الجزائر.. وهران تتزين بـ”مسرح الشارع” على هامش ألعاب المتوسط
صنع مسرح الشارع، أجواء استثنائية في مدينة وهران، على هامش فعاليات الدورة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط من 26 يونيو إلى 6 يوليو 2022.
وعلى مدار أربعة أيام، قدم المسرح الجهوي لوهران، 32 عرضا مسرحيا في الساحات والحدائق العمومية ومحطات القطار والشوارع والمقاهي.
وشملت العروض عدة عروض لفنون المسرح، مثل الحكواتي ومسرح الحلقة والوامانشو وغيرها من العروض التي استقبلها الجمهور الوهراني باهتمام كبير.
وقدمت فرقة “سينس” المسرحية، عرضها الأول في الشارع في ساحة “الصرخة” بوسط المدينة، وفي نفس اليوم، قدم المخرج المسرحي هواري عبد الخالق، على درج المسرح الجهوي عرض لدمى الأطفال “الملك الحزين”.
وقدم أمين ميسون رفقة فرقة الإبداع، عرضهم المسرحي في عربات القطار السريع الذي يربط وهران بالجزائر العاصمة.
وركزت العروض على الشعر الشعبي، وسلطت الضوء على موضوع علاقة الفنان بالمجتمع، وسعت لحث الجمهور على التفكير، والاعتزاز بالهوية الجزائرية، وقدمت لوحات عن الثقافة الشعبية والتراث الثقافي الجزائري المتنوع.
وتعتبر هذه الخطوة، الأولى من نوعها التي تشهدها شوارع المدينة التي فتحت أبوابها لمسرح الشارع بهذا الحجم، ليقدم عشرات الفنانين أعمالهم بلغة جزائرية محلية، تعيد الذاكرة لرواد المسرح الجزائري في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وقال مدير مسرح عبد القادر علولة بوهران، والمشرف على تظاهرة مسرح الشارع، المخرج المسرحي مراد سنوسي إن مسرح الشارع بدأ في الجزائر العاصمة وهذه المرة الأولى التي ينتقل فيها إلى وهران، وهي فرصة مهمة للتكوين والترويج للفن السادس على هامش تظاهرة رياضية مهمة وكبيرة.
وقال سنوسي لموقع سكاي نيوز عربية: “الفكرة بدأت عام 2019، وتكمن أهمية مسرح الشارع في كونه فن غير مكلف، وهو يشكل فرصة للهواة والمحترفين على حد السواء من أجل لقاء الجمهور العريض، ومواطنين لم يدخلوا إلى المسرح من قبل”.
مواضيع اجتماعية وتكريم للرواد
وقال سنوسي: “قدمنا مواضيع مختلفة ومتنوعة وقصصا اجتماعية في أغلبها، كما قام المشاركون بتقديم عروض تكريمية لشخصيات ثقافية وطنية مثل كاتب ياسين وطاهر جاووت وعبد القادر علولة”.
وتعيدنا هذه المبادرة إلى عقود خلت من الزمن، كانت فيها شوارع الجزائر أشبه بخشبة للمسرح، عندما كان مسرح الحلقة يحكي قصة الجزائر مع الثورة والكفاح ضد الاستعمار.
ويسعى مسرح وهران من خلال هذه المبادرة لإضفاء بُعد عصري على الحلقة بكل عناصرها الخلابة، من خلال إعادة بعث أعمال رواد المسرح الجزائري.
جمهور بالآلاف
واستطاعت المبادرة أن تستقطب إليها الجماهير من مختلف الأعمار والأجيال، حيث استمتعوا بمسرحيات بلغة الحياة اليومية.
وأكد سنوسي أن المبادرة كسرت القواعد الكلاسيكية في العروض المسرحية، مشيرا إلى أن العروض الصباحية والليلية جمعت أزيد من 2500 متفرج في اليوم من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.
وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي لا يزال فيه المسرح الجزائري يعمل على ردم الهوة بين المتعاملين الاقتصاديين والفاعلين في المجال الثقافي والمسرحي.
وقال مدير مسرح عبد القادر علولة إن مثل هذه المبادرات يمكنها تحفيز المستثمرين الاقتصاديين لدعم وتمويل المشاريع المسرحية.