ما وراء الخبر محمد وداعة دخان المعارك..15 ابريل نهاية حقبة (2)
ما وراء الخبر
محمد وداتعة
دخان المعارك..15 ابريل نهاية حقبة (2)
*تجاوزنا مرحلة الحرب .. الان فى مرحلة النهب و السلب*
*قوات الاخوة دقلو و آلاف المرتزقة حولوا حربهم ضد المواطن ، احتلال البيوت و الاحتماء بها و اتخاذ المدنيين دروعآ بشرية*
*تنفيذ الاتفاق الاطارى باستخدام القوة العسكرية لن يتم الا على جثث آلاف السودانيين* ،
*هذه العصابات الاجرامية لم تفرق بين بيت الامام الراحل و بيت الميرغنى ، و بيت ابراهيم الشيخ* ،
*لم يكن هناك فرق بين دار الامة ، ودار البعث السودانى او دار الشيوعى*
*الى متى انتم غافلون ؟ و من غيبوبتكم لا تفيقون* ؟
استياء و غضب واسع و لعنات تطارد بعض السياسين الذين زينوا افعال قوات التمرد ، و ادعوا الحياد جهلآ او تواطؤآ ، و ان كان ذلك التبرير سخيفآ فى البداية عندما كانت القوات المتمردة تعمل على جبهة الحرب متوهمة الحاق الهزيمة بالجيش و السيطرة على مقاليد الحكم ، فلم يعد ذلك التبرير كافيآ بعد ان كشفت القوات المتمردة عن وجهها القبيح ووجهت التها الحربية تجاه المواطنين و بيوتهم و ممتلكاتهم ، القوات الغازية قامت بنهب البنوك و الاسواق ، و استباحت المستشفيات و الجامعات و المدارس و دور العبادة ، تصرفات بربرية لا يمكن تصورها ، و لا يمكن ادراجها الا تحت بند الحقد الاعمى ، و انزال العقاب على المدنيين بعد ان فشلت فى الاستيلاء على السلطة ،
لم يستطع احد منهم ادانة الانتهاكات الواسعة التى قامت بها قوات الاخوة دقلو، بما فى ذلك الانتهاكات التى طالت بيوت رموز سياسية انتسبوا لها ، او كانوا ينتسبون ، يؤكد ذلك تشابه المواقف و اتساقها فى الاصرار على عدم ادانة عدوان قوات الاخوة دقلو على المواطنين و المرافق المدنية ، يؤكد ذلك غياب اى موقف بعد افتضاح تركيبة هذه القوات و ان غالبها من المرتزقة الاجانب ، تم تجنيدهم من ثمانية دول ، و ان من اسباب هذه الحرب قطع الطريق على الفلول ، و من اهدافها (قتل ) اوقبض البرهان و تقديمه للعدالة ، ولعل من اهم اسبابها اقامة التحول الديمقراطى و تنفيذ الاتفاق الاطارى ، منذ الايام الاولى للحرب تسرع بعضهم و طالب بحظر الطيران ، و البعض طالب بوضع السودان تحت البند السابع ، و قالوا ان الحرب بدأها البرهان لقطع الطريق امام الاتفاق الاطارى ،بينما الحقيقة و بتصريحات موثقة للاخوة دقلو ،انهم اشعلوا هذه الحرب لاجل تنفيذ الاطارى و المدنية و التحول الديمقراطى ،
هذه تصورات ساذجة مع الاسف صدقتها و انساقت وراءها مجموعة المركزى و الموقعين على الاتفاق الاطارى ، وبينما لا احد يعلم كيف تم اعتماد شعار( اذا لم يوقع الاتفاق النهائى فان البديل هو الحرب) ، محزن حقآ ان تصل الغفلة بهذه القيادات لتتوهم ان سيناريو الاستيلاء على السلطة بالقوة و عبر الاغتيالات و التصفيات يمكن ان يكون طريقآ لحكم انتقالى ديمقراطى ، لانهم يعلمون ان هذا السيناريو لن يحكم البلاد الا بسفك دماء السودانيين ، لانه مشروع لقيط و مبتور و لا حاضنة له ، تنفيذ الاتفاق الاطارى باستخدام القوة العسكرية لن يتم الا على جثث آلاف السودانيين ،
مع الاحترام ، مع الاحترام للقراء الاعزاء ، تعالوا نصغر عقولنا ، مثلما فعل اهل الاتفاق الاطارى و نصدق معهم ان الانقلاب سيحقق التخلص من البرهان الذى يعيق تنفيذ الاطارى و يمنع التحول الديمقراطى ،
فشل الانقلاب و بدأت الحرب مع افتراض الابقاء على نفس الهدف وهو تنفيذ الاطارى بالقوة ، و فشلت الحرب فى مواجهة الجيش و تلقت قوات الاخوة دقلو هزائم منكرة ، هذه القوات و منها آلاف المرتزقة الاجانب ، حولوا حربهم ضد المواطن ، احتلال البيوت و تدميرها و الاحتماء بها و اتخاذ المدنيين دروعآ بشرية ، تم نهب البنوك و الاسواق و المرافق العامة ، الاعتداء و الاستحواز على المستشفيات ، تعطيل الخدمات ، اغتصاب النساء ، و اعتقال المعاشيين من القوات النظامية ،
فهل بعد هذا انتم محايدون ؟ و لا تستطيعون ادانة انتهاكات قوات الاخوة دقلو لمفارقتها لكل ما هو انسانى ؟ و مخالفتها للقانون الدولى ؟ و مخالفتها لكل تقاليد الشعب السودانى فى احترام حرمات البيوت ، و دور العبادة ، و دور العجزة ، و الاطفال فاقدى السند ، من كان منكم يعتقد ان حيادكم هذا بمنجيكم من بطش الغزاة فانتم واهمون ، هذه العصابات الاجرامية لم تفرق بين بيت الامام الراحل و بيت الميرغنى ، و بيت ابراهيم الشيخ ، هؤلاء المجرمين استباحوا دور الاحزاب ،و عبثوا بمحتوياتها و هشموا اثاثها ، وفى هذا لم يكن هناك فرق بين دار الامة ، ودار البعث السودانى او دار الشيوعى ،
حتى يوم 15 ابريل كان الاخوة دقلو يسيطرون على تجارة الذهب و صادر الثروة الحيوانية ، و يديرون بنك السودان و البنك الزراعى ، و النيابة العامة ووزارة الثروة الحيوانية و حكام بعض الولايات ، واستولوا على مئات الاف الافدنة ، و اشتروا المزارع و المصانع ، مئآت العقارات فى جبرة و المنشية ، فى الخرطوم (2) و العمارات ، و فى اركويت و الرياض ، حلة حمد و الحلفايا و كافورى ، و تم تجهيز هذه المنازل و العقارات بمخابئ ( بدرومات ) ، استخدمت لتخزين الاسلحة و الذخائر ، و حميدتى نائبآ للسيادى ، لم يكن ينقصهم مال او سلطة ،و ثروة تقدر بمليارات الدولارات ، و لكنها الاجندة الاجنبية ،
نقول لمن تخفى بالحياد مدعيآ الوقوف على مسافة واحدة من ( الطرفين ) ، ان العدوان و الانتهاكات من قوات الاخوة دقلو موجهة للشعب السودانى ضد كرامته و حياته و انسانيته و ممتلكاته ، فالى متى انتم غافلون ؟ و من غيبوبتكم لا تفيقون ؟
26 مايو 2023م