عادل عسوم يكتب.. بالله ليه يافراش.. خلاّك وراح القاش؟!
صدق نيوتن عندما جعل الأبعاد رباعية، وذلك عندما أضاف الزمن إلى المكان، والمادة، والقوة.
وظلت رؤيته باقية بالرغم من ادغام انشتاين للزمان في المكان، فأعاد الأبعاد إلى ثلاثيتها.
إذ مافتئ الزمان قاسما مشتركا لحراك الناس، وحبل وصلٍ لسنوات العمر مابقيت الحياة تصحو على أشعة شمس الصباح، وإذا بالزمان يستحيل يقينيات ورؤى وأحداث ومشاعر!.
وتظل يقينيات الطفولة نحتا في الصخر؛ لا تزيله ولاتبهته معاول الحياة وان ثقلت وقست…
كنت أيامها يافعاً أحبُّ الناس والمعرفة ولم أزل، يالجلستي القرفصاء بين يدي جدي وهو يزرع في الناس الحُبَّ والسماح قبل معارف الدين والدنيا، فكم كنت أهوى حديثه عن سِيَرِ الأمم الغابرة والشخوص التي وردت في سياق قصص القرآن، وقد أجمل لنا ذلك يوما وقال:
(من أسباب زوال النعمة عدم الطاعة وعبادة غير الله).
فأذا بها تصبح لي قناعة ويقين، وتدور بي عجلة السنوات لتتجمّل أمسياتي بأغنية الراحل الجميل زيدان (فراش القاش) إلى أن يقول:
بالله ليه يافراش
خلاك وراح القاش؟!
حينها تذكرت حديث جدي رحمه الله بالرغم عن يقيني بكون مراد الشاعر حبيبة نأت عن حبيب، فإذا بسياق البيت يوقظ في دواخلي (يقينية) العبادة بأن تكون لله وحده،
وساق خيالي كل العذر للقاش الذي ظلم الفراش حين (خلاهو وراح القاش)، فكيف للفراش أن (يعبد) غير الله؟!
كيف له ذلك؟!
ولكن ظلت الأغنية أثيرة عندي، فكسلا لي مكان ميلاد، وأهلي فيها أحباب خلص، فإذا بي أحوّر مفردة العبادة إلى العشق، فأقول مترنما:
مين علمك يافراش
تعشق عيون القاش.
اللهم كن لأهل كسلا الأحباب، وأدِم عشق فراش القاش للقاش.
[email protected]