رسالتان إلى الشيوعيين* بقلم/ عادل عسوم
*رسالتان إلى الشيوعيين*
بقلم/ عادل عسوم
لست صاحب هذه الرسائل، انما قامتان سودانيان توشحا بالمجد وسيرة حياة تنفح بشذى الايجاب، وسيبقيا كذلك ما رفرف علم هذا السودان فوق السارية، الرسالة الأولى من قامة سودانية باذخة، بدأ حياته شيوعيا، وتلقد العديد من المناصب والمهام، ومنها سفير للسودان في الاتحاد السوفيتي، وزاحم عبدالخالق محجوب على سكرتارية الحزب، إنه السفير أحمد سليمان المحامي رحمه الله، هذا الرجل عنون مذكراته قبيل وفاته بعنوان تضمن رسالة عميقة المعنى والمدلول، وهو: (مذكرات شيوعي اهتدى)!.
والآخر شاعر وأديب انتقل إلى رحمة الله قبل حوالي العامين، إنه القامة عبدالله شابو، بدأ حياته شيوعيا منذ الخمسينيات،
وشارك في تأسيس جمعية أبادماك الأدبية، وكان من أصحاب مشروع الغابة والصحراء،
ولُقّب بألقاب عديدة منها:
العبقري، وعميد شعراء السودان، وأيقونة الشعر السوداني.
أحب الشعر العربي حبا ملك شغاف قلبه، واعتاد القول في العديد من اللقاءات الصحفية بأن حب هذا الشعر العربي تسبب في مقتل الشاعر الإسباني الشهير لوركا الذي قال: “أنا ذاهب إلى مملكتي العربية الإسلامية في غرناطة”.
ترك عبدالله موسى ابراهيم (عبدالله شابو) للناس من دواوين الشعر: (أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين)، و(حاطب الليل).
ثم (شجر الحب الطيب) ضمن مجموعته الشعرية “أزمنة الشاعر الثلاثة”، ثم (إنسان يحدث الناس).
وتسلّم العديد من المناصب خلال حياته، منها رئيس رابطة الكتاب السودانيين، ورئيس نادي الشعر السوداني في اليونسكو.
وتم اختياره من قبل جائزة الطيب صالح شخصية العام في 2015 تقديراً لدوره الرائد في خارطة الإبداع السوداني
باعتباره أحد أبرز رواد الجيل الثاني من قصيدة التفعيلة في السودان.
عبدالله شابو رحمه الله بكل هذا التميز والفوت والنضج ترك بعد انعتاقه من عوالم اليسار وركله للشيوعية رسالة سامية وصادقة،
قال فيها بالحرف: “أنا عبدالله شابو الشاعر فقط، دخلت اليسار وخرجت منه، والإنسان كلما كبر وازدادت معارفه نضج.
هذا النضوج يجعله مراجعاً لمواقفه السابقة وأكثر انفتاحاً على الإنسانية، أما الأيديولوجيا، فقد يخاصمها أو يستمر فيها”.
رحمك الله.
إن الرسالة الأولى أسمت الخلاص من الشيوعية (نضجا)!. أما الرسالة الثانية فأسمت الخلاص من الشيوعية بالـ(هداية)!.
لعمري انهما رسائل عميقة المعنى وبعيدة الدلالة، وهما عبرة لمن يعتبر…
يا أيها الشيوعي:
أما آن لك أن تنضج وتهتدي؟!
[email protected]