سهير عبد الرحيم تغرد : الحروب لا تتوقف يا وزير التعليم
*سهير عبد الرحيم تغرد : الحروب لا تتوقف يا وزير التعليم *
لا أدري من هو العبقري الذي مرر لمجلس الوزراء قرار إغلاق الجامعات فأوعزوا به لوزير التعليم العالي .
قرار خاطيء بنسبة 100%؛ ببساطة لأن الحرب معروف متى تبدأ ولكن حتى البرهان نفسه لا يعلم متى تنتهي …!!! ولأن الحياة لا تتوقف بسبب الحروب، ولأن التعليم في الأساس لا ينبغي أن يتوقف بسبب حروب أو مجاعة أو كوارث طبيعية فهو سبيل الارتقاء والتقدم والتنمية .
ولأن كل دول العالم التي خاضت و تخوض حروباً لم تتعطل مسارات البناء والتجارة و التعليم وحتى الاستثمار بها. إن استمرار الدراسة بالجامعات فيه إعادة لدورة الحياة و بث الطمأنينة و دوران عجلة التنمية.
استقرار الدراسة فيه أكبر هزيمة للتمرد، فهو وإن احتل البيوت و حرق الجامعات و دمَّر البنية التحتية فهو غير قادر على تجميد العقول و احتلال الفضاء الإسفيري الذي ينقل المعلومة والكتاب والبحث .
كنت أُمنِّي النفس أن يتصدَّى وزير التعليم العالي لهذه المؤامرة الفطيرة بإغلاق الجامعات و يناهضها؛ فوظيفة الرجل الأساسية كوزير، هي استمرار التعليم لا إيقافه، هي مساعدة مؤسسات التعليم لا تعطيلها، هي الدفع بكلتي يديه للسلِّم التعليمي لا تحطيمه .
كاذبٌ من يقول لكم إن الحرب ستنتهي بعد أسبوع أو شهر أو سنة أو عشر سنوات ؛ فهذه فتنة و مؤامرة تقف وراءها و تدعمها دولٌ بعدد أصابع اليدين ، ومثل هذه المؤامرات تتطلب قبل الصبرِ العملَ و الجِد .
قال لي أحدهم إن بعض الطلاب يحتجون يومياً على صفحات الفيسوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى ضد استئناف الدراسة …!!! يا سبحان الله؛ يجد أحدهم كهرباء لهاتفه ثم يستطيع شراء باقة إنترنت ليدخل الفيسوك ليشتم و يتنمَّر و يعطل حياته وحياة آخرين ، ولا يستطيع أن يوفر ذات الكهرباء و ذات الانترنت لقراءة واجباته الدراسية و تحصيل العلم!! حقاً
{ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ }
[سُورَةُ الرَّعۡدِ: ١١] .
حسناً فعلت جامعة الخرطوم، و فور صدور القرار المحبط، إذ انتفضت و انعقد مجلس عمدائها ليخرج بقرار يؤكد به استمرار الدراسة و جاهزية الطلاب. جامعة الخرطوم التي تقع في قلب الإعصار جوار القيادة و أمام القصر الجمهوري ، وتحت زخَّات الرصاص تكسر قرار الوزير غير المدروس.
هذه هي المؤسسات المحترمة والجامعات التي تستحق التقدير والتي تطوِّع الظروف للنجاح وتقاتل تجاه مسؤوليتها ، و كذلك سيفعل مأمون حميدة بجامعته الطبية، فماذا سيفعل الآخرون ….؟؟
كان الأوفق للوزير أن يُضمِّن خطاب الانكسار والهزيمة عبارة (أن توفِّق الجامعات أوضاعها حسب ظروف كل جامعة) ، لا أن يتعطل الجميع.
مصيبة هذا الوطن المنكوب العظمى هي افتقاده للقائد الحقيقي في كل المؤسسات، القائد الذي يعْبُر برعيته من الأزمات بكل مرونة و يسر ، القائد الحقيقي الذي يطوِّع الظروف ويجعل منها مركباً يمخر به عباب الفشل والإحباط، لا الذي يحني ظهره و يجعل من نفسه و من حوله مطيِّة لها.
جيشٌ – واحد _ شعبٌ -واحد #
لا -لمفاوضات -جدة#
دحرُ -الميليشيا #
نزعُ -الجنسية -من – العملاء #
السودانُ -أولاً #