل انتهاء الموسم ولكن هذا العام فقط 9 قنطار وما يزال نصفها موجود وما تم بيعه لا يتعدى 35%.

ليس للظروف الاقتصادية وحدها تأثير على موسم حلوى المولد وانما للظروف الامنية، فولاية النيل الأبيض منعت تجمع الطرق الصوفية في الميادين لتقديرات امنية، مما انعكس سلبا على شكل الاحتفالات وبدوره اثر على سوق الحلوى، ويرى جعفر النجيب بائع حلوى في ميدان المولد ربك، وهو نازح من الخرطوم، ان الإقبال ضعيف بسبب ظروف الحرب، ويؤكد النجيب لـ(صوت السودان) أنه حاول الاستفادة من الموسم في الحصول على مبلغ مالي يساعده في مواجهة ظروفه كنازح من الخرطوم، الا ان الواقع اختلف وأن السوق يشهد كساد وبوار عجيب.

في محلات الحلوى في ربك غابت اشكال الحلويات التي يتم تصنيعها سيما عروس المولد، وركز الناس على شكل واحد وهو الحلوى بانواعها المختلفة؛ ويؤكد عادل عمر، صاحب محل ان تصنيع اشكال مختلفة كان في السابق يستهدف الأطفال بحكم ان المناسبة كانت تجمع الكثير من الناس ولكن هذا العام وضعنا تحسبات كثيرة وتخلينا عن الفكرة خوفا من الكساد.

يشير حسين إلى أن إجراءات حكومية ساهمت هذا العام في عدم الإقبال، من بينها قطع الكهرباء عن ميدان المولد، ويضيف “معلوم ان الموسم يعتمد على زبائن الليل الذين يقصدون الميدان ولكن نسبة لعدم توفر الكهرباء المحلات تغلق مبكرا مما يحرمها من البيع، ويؤكد حسين أن قطع الكهرباء تم بسبب وجود مخالفة في التوصيلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى