الكتاب

نبض للوطن أحمد يوسف التاي الخرطوم ضحية الحقد الإجتماعي الطبقي

نبض للوطن
أحمد يوسف التاي
الخرطوم ضحية الحقد الإجتماعي الطبقي
(1)
أظهرت الحرب بين الجيش السوداني، ومليشيا الدعم السريع، حقداً طبقياً لم يُر له مثيلاً في التأريخ، وعلى نحو أعاد للأذهان إشارات أحداث الإثنين في العام 2005 عقب مقتل زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق مع بعض الفوارق بين الحدثين العظيمين..
أبرز أوجه الشبه بين أحداث الإثنين، واغتصاب الخرطوم، يمكن تفصيلها على النحو التالي:
(2)
أولاً، كلا الحادثتين وفرا غطاءً لممارسة الحقد الطبقي في ابشع صوره على مواطني الخرطوم (الجلابة)، الذين كانوا ضحايا الحقد الطبقي في جرى في 2005، و2023، حتى أن البعض أجهز عليه عامله المنزلي وكأنه كان في انتظار تلك السانحة..
(3)
ثانياً، الحادثتان كشفتا حجم ومستوى وفظاعة ذلك الحقد الإجتماعي الطبقي من إثنيات ومكونات إجتماعية معينة تجاه سكان الخرطوم، كأنهم لم يكونوا إخوان في الوطن، (أحداث الإثنين)،أو في الدين والوطن (استباحتها الخرطوم)
(4)
ثالثاً، الحادثتان سبقهما خطابات كراهية، وتعبئة سيئة وتهديدات، كأحاديث بعض المثقفين الجنوبيين التي مهدت الطريق لأحداث الإثنين، وكتاباتهم عن طرد العنصر العربي الوافد من الجزيرة العربية على ظهر ثور، والذي يجب أن يرجع إلى من حيث أتي وبذات الوسيلة، وتصويره على أنه وافد مستعمر، والحديث عن أن هؤلاء الجلابة قلة يمثلون 35%فقط من سكان السودان، و65% من أصل زنجي، كما ورد ايضا في محاضرة للدكتور قرنق، ومع ذلك هم (أي الجلابة) المهيمنون والمحتكرون الثروة والسلطة..
أما حادثة استباحة الخرطوم بواسطة المليشيا و(المُغذَّيين) بالحقد الإجتماعي الطبقي، فقد سبقتها تصريحات وتهديدات مسؤولين ابرزهم قائد المليشيا نفسه ونائبه، (حديث الكدايس، والمطر البدون براق)، والحديث السابق المنسوب لأحد ولاة دارفور والذي دعا فيه لاستقبال (الأهل) الذين سيأتونهم نازحين من الخرطوم جراء ما ستشهده من فظائع، وكذلك التصريحات المنسوبة لأحد النظار بغرب البلاد والتي هدد فيها باجتياح الخرطوم في “خمس دقائق” لولا وجود اهله وعشيرته فيها.. إلى جانب هتافات قوات جبريل الداعية لتدمير عمارات الخرطوم قبل أن يتدخل هو لإيقافهم بالقول :(العمارات دي شيلوها ما تكسروها)، كما شاهد الناس وسمعوا ما جاء في ذلك الفيديو..
(5)
حجم الدمار والنهب والسلب واقتحام الأسر واغتصاب فتياتها ونسائها وممتلكاتها وتحطيم المنشآت ونهب البنوك، وكل الفظائع والوحشية التي شهدتها الخرطوم تؤكد يقينا أن الحقد الإجتماعي الطبقي حفر عميقا في سويداء تلك القلوب التي ران عليها الحقد وغُذِّيت بالحقد مما يجعل التعايش بين الغاصب والمغتَصب، أمراً ليس سهلا ويحتاج إلى جهود كبيرة، وفوق كل ذلك يحتاج إلى مواجهة هذا الواقع بكل قوة ووضوح، بدلا عن الهروب وتغطية النار بالعويش، هذا إذا كنتم تريدون وطنا موحدا قويا يحفظ كرامة مواطنيه وحقوقهم، ويحميهم، ويوفر لهم الأمن والعيش الكريم ويجعل القانون فوق الجميع
…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة اخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى